ملتقى الانصار

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى الانصار

ملتقى للجهاد وانصاره


2 مشترك

    سيرة آل البيت رضوان الله عليهم(متجدد)

    avatar
    محب المجاهدين


    عدد المساهمات : 14
    نقاط : 26
    تاريخ التسجيل : 25/08/2009

    سيرة آل البيت رضوان الله عليهم(متجدد)  Empty سيرة آل البيت رضوان الله عليهم(متجدد)

    مُساهمة  محب المجاهدين الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 10:06 am

    سيرة آل البيت رضوان الله عليهم(متجدد)
    ________________________________________







    علي بن أبي طالب رضي الله عنه

    هو الصحابي الجليل, والخليفة الراشد, والإمام الفقيه العابد المجاهد, الفصيح الحكيم, علم من أعلام آل البيت الكرام - عليهم رحمات ربي ورضوانه.



    اسمه ولقبه


    هو ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وصهره علي بن أبي طالب (عبد مناف) بن عبدالمطلب بن هاشم (عمرو) بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي الهاشمي القرشي. كنيته أبو الحسن ولقب بأبي تراب والمرتضى وحيدرة.



    أبوه


    والده أبو طالب سيد من سادات قريش وإليه سقاية الحجاج, وكان من أكثر الناس دفاعا ومساندة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فقد كفله بعد وفاة جده عبدالمطلب وسانده بعد بعثته في وجه غطرسة قريش وتكذيبها ومعاداتها له.



    أمه


    وأم علي هي فاطمة بنت أسد بن هاشم - رضي الله عنها – وقد كانت كالأم لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وقد أسلمت وهاجرت إلى المدينة؛ فأبوه وأمه هاشميان, وهو أول هاشمي يولد لهاشميان.



    ولادته


    ولد علي - رضي الله عنه - قبل البعثة بعشر سنين حوالي 599م.



    إخوته و أخواته


    وعلي - رضي الله عنه - أصغر من طالب وعقيل وجعفر وهم أشقائه.
    وأما شقيقاته فأم هانئ وجمانة.



    كفالة الرسول له


    وحين بلغ الخامسة أو السادسة من عمره ضاقت أحوال أبي طالب وكان له أولاد كثر؛ فذهب إليه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - و العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - وعرضا عليه أن يأخذ كل منهما ولداً من أبنائه يربيه ويكفله تخفيفاً عليه، فأخذ العباس جعفرا وأخذ النبي علياً فتربى في بيته ولازمه.



    إسلامه


    أسلم علي - رضي الله عنه - صغيرا وهو ابن ثمان سنين, وقيل أنه أول من أسلم وقيل ثانيا بعد خديجة, وقيل ثالثا بعد أبي بكر - رضي الله عنهم أجمعين -, وقيل أن إسلامه كان قبل أبي بكر ولكنه كان سرا, والمجمع عليه أنه من أوائل المسلمين وأنه أول من أسلم من الصبيان.



    هجرته


    بقي بعد إسلامه ملازما لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعاصر ما مر به أوائل المسلمين من العناء في مكة على يد المشركين من قريش, وما كانوا عليه من الصبر والولاء لله ورسوله, وعندما أمر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالهجرة إلى المدينة دعا عليا وأمره أن يبيت على فراشه، ويتسجى ببرده؛ ففعل، وكان بهذا يفتدي رسول الله بنفسه, كما أمره الرسول الكريم بأن يتأخر بعده في مكة ليؤدي الأمانات إلى أهلها وأن يؤدي إلى كل ذي حق حقه؛ فكان آخر من قدم المدينة من الناس.

    زواجه بفاطمة

    في السنة الثانية من الهجرة زوجه النبي من ابنته فاطمة سيدة النساء وله منها الحسن والحسين ريحانتا رسول الله وفيهما ينحصر ولد رسول الله وزينب وأم كلثوم.



    زواجه بغير فاطمة


    وقد تزوج علي بعد وفاة فاطمة من نساء كثيرات منهن فاطمة بنت حزام الكلابية وأمامة بنت أبي العاص وبنت زينب بنت رسول الله وأسماء بنت عميس وخولة الحنفية .



