سيرة آل البيت رضوان الله عليهم(متجدد)
________________________________________
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
هو الصحابي الجليل, والخليفة الراشد, والإمام الفقيه العابد المجاهد, الفصيح الحكيم, علم من أعلام آل البيت الكرام - عليهم رحمات ربي ورضوانه.
اسمه ولقبه
هو ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وصهره علي بن أبي طالب (عبد مناف) بن عبدالمطلب بن هاشم (عمرو) بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي الهاشمي القرشي. كنيته أبو الحسن ولقب بأبي تراب والمرتضى وحيدرة.
أبوه
والده أبو طالب سيد من سادات قريش وإليه سقاية الحجاج, وكان من أكثر الناس دفاعا ومساندة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فقد كفله بعد وفاة جده عبدالمطلب وسانده بعد بعثته في وجه غطرسة قريش وتكذيبها ومعاداتها له.
أمه
وأم علي هي فاطمة بنت أسد بن هاشم - رضي الله عنها – وقد كانت كالأم لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وقد أسلمت وهاجرت إلى المدينة؛ فأبوه وأمه هاشميان, وهو أول هاشمي يولد لهاشميان.
ولادته
ولد علي - رضي الله عنه - قبل البعثة بعشر سنين حوالي 599م.
إخوته و أخواته
وعلي - رضي الله عنه - أصغر من طالب وعقيل وجعفر وهم أشقائه.
وأما شقيقاته فأم هانئ وجمانة.
كفالة الرسول له
وحين بلغ الخامسة أو السادسة من عمره ضاقت أحوال أبي طالب وكان له أولاد كثر؛ فذهب إليه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - و العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - وعرضا عليه أن يأخذ كل منهما ولداً من أبنائه يربيه ويكفله تخفيفاً عليه، فأخذ العباس جعفرا وأخذ النبي علياً فتربى في بيته ولازمه.
إسلامه
أسلم علي - رضي الله عنه - صغيرا وهو ابن ثمان سنين, وقيل أنه أول من أسلم وقيل ثانيا بعد خديجة, وقيل ثالثا بعد أبي بكر - رضي الله عنهم أجمعين -, وقيل أن إسلامه كان قبل أبي بكر ولكنه كان سرا, والمجمع عليه أنه من أوائل المسلمين وأنه أول من أسلم من الصبيان.
هجرته
بقي بعد إسلامه ملازما لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعاصر ما مر به أوائل المسلمين من العناء في مكة على يد المشركين من قريش, وما كانوا عليه من الصبر والولاء لله ورسوله, وعندما أمر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالهجرة إلى المدينة دعا عليا وأمره أن يبيت على فراشه، ويتسجى ببرده؛ ففعل، وكان بهذا يفتدي رسول الله بنفسه, كما أمره الرسول الكريم بأن يتأخر بعده في مكة ليؤدي الأمانات إلى أهلها وأن يؤدي إلى كل ذي حق حقه؛ فكان آخر من قدم المدينة من الناس.
زواجه بفاطمة
في السنة الثانية من الهجرة زوجه النبي من ابنته فاطمة سيدة النساء وله منها الحسن والحسين ريحانتا رسول الله وفيهما ينحصر ولد رسول الله وزينب وأم كلثوم.
زواجه بغير فاطمة
وقد تزوج علي بعد وفاة فاطمة من نساء كثيرات منهن فاطمة بنت حزام الكلابية وأمامة بنت أبي العاص وبنت زينب بنت رسول الله وأسماء بنت عميس وخولة الحنفية .
أبناءه
وله أبناء وبنات كثيرون, منهم العباس وأبي بكر وعمر وعثمان وجعفر وعبدالله وعبيدالله وعون ويحيى ومحمد الأوسط ومحمد بن الحنفية رقية ورملة أم الحسن محمد الأصغر أم هاني ميمونه زينب الصغرى أم كلثوم فاطمة إمامة خديجة أم الكرام أم سلمة أم جعفر جمانة نفيسة.
مواقفه وبطولاته
شهد علي بدراً، وأحداً والخندق، وبيعة الرضوان، وجميع المشاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا تبوك؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - خلفه على أهله، وله في جميع هذه المشاهد بلاء عظيم ومواقف بطولية مشهودة، منها خروجه للمبارزة في بدر والأحزاب وقتله الوليد بن عتبة وعمرو بن ود العامري ومرحبا اليهودي, وأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - اللواء في مواطن كثيرة منها يوم بدر ولما قتل مصعب بن عمير - رضي الله عنه - يوم أحد وراية النصر يوم خيبر.
