أن تواجَه الدعوة الإسلامية بالصعوبات والعقبات من أعدائها فهذا شيء عادي، حيث إن الابتلاءات من سنن الله في كل الدعوات، ولكن أن يكون بعض أبناء الدعوة وبعض المشتغلين في حقلها هم أحد هذه العقبات، فهنا الخطر والمشكلة والداء.
إن الداعية الذي لا يحسن فن الدعوة إلى الله، سيتحول -دون أن يدري- إلى عقبة كئود أمام دعوته، ويكون سببا في نفور الناس منها، بدلا من أن يكون سببا في إقبالهم عليها.
فمن الدعاة من يغفل عن مناجاة ربه ودعائه عز وجل، وينسى أنه سبحانه هو الذي بيده أن يفتح له مغاليق القلوب.
ومنهم من يتعامل بغلظة وجفاء، فينفِّر ولا يحبب، ويفرق ولا يجمع، ويهدم ولا يبني.
ومنهم من لا يجيد الحوار والمناظرة العقلية، فيقف عاجزا أمام أول شبهة تعترضه، فيكون ثغرة ينفذ منها المتربصون.
ومنهم من يفصل بين حياته العادية ودعوته، فتراه يدعو أهل المعاصي ولا يستجيبون، ثم لا يجد غضاضة في أن يؤاكلهم ويشاربهم دون إنكار ومؤاخذة.
ولهؤلاء جميعا نقدم بعض الدروس من دعوة أبي الأنبياء، سيدنا إبراهيم الخليل.
* المناجاة سلاحك:
الدعاء من أجلِّ العبادات وأفضلها، ذلك لأن فيه من ذلِّ الحاجة والافتقار لله تعالى والتضرع له والانكسار بين يديه ما يُظهر حقيقة العبودية لله تعالى، ولذلك كان أكرم شيء على الله تعالى هو الدعاء، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء" (رواه الترمذي وحسنه، وابن ماجة).
ويجب أن يكون الداعية حريصا على مناجاة ربه ودعائه للناس بالخير، واسترفاد السماء لهم، وأن يدعو الله أن ييسر له العقبات التي يقابلها في طريق الدعوة، ويفتح له قلوب الناس، وألا ينسى نفسه من الدعاء بقبول العمل وأن يرزقه الله الإخلاص فيه، فربما يبذل جهدا عظيما ووقتا كبيرا ولكن يدخل على عمله ما يفسده من نية فاسدة أو تكبر وإعجاب فيُلقى عمله في وجهه كالثوب الخَلِق، فـ"ربما فتح لك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول"، كما قال ابن عطاء الله في حكمه.
وها هو سيدنا إبراهيم -عليه السلام- يدعو لقومه بالخير فيقول: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}. ونلاحظ في هذا الحوار تأدب إبراهيم النبي مع ربه عز وجل فهو يخص بدعائه من آمن من قومه فقط، ذلك أنه وعى عظة ربه له التي قال له فيها في الآيات السابقة: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}.
ثم يرفع هو وابنه إسماعيل -عليهما السلام- من القواعد وهما يلهجان بالدعاء إلى الله {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، ربنا إنك تسمع دعاءنا وترى عملنا، ولا نبغي من ذلك إلا القبول. وهكذا يجب أن يكون حال الداعي يصاحب كل جهد يبذله وكل عمل يقوم به دعاء لله بالقبول.
ثم يستمران في الابتهال إلى الله بدعاء يكشف عن اهتمامات الداعية ومقصده الرئيسي من دعوته، ألا وهو إسلام الوجهة والعبودية لله عز وجل، وأن تستمر
إن الداعية الذي لا يحسن فن الدعوة إلى الله، سيتحول -دون أن يدري- إلى عقبة كئود أمام دعوته، ويكون سببا في نفور الناس منها، بدلا من أن يكون سببا في إقبالهم عليها.
فمن الدعاة من يغفل عن مناجاة ربه ودعائه عز وجل، وينسى أنه سبحانه هو الذي بيده أن يفتح له مغاليق القلوب.
ومنهم من يتعامل بغلظة وجفاء، فينفِّر ولا يحبب، ويفرق ولا يجمع، ويهدم ولا يبني.
ومنهم من لا يجيد الحوار والمناظرة العقلية، فيقف عاجزا أمام أول شبهة تعترضه، فيكون ثغرة ينفذ منها المتربصون.
ومنهم من يفصل بين حياته العادية ودعوته، فتراه يدعو أهل المعاصي ولا يستجيبون، ثم لا يجد غضاضة في أن يؤاكلهم ويشاربهم دون إنكار ومؤاخذة.
ولهؤلاء جميعا نقدم بعض الدروس من دعوة أبي الأنبياء، سيدنا إبراهيم الخليل.
* المناجاة سلاحك:
الدعاء من أجلِّ العبادات وأفضلها، ذلك لأن فيه من ذلِّ الحاجة والافتقار لله تعالى والتضرع له والانكسار بين يديه ما يُظهر حقيقة العبودية لله تعالى، ولذلك كان أكرم شيء على الله تعالى هو الدعاء، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء" (رواه الترمذي وحسنه، وابن ماجة).
ويجب أن يكون الداعية حريصا على مناجاة ربه ودعائه للناس بالخير، واسترفاد السماء لهم، وأن يدعو الله أن ييسر له العقبات التي يقابلها في طريق الدعوة، ويفتح له قلوب الناس، وألا ينسى نفسه من الدعاء بقبول العمل وأن يرزقه الله الإخلاص فيه، فربما يبذل جهدا عظيما ووقتا كبيرا ولكن يدخل على عمله ما يفسده من نية فاسدة أو تكبر وإعجاب فيُلقى عمله في وجهه كالثوب الخَلِق، فـ"ربما فتح لك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول"، كما قال ابن عطاء الله في حكمه.
وها هو سيدنا إبراهيم -عليه السلام- يدعو لقومه بالخير فيقول: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}. ونلاحظ في هذا الحوار تأدب إبراهيم النبي مع ربه عز وجل فهو يخص بدعائه من آمن من قومه فقط، ذلك أنه وعى عظة ربه له التي قال له فيها في الآيات السابقة: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}.
ثم يرفع هو وابنه إسماعيل -عليهما السلام- من القواعد وهما يلهجان بالدعاء إلى الله {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، ربنا إنك تسمع دعاءنا وترى عملنا، ولا نبغي من ذلك إلا القبول. وهكذا يجب أن يكون حال الداعي يصاحب كل جهد يبذله وكل عمل يقوم به دعاء لله بالقبول.
ثم يستمران في الابتهال إلى الله بدعاء يكشف عن اهتمامات الداعية ومقصده الرئيسي من دعوته، ألا وهو إسلام الوجهة والعبودية لله عز وجل، وأن تستمر
عدل سابقا من قبل عكرمه المقدسي في الأربعاء سبتمبر 16, 2009 2:45 pm عدل 1 مرات