    أبناءه


    وله أبناء وبنات كثيرون, منهم العباس وأبي بكر وعمر وعثمان وجعفر وعبدالله وعبيدالله وعون ويحيى ومحمد الأوسط ومحمد بن الحنفية رقية ورملة أم الحسن محمد الأصغر أم هاني ميمونه زينب الصغرى أم كلثوم فاطمة إمامة خديجة أم الكرام أم سلمة أم جعفر جمانة نفيسة.



    مواقفه وبطولاته


    شهد علي بدراً، وأحداً والخندق، وبيعة الرضوان، وجميع المشاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا تبوك؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - خلفه على أهله، وله في جميع هذه المشاهد بلاء عظيم ومواقف بطولية مشهودة، منها خروجه للمبارزة في بدر والأحزاب وقتله الوليد بن عتبة وعمرو بن ود العامري ومرحبا اليهودي, وأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - اللواء في مواطن كثيرة منها يوم بدر ولما قتل مصعب بن عمير - رضي الله عنه - يوم أحد وراية النصر يوم خيبر.



    تغسيله للرسول


    كان علي في تغسيل وتجهيز ودفن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.


    مناقبه


    وله مناقب وخصائص كثيرة منها: 1_ أن ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أبقاها الله في ولد علي وفاطمة - رضي الله عنهما وأرضاهما -. 2_ وله ما سبق ذكره من شرف النسب. 3_ والنشأة في رعاية رسول الله وفي بيته. 4_ والمسارعة للإسلام. 5_ وفداء رسول الله عند الهجرة. 6_ وقل النبي له: (‏أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي؟). 7_ وكانت له الراية التي وصف رسول الله حاملها بأنه رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. 8_ وأنه كان في أهل الكساء والمباهلة. 9_ وهو من العشرة المبشرين بالجنة. 10_ ومن السابقين الأولين والمهاجرين المجاهدين. 11_ ومن أهل بيعة الرضوان. 12_ وقال فيه رسول الله: (من كنت مولاه فعلي مولاه). 13_ ‏كان يكتب الوحي والرسائل لرسول الله, وبعثه رسول الله رسولا لبعض القبائل يدعوها, وأرسله لهدم الأصنام وتسوية القبور, وأرسله قاضيا لليمن, وقد قدم إلى مكة منها في حجة الوداع وحج مع رسول الله.



    في خلافة أبي بكر


    ولما بويع أبو بكر بالخلافة بادر علي - رضي الله عنهما - بمبايعته, وكان مما قاله علي بن أبي طالب في خطبته على منبر الكوفة في ثنائه على أبي بكر وعمر: (فأعطى المسلمون البيعة طائعين، فكان أول من سبق في ذلك من ولد عبدالمطلب أنا). وكان علي رضي الله عنه لأبي بكر ناصحا معينا وقال له يوم ذي القصة: ( لم سيفك ولا تفجعنا بنفسك، وارجع إلى المدينة فو الله لئن فجعنا بك لا يكون للإسلام نظام أبداً). وكان علي محبا لأبي بكر, عارفا وحافظا لقدره ومنزلته؛ فعن علي - رضي الله عنه – أنه قال: (ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد أبي بكر عمر). وقد تولى علي في خلافة أبي بكر تقسيم الفيء والخمس. وعندما توفي الصديق أقبل علي - رضي الله عنهما - مسرعا باكيا مسترجعا وقال خطبة طويلة بليغة صادقة بدأها بهذه الجمل: (رحمك الله يا أبا بكر, كنت إلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنيسه ومستراحه وثقته, وموضع سره ومشاورته، وكنت أول القوم إسلاما, وأخلصهم يقينًا، وأشدهم لله تقوى، وأخوفهم لله، وأعظمهم غناء في دين الله عز وجل، وأحوطهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحدبهم على الإسلام، وأحسنهم صحبة، وأكثرهم مناقب، وأفضلهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم وسيلة، وأشبههم برسول الله هديًا وسمتًا، وأشرفهم منزلة، وأرفعهم عنده، وأكرمهم عليه .....).