تغسيله للرسول
كان علي في تغسيل وتجهيز ودفن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.
مناقبه
وله مناقب وخصائص كثيرة منها: 1_ أن ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أبقاها الله في ولد علي وفاطمة - رضي الله عنهما وأرضاهما -. 2_ وله ما سبق ذكره من شرف النسب. 3_ والنشأة في رعاية رسول الله وفي بيته. 4_ والمسارعة للإسلام. 5_ وفداء رسول الله عند الهجرة. 6_ وقل النبي له: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي؟). 7_ وكانت له الراية التي وصف رسول الله حاملها بأنه رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. 8_ وأنه كان في أهل الكساء والمباهلة. 9_ وهو من العشرة المبشرين بالجنة. 10_ ومن السابقين الأولين والمهاجرين المجاهدين. 11_ ومن أهل بيعة الرضوان. 12_ وقال فيه رسول الله: (من كنت مولاه فعلي مولاه). 13_ كان يكتب الوحي والرسائل لرسول الله, وبعثه رسول الله رسولا لبعض القبائل يدعوها, وأرسله لهدم الأصنام وتسوية القبور, وأرسله قاضيا لليمن, وقد قدم إلى مكة منها في حجة الوداع وحج مع رسول الله.
في خلافة أبي بكر
ولما بويع أبو بكر بالخلافة بادر علي - رضي الله عنهما - بمبايعته, وكان مما قاله علي بن أبي طالب في خطبته على منبر الكوفة في ثنائه على أبي بكر وعمر: (فأعطى المسلمون البيعة طائعين، فكان أول من سبق في ذلك من ولد عبدالمطلب أنا). وكان علي رضي الله عنه لأبي بكر ناصحا معينا وقال له يوم ذي القصة: ( لم سيفك ولا تفجعنا بنفسك، وارجع إلى المدينة فو الله لئن فجعنا بك لا يكون للإسلام نظام أبداً). وكان علي محبا لأبي بكر, عارفا وحافظا لقدره ومنزلته؛ فعن علي - رضي الله عنه – أنه قال: (ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد أبي بكر عمر). وقد تولى علي في خلافة أبي بكر تقسيم الفيء والخمس. وعندما توفي الصديق أقبل علي - رضي الله عنهما - مسرعا باكيا مسترجعا وقال خطبة طويلة بليغة صادقة بدأها بهذه الجمل: (رحمك الله يا أبا بكر, كنت إلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنيسه ومستراحه وثقته, وموضع سره ومشاورته، وكنت أول القوم إسلاما, وأخلصهم يقينًا، وأشدهم لله تقوى، وأخوفهم لله، وأعظمهم غناء في دين الله عز وجل، وأحوطهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحدبهم على الإسلام، وأحسنهم صحبة، وأكثرهم مناقب، وأفضلهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم وسيلة، وأشبههم برسول الله هديًا وسمتًا، وأشرفهم منزلة، وأرفعهم عنده، وأكرمهم عليه .....).
في خلافة عمر
وعندما صارت الخلافة لعمر كان علي عونه ومستشاره المقرب؛ فقد كان عمر - رضي الله عنه - يعرف لعلي فضله وفقهه وحكمته, ولعلي في القضاء قصص مشهورة في زمن عمر, وله فقه وحديث رواه عنه خلق كثير.
خلافة علي لعمر على المدينة
وقد أناب عمر عليا على المدينة مرارا منها حين ذهب يستلم مفاتيح بيت المقدس. وكانت بينهما - رضي الله عنهما - مودة ومحبة ولهذا زوج علي ابنته أم كلثوم للفاروق.
وعندما طعن أمير المؤمنين عمر جعل الخلافة شورى بين ستة هم علي وعثمان والزبير وطلحة وسعد وعبدالرحمن - رضي الله عنهم أجمعين - ثم انحسرت الخلافة بين عثمان وعلي؛ فلما بويع بها عثمان كان علي من أوائل من بايعه - رضوان الله عليهم -.
في خلافة عثمان
وحين قامت الفتنة الآثمة زمن عثمان - رضي الله عنه -, وقف علي وقفته الشجاعة يساند بالرأي ويحاول منع أهل الفتنة من مواصلة جريمتهم؛ حتى أنه أرسل الحسن والحسين - رضي الله عنهما - ليحرسا بيت عثمان من أهل الفتنة.
خلافته
وعندما وقعت الفجيعة وقتل أمير المؤمنين عثمان, بويع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - باختيار صحابة رسول - الله صلى الله عليه وسلم - من أهل المدينة من المهاجرين والأنصار وكان منهم الزبير وطلحة فقد كانا يريان أن عليا أولى بالخلافة منهما. وكان علي عادلا زاهدا راشدا زمن خلافته, قال رضي الله عنه: (الدنيا جيفة، فمن أراد منها شيئاً، فليصبر على مخالطة الكلاب).
5موقعة الجمل
:
وقدر الله وقوع تلك الفتنة التي شجرت بين الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - والتي كان يذكي نارها بعض أهل الفتنة وقتلة عثمان حتى كانت موقعة الجمل وصفين, ولم يكن النزاع في هذه المواقع على إمارة أو خلافة فالكل كان مجمعا على فضل علي - رضي الله عنه - وأحقيته بالخلافة وإنما كان المختلفون يجتهدون في مسألة الثأر من قتلة عثمان. وكان من آثار هذه المواقع والأحداث ظهور الخوارج ومقاتلة علي لهم في النهروان, قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تمرق مارقة عند فرقة بين المسلمين ، فيقتلها أولى الطائفتين بالحق), ولم يحزن علي على قتل أهل النهروان؛ فهم الخوارج المارقون, بل كان يسجد لله شكرا لانتصاره عليهم, ولكنه بكى لما قاتل أهل الجمل، وبكى وقد رأى طلحة والزبير قتيلان - رضي الله عن الجميع -, وعفى ولم يسبي ولم يعنف, بل كرم وواسى, وحزن لما قاتل أهل صفين.
استشهاده
وبعد النهروان بعامين تقريبا قتل علي - رضي الله عنه - شهيداً وله ثلاثة وستون سنة على يد الشقي عبدالرحمن بن ملجم الخارجي, قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: (أشقى الناس الذي عقر الناقة والذي يضربك على هذا - ووضع يده على رأسه - حتى يخضب هذه, يعني لحيته). وكانت مدة خلافة علي أربع سنين وتسعة أشهر وثلاثة أيام فقد بويع بالخلافة في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة عام خمس وثلاثين، وكانت وفاته شهيدا في اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان عام أربعين للهجرة. وتولى غسل أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر - رضي الله عنهم - وصلى عليه الحسن. وقيل أنه دفن في قصر الخلافة في الكوفة]].
__________________
________________________________________
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
هو الصحابي الجليل, والخليفة الراشد, والإمام الفقيه العابد المجاهد, الفصيح الحكيم, علم من أعلام آل البيت الكرام - عليهم رحمات ربي ورضوانه.
اسمه ولقبه
هو ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وصهره علي بن أبي طالب (عبد مناف) بن عبدالمطلب بن هاشم (عمرو) بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي الهاشمي القرشي. كنيته أبو الحسن ولقب بأبي تراب والمرتضى وحيدرة.
أبوه
والده أبو طالب سيد من سادات قريش وإليه سقاية الحجاج, وكان من أكثر الناس دفاعا ومساندة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فقد كفله بعد وفاة جده عبدالمطلب وسانده بعد بعثته في وجه غطرسة قريش وتكذيبها ومعاداتها له.
أمه
وأم علي هي فاطمة بنت أسد بن هاشم - رضي الله عنها – وقد كانت كالأم لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وقد أسلمت وهاجرت إلى المدينة؛ فأبوه وأمه هاشميان, وهو أول هاشمي يولد لهاشميان.
ولادته
ولد علي - رضي الله عنه - قبل البعثة بعشر سنين حوالي 599م.
إخوته و أخواته
وعلي - رضي الله عنه - أصغر من طالب وعقيل وجعفر وهم أشقائه.
وأما شقيقاته فأم هانئ وجمانة.
كفالة الرسول له
وحين بلغ الخامسة أو السادسة من عمره ضاقت أحوال أبي طالب وكان له أولاد كثر؛ فذهب إليه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - و العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - وعرضا عليه أن يأخذ كل منهما ولداً من أبنائه يربيه ويكفله تخفيفاً عليه، فأخذ العباس جعفرا وأخذ النبي علياً فتربى في بيته ولازمه.
إسلامه
أسلم علي - رضي الله عنه - صغيرا وهو ابن ثمان سنين, وقيل أنه أول من أسلم وقيل ثانيا بعد خديجة, وقيل ثالثا بعد أبي بكر - رضي الله عنهم أجمعين -, وقيل أن إسلامه كان قبل أبي بكر ولكنه كان سرا, والمجمع عليه أنه من أوائل المسلمين وأنه أول من أسلم من الصبيان.