    في خلافة عمر


    وعندما صارت الخلافة لعمر كان علي عونه ومستشاره المقرب؛ فقد كان عمر - رضي الله عنه - يعرف لعلي فضله وفقهه وحكمته, ولعلي في القضاء قصص مشهورة في زمن عمر, وله فقه وحديث رواه عنه خلق كثير.



    خلافة علي لعمر على المدينة


    وقد أناب عمر عليا على المدينة مرارا منها حين ذهب يستلم مفاتيح بيت المقدس. وكانت بينهما - رضي الله عنهما - مودة ومحبة ولهذا زوج علي ابنته أم كلثوم للفاروق.
    وعندما طعن أمير المؤمنين عمر جعل الخلافة شورى بين ستة هم علي وعثمان والزبير وطلحة وسعد وعبدالرحمن - رضي الله عنهم أجمعين - ثم انحسرت الخلافة بين عثمان وعلي؛ فلما بويع بها عثمان كان علي من أوائل من بايعه - رضوان الله عليهم -.



    في خلافة عثمان


    وحين قامت الفتنة الآثمة زمن عثمان - رضي الله عنه -, وقف علي وقفته الشجاعة يساند بالرأي ويحاول منع أهل الفتنة من مواصلة جريمتهم؛ حتى أنه أرسل الحسن والحسين - رضي الله عنهما - ليحرسا بيت عثمان من أهل الفتنة.




    خلافته


    وعندما وقعت الفجيعة وقتل أمير المؤمنين عثمان, بويع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - باختيار صحابة رسول - الله صلى الله عليه وسلم - من أهل المدينة من المهاجرين والأنصار وكان منهم الزبير وطلحة فقد كانا يريان أن عليا أولى بالخلافة منهما. وكان علي عادلا زاهدا راشدا زمن خلافته, قال رضي الله عنه: (الدنيا جيفة، فمن أراد منها شيئاً، فليصبر على مخالطة الكلاب‏).



    5موقعة الجمل
    :




    وقدر الله وقوع تلك الفتنة التي شجرت بين الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - والتي كان يذكي نارها بعض أهل الفتنة وقتلة عثمان حتى كانت موقعة الجمل وصفين, ولم يكن النزاع في هذه المواقع على إمارة أو خلافة فالكل كان مجمعا على فضل علي - رضي الله عنه - وأحقيته بالخلافة وإنما كان المختلفون يجتهدون في مسألة الثأر من قتلة عثمان. وكان من آثار هذه المواقع والأحداث ظهور الخوارج ومقاتلة علي لهم في النهروان, قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تمرق مارقة عند فرقة بين المسلمين ، فيقتلها أولى الطائفتين بالحق), ولم يحزن علي على قتل أهل النهروان؛ فهم الخوارج المارقون, بل كان يسجد لله شكرا لانتصاره عليهم, ولكنه بكى لما قاتل أهل الجمل، وبكى وقد رأى طلحة والزبير قتيلان - رضي الله عن الجميع -, وعفى ولم يسبي ولم يعنف, بل كرم وواسى, وحزن لما قاتل أهل صفين.



    استشهاده


    وبعد النهروان بعامين تقريبا قتل علي - رضي الله عنه - شهيداً وله ثلاثة وستون سنة على يد الشقي عبدالرحمن بن ملجم الخارجي, قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: (أشقى الناس الذي عقر الناقة والذي يضربك على هذا - ووضع يده على رأسه - حتى يخضب هذه, يعني لحيته). وكانت مدة خلافة علي أربع سنين وتسعة أشهر وثلاثة أيام فقد بويع بالخلافة في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة عام خمس وثلاثين، وكانت وفاته شهيدا في اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان عام أربعين للهجرة. وتولى غسل أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر - رضي الله عنهم - وصلى عليه الحسن. وقيل أنه دفن في قصر الخلافة في الكوفة]].