هجرته
بقي بعد إسلامه ملازما لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعاصر ما مر به أوائل المسلمين من العناء في مكة على يد المشركين من قريش, وما كانوا عليه من الصبر والولاء لله ورسوله, وعندما أمر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالهجرة إلى المدينة دعا عليا وأمره أن يبيت على فراشه، ويتسجى ببرده؛ ففعل، وكان بهذا يفتدي رسول الله بنفسه, كما أمره الرسول الكريم بأن يتأخر بعده في مكة ليؤدي الأمانات إلى أهلها وأن يؤدي إلى كل ذي حق حقه؛ فكان آخر من قدم المدينة من الناس.
زواجه بفاطمة
في السنة الثانية من الهجرة زوجه النبي من ابنته فاطمة سيدة النساء وله منها الحسن والحسين ريحانتا رسول الله وفيهما ينحصر ولد رسول الله وزينب وأم كلثوم.
زواجه بغير فاطمة
وقد تزوج علي بعد وفاة فاطمة من نساء كثيرات منهن فاطمة بنت حزام الكلابية وأمامة بنت أبي العاص وبنت زينب بنت رسول الله وأسماء بنت عميس وخولة الحنفية .
أبناءه
وله أبناء وبنات كثيرون, منهم العباس وأبي بكر وعمر وعثمان وجعفر وعبدالله وعبيدالله وعون ويحيى ومحمد الأوسط ومحمد بن الحنفية رقية ورملة أم الحسن محمد الأصغر أم هاني ميمونه زينب الصغرى أم كلثوم فاطمة إمامة خديجة أم الكرام أم سلمة أم جعفر جمانة نفيسة.
مواقفه وبطولاته
شهد علي بدراً، وأحداً والخندق، وبيعة الرضوان، وجميع المشاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا تبوك؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - خلفه على أهله، وله في جميع هذه المشاهد بلاء عظيم ومواقف بطولية مشهودة، منها خروجه للمبارزة في بدر والأحزاب وقتله الوليد بن عتبة وعمرو بن ود العامري ومرحبا اليهودي, وأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - اللواء في مواطن كثيرة منها يوم بدر ولما قتل مصعب بن عمير - رضي الله عنه - يوم أحد وراية النصر يوم خيبر.
تغسيله للرسول
كان علي في تغسيل وتجهيز ودفن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.
مناقبه
وله مناقب وخصائص كثيرة منها: 1_ أن ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أبقاها الله في ولد علي وفاطمة - رضي الله عنهما وأرضاهما -. 2_ وله ما سبق ذكره من شرف النسب. 3_ والنشأة في رعاية رسول الله وفي بيته. 4_ والمسارعة للإسلام. 5_ وفداء رسول الله عند الهجرة. 6_ وقل النبي له: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي؟). 7_ وكانت له الراية التي وصف رسول الله حاملها بأنه رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. 8_ وأنه كان في أهل الكساء والمباهلة. 9_ وهو من العشرة المبشرين بالجنة. 10_ ومن السابقين الأولين والمهاجرين المجاهدين. 11_ ومن أهل بيعة الرضوان. 12_ وقال فيه رسول الله: (من كنت مولاه فعلي مولاه). 13_ كان يكتب الوحي والرسائل لرسول الله, وبعثه رسول الله رسولا لبعض القبائل يدعوها, وأرسله لهدم الأصنام وتسوية القبور, وأرسله قاضيا لليمن, وقد قدم إلى مكة منها في حجة الوداع وحج مع رسول الله.
في خلافة أبي بكر
ولما بويع أبو بكر بالخلافة بادر علي - رضي الله عنهما - بمبايعته, وكان مما قاله علي بن أبي طالب في خطبته على منبر الكوفة في ثنائه على أبي بكر وعمر: (فأعطى المسلمون البيعة طائعين، فكان أول من سبق في ذلك من ولد عبدالمطلب أنا). وكان علي رضي الله عنه لأبي بكر ناصحا معينا وقال له يوم ذي القصة: ( لم سيفك ولا تفجعنا بنفسك، وارجع إلى المدينة فو الله لئن فجعنا بك لا يكون للإسلام نظام أبداً). وكان علي محبا لأبي بكر, عارفا وحافظا لقدره ومنزلته؛ فعن علي - رضي الله عنه – أنه قال: (ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد أبي بكر عمر). وقد تولى علي في خلافة أبي بكر تقسيم الفيء والخمس. وعندما توفي الصديق أقبل علي - رضي الله عنهما - مسرعا باكيا مسترجعا وقال خطبة طويلة بليغة صادقة بدأها بهذه الجمل: (رحمك الله يا أبا بكر, كنت إلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنيسه ومستراحه وثقته, وموضع سره ومشاورته، وكنت أول القوم إسلاما, وأخلصهم يقينًا، وأشدهم لله تقوى، وأخوفهم لله، وأعظمهم غناء في دين الله عز وجل، وأحوطهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحدبهم على الإسلام، وأحسنهم صحبة، وأكثرهم مناقب، وأفضلهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم وسيلة، وأشبههم برسول الله هديًا وسمتًا، وأشرفهم منزلة، وأرفعهم عنده، وأكرمهم عليه .....).