    __________________


    avatar
    محب المجاهدين


    عدد المساهمات : 14
    نقاط : 26
    تاريخ التسجيل : 25/08/2009

    سيرة آل البيت رضوان الله عليهم(متجدد)  Empty رد: سيرة آل البيت رضوان الله عليهم(متجدد)

    مُساهمة  محب المجاهدين الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 10:08 am

    الحسن بن علي رضي الله عنه

    اسمه ولقبه



    هو سبط رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، القرشي الهاشمي. كنيته أبو محمد ولقبه المشهور ريحانة رسول الله. سماه النبي -صلى الله عليه وسلم- الحسن، وكناه أبا محمد، ولم يكن يعرف هذا الاسم في الجاهلية، وروي أن الله سبحانه وتعالى حجب اسم الحسن والحسين حتى سمى بهما النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنيه الحسن والحسين
    .
    والداه



    أبوه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأمه سيدة نساء العالمين فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم ورضي عنهما وأرضاهما- وقد تقدم ذكر سيرتهما في هذا قسم سيرة آل البيت في الموقع
    .
    مولده



    ولد بالمدينة في نصف شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة, وقيل في شعبان منها؛ فسماه النبي -صلى الله عليه وسلم- الحسن، وأذن في أذنه, وعق عنه يوم سابعه، وحلق شعره وأمر أن يتصدق بزنة شعره فضة
    .
    حب النبي -صلى الله عليه وسلم- له



    عاش الحسن –رضي الله عنه- سنواته السبع الأولى محاطا بحب رسول الله –صلى الله عليه وسلم-, وكان رسول الله يصرح بحبه له, فكان يحمله ويقول: اللهم إني أحبه فأحبه. وقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- للحسن والحسين -رضي الله عنهما-: اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما. وقال فيهما: هما ريحانتاي من الدنيا. وقال –عليه الصلاة والسلام-: وك‏الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. ان النبي –صلى الله عليه وسلم- يخطب على المنبر حتى إذا إذ جاء الحسن والحسين، عليهما قميصان أحمران، يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر، فحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قال‏:‏ ‏‏صدق الله ‏(إنما أموالكم وأولادكم فتنة‏) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما‏‏‏. ‏وكان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يلاعبه ويحمله ويؤدبه ويعلمه, وكان الحسن يثب على رسول الله وهو ساجد فيحمله برفق, وقد نهاه عن الأكل من مال الصدقة, وعلمه دعاء القنوت, وأمره بترك كل ما يريب. وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوسم فيه سمات السادة والعظماء وقد أخبر عنه خبر صادقا قال فيه: إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين.


    نشأته وفترة صباه



    نشأ الحسن بن علي -رضي الله عنه- في بيت النبوة وتربى على يدي جده –صلى الله عليه وآله وسلم- ووالده علي وأمه فاطمة -رضي الله عنهما- ، فأخذ عن جده ووالديه مفاهيم الإسلام فالتزم بأوامـر الإسلام واستقام على تعاليمه. وكان والداه له قدوة صالحة عظيمة بلا شك. كما أنه عاش في زمن ساد فيه الصحابة، والرعيل الأول الذي تربى على يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهيمنت الفضيلة والتقوى والصلاح على ذلك المجتمع الفريد، وكثر الإقبال على طلب العلم والعمل بالكتاب والسنة فهذه الحالة دفعت الحسن بن علي إلى الاستفادة والاقتداء بالمجتمع الذي يعيش فيه، وتأثر به تربويا وعلميا
    .
    حياته زمن الخلافة الراشدة



    توفي رسول الله –صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم- ثم ما لبثت فاطمة –رضي الله عنها- حتى لحقت به بعد بضع أشهر, ففقد الحسن بموتهما الجد والأم في عام واحد وهو ابن سبع سنين, فرعاه هو وإخوته والدهم علي –رضي الله عنهم- فترعرع وأكمل نشأته الصالحة ينهل فيها العلوم والحكمة والأخلاق الزاكية ويتمرس فيها على الجلد والقوة والفروسية, وقد حظي إلى جانب رعاية والده بحب وتقدير وتكريم الصحابة والخلفاء – رضي الله عنهم أجمعين- وقد روى عدد من الأحاديث عن رسول الله وعن أبيه وأخيه الحسن وغيرهم, وروى عنه خلق كثير منهم بعض أبنائه وعائشة وعكرمة وابن سيرين.



    في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان



    كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- كثيراً ما يحمل الحسن على عاتقه ويلاعبه ويداعبه؛ فعن عقبة بن الحارث -رضي الله عنه- قال: صلى أبو بكر -رضي الله عنه- العصر ثم خرج يمشي فرأى الحسن يلعب مع الصبيان فحمله على عاتقه وقال: بأبي شبيه بالنبي لا شبيه بعلي وعليٌ يضحك. وهذا يجسد ويدل على الحب والمودة والتقدير بين الحسن وأبي بكر -رضي الله عنهما- فكلاهما محب للآخر. ويرى عدد من المؤرخين أن الحسن كان يجل الصديق ويعظمه ويكرمه ويحبه؛ حتى تأثر الحسن بسيرته وسمى أحد أبنائه بأبي بكر. وهذا حب متبادل طبيعي؛ فحب أبي بكر –رضي الله عنه- لآل البيت ثابت معلوم, وقد قال مخاطباً علي وفاطمة رضي الله عنهما: والله ما تركت الدار والمال، والأهل والعشيرة، إلا ابتغاء مرضاة الله ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت. وقال: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أحب إلي من أن أصل من قرابتي. وقال: ارقبوا محمدا في أهل بيته.ومما يدلل على قوة الرابطة بين الحسن وبين الخلفاء الراشدين –رضي الله عنهم- وتأثره بهم, أنه اشترط في صلحه مع معاوية أن يعمل بسيرتهم حيث قال: بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما صالح عليه الحسن بن علي بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان : صالحه على أن يسلم إليه ولاية أمر المسلمين ، على أن يعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- وسيرة الخلفاء الراشدين – أو الصالحين-.
    وكذلك كان الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- شديد الإكرام لآل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإيثارهم حتى على أبنائه فقد روي أن عمر كسا أبناء الصحابة ولم يكن في ذلك ما يصلح للحسن والحسين فبعث إلى اليمن، فأُتي بكسوة لهما فقال: الآن طابت نفسي . وميز عمرُ الحسنَ والحسينَ في العطاء على ابنه عبدالله، فأعطى كل واحد منهما عشرة ألاف؛ فقال عبدالله بن عمر: لما فضلت علي هذين الغلامين وأنت تعرف سبقي في الإسلام وهجرتي ؟ فقال له عمر: ويحك يا عبدالله ائتنى بجدٍ مثل جدهما وأب مثل أبيهما وأم مثل أمهما وجدة مثل جدتهم . وكان حبهما لبعضهما بينا وقد سمى الحسن أحد أبنائه عمر كذلك.

    وكان الحسن من المحبين لعثمان بن عفان -رضي الله عنهما- لا يفرق بين حبه له وحبه لمن سبقه من الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر -رضي الله عنهم- وقد بقي جمع من الصحابة والتابعين وفيا لعثمان بن عفان –رضي الله عنه- وعلى رأسهم علي بن أبي طالب وبنيه –رضي الله عنهم- فقد وقف الحسن موقفا بطوليا عندما قام مدافعا بسلاحه يحرس منزل أمير المؤمنين عثمان -رضي الله عنه- من أهل الفتنة, وروي أنه كان يرد الناس عن عثمان رضي الله عنه يوم الدار بسيفين يضرب بيديه جميعا.

    وللحسن في زمن الخلافة الراشدة مواقف عظيمة منها جهاده في سبيل الله وقد جاهد -رضي الله عنه- مشاركا في فتح شمال أفريقيا وطبرستان.



    في خلافة علي




    فلما كانت الخلافة لأبيه علي بن أبي طالب, وبدأت بوادر الفتنة كان الحسن يراجع والده كثيرا ويشير عليه بترك القتال, ولكن أمر الله نافذ, فلما وقعت الفتنة شارك الحسن فيها مع والده في الجمل وصفين, وكان مقاتلا شجاعا قويا.