في خلافة عمر
وعندما صارت الخلافة لعمر كان علي عونه ومستشاره المقرب؛ فقد كان عمر - رضي الله عنه - يعرف لعلي فضله وفقهه وحكمته, ولعلي في القضاء قصص مشهورة في زمن عمر, وله فقه وحديث رواه عنه خلق كثير.
خلافة علي لعمر على المدينة
وقد أناب عمر عليا على المدينة مرارا منها حين ذهب يستلم مفاتيح بيت المقدس. وكانت بينهما - رضي الله عنهما - مودة ومحبة ولهذا زوج علي ابنته أم كلثوم للفاروق.
وعندما طعن أمير المؤمنين عمر جعل الخلافة شورى بين ستة هم علي وعثمان والزبير وطلحة وسعد وعبدالرحمن - رضي الله عنهم أجمعين - ثم انحسرت الخلافة بين عثمان وعلي؛ فلما بويع بها عثمان كان علي من أوائل من بايعه - رضوان الله عليهم -.
في خلافة عثمان
وحين قامت الفتنة الآثمة زمن عثمان - رضي الله عنه -, وقف علي وقفته الشجاعة يساند بالرأي ويحاول منع أهل الفتنة من مواصلة جريمتهم؛ حتى أنه أرسل الحسن والحسين - رضي الله عنهما - ليحرسا بيت عثمان من أهل الفتنة.
خلافته
وعندما وقعت الفجيعة وقتل أمير المؤمنين عثمان, بويع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - باختيار صحابة رسول - الله صلى الله عليه وسلم - من أهل المدينة من المهاجرين والأنصار وكان منهم الزبير وطلحة فقد كانا يريان أن عليا أولى بالخلافة منهما. وكان علي عادلا زاهدا راشدا زمن خلافته, قال رضي الله عنه: (الدنيا جيفة، فمن أراد منها شيئاً، فليصبر على مخالطة الكلاب).
5موقعة الجمل
:
وقدر الله وقوع تلك الفتنة التي شجرت بين الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - والتي كان يذكي نارها بعض أهل الفتنة وقتلة عثمان حتى كانت موقعة الجمل وصفين, ولم يكن النزاع في هذه المواقع على إمارة أو خلافة فالكل كان مجمعا على فضل علي - رضي الله عنه - وأحقيته بالخلافة وإنما كان المختلفون يجتهدون في مسألة الثأر من قتلة عثمان. وكان من آثار هذه المواقع والأحداث ظهور الخوارج ومقاتلة علي لهم في النهروان, قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تمرق مارقة عند فرقة بين المسلمين ، فيقتلها أولى الطائفتين بالحق), ولم يحزن علي على قتل أهل النهروان؛ فهم الخوارج المارقون, بل كان يسجد لله شكرا لانتصاره عليهم, ولكنه بكى لما قاتل أهل الجمل، وبكى وقد رأى طلحة والزبير قتيلان - رضي الله عن الجميع -, وعفى ولم يسبي ولم يعنف, بل كرم وواسى, وحزن لما قاتل أهل صفين.
استشهاده
وبعد النهروان بعامين تقريبا قتل علي - رضي الله عنه - شهيداً وله ثلاثة وستون سنة على يد الشقي عبدالرحمن بن ملجم الخارجي, قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: (أشقى الناس الذي عقر الناقة والذي يضربك على هذا - ووضع يده على رأسه - حتى يخضب هذه, يعني لحيته). وكانت مدة خلافة علي أربع سنين وتسعة أشهر وثلاثة أيام فقد بويع بالخلافة في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة عام خمس وثلاثين، وكانت وفاته شهيدا في اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان عام أربعين للهجرة. وتولى غسل أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر - رضي الله عنهم - وصلى عليه الحسن. وقيل أنه دفن في قصر الخلافة في الكوفة]].
__________________