    خلافته



    عندما استشهد علي -رضي الله عنه- بالكوفة سنة أربعين للهجرة, اجتمع الناس على الحسن بن علي – رضي الله عنهما- وبايعوه بالخلافة, ولم يكن علي –رضي الله عنه- قد أوصى لأحد من بعده, وروي عن عبدالرحمن بن جندب قال: لما ضُرب علي قُلت: يا أمير المؤمنين أبايع حسناً؟ قال: لا آمرك ولا أنهاك. وروي أن القوم قالوا له: استخلف يا أمير المؤمنين، فقال: لا، ولكن أدعُكم كما ترككم رسول الله -صلى الله عليه وسلم -, يعني دون استخلاف, فإن يرُد الله بكم خيراً يجمعكم على خيركم كما جمعكم على خيركم بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . أما أهل الشام فبايعوا معاوية بن أبي سفيان –رضي الله عنهما- فكاد أهل كل فريق أن يقتتل مع الطرف الآخر؛ فسار معاوية إليهم من الشام، وسار الحسن ومن معه إلى معاوية، فلما تقاربا علم الحسن أنه لن تغلب إحدى الطائفتين حتى يقتل أكثر الأخرى، ورأى من بعض أتباعه الضعف والخيانة حتى أن بعضهم بدأ ينهب في مخيم الحسن بل أنه طعن –رضي الله عنه- من بعضهم؛ فأرسل إلى معاوية يبذل له تسليم الأمر إليه، على أن تكون له الخلافة بعده، وعلى أن لا يطلب أحداً من أهل المدينة والحجاز والعراق بشيء مما كان أيام أبيه، وغير ذلك من الشروط والبنود، فأجابه معاوية إلى ما طلب، فظهرت المعجزة في قوله صلى الله عليه وسلم‏ فكان الصلح بين الفئتين‏‏. وسمي ذلك العام عام الجماعة, وكان ذلك في الأشهر الأولى من سنة إحدى وأربعين للهجرة, وقد كان هذا الصلح يعد فتحا وخيرا وبركة على المسلمين عادوا به للوحدة والدعوة والجهاد, ولا شك أن موقف الحسن –رضي الله عنه- موقف كريم نبيل يدل على تبصره وسعيه لما فيه صلاح أحوال المسلمين, وقد وقف بعض الجهلة والمتعصبين والمنافقين موقفا سلبيا من موقف الحسن فأبغضوا صنيعه بل كان بعضهم يناديه بمذل المؤمنين وحاشاه أن يكون كذلك وقد سماه النبي –صلى الله عليه وسلم- سيدا وهو يخبر بموقفه هذا.
    انتهى بهذا الصلح زمن خلافة الحسن –رضي الله عنه- والتي دامت ستة أشهر وبضع أيام قال بعض العلماء بأنها أتمت الثلاثين سنة التي وصفها النبي –صلى الله عليه وسلم- بزمن الخلافة الراشدة
    .
    زوجاته وأبنائه



    كان له رضي الله عنه عدد كبير من الزوجات وأمهات الولد؛ فكان كما وصفه بعض المؤرخين مزواجا مطلاقا, قل أن يبقى وليس تحته أربع زوجات, وقد روى بعض المؤرخين أنه تزوج سبعين امرأة وبالغ آخرون؛ فقالوا تسعين وقالوا ميئتين وقالوا أربعمئة بل أوصلوا عددهن إلى سبعمئة, وروي غير هذا إلا أنه من الشذوذ بمكان، وهذه الكثرة المزعومة موضوعة، كما أن الروايات التاريخية التي تشير إلى الأعداد الخيالية في زواج الحسن بن علي -رضي الله عنه- لا تثبت من حيث الإسناد وبالتالي لا تصلح للاعتماد عليها نظراً للشبه والطعون التي حامت حولها، وليس هناك دليل يثبت كثرة أزواج الحسن بن علي رضي الله عنه سوى تلكم الروايات المطعون فيها. ومن زوجاته أم كلثوم بنت الفضل بن العباس وخولة بنت منظور وزينب بنت سبيع بن عبدالله البجلي وغيرهن. وله أولاد كثيرون منهم محمد الاكبر والحسن المثنى وجعفر وحمزة ومحمد الأصغر وزيد وإسماعيل ويعقوب والقاسم وعبدالله وأبو بكر وحسين وعبدالرحمن وعمر وعبدالله الأصغر وفاطمة وأم سلمة.

    صفاته ومناقبه وأخلاقه



    إضافة إلى كونه سبط رسوله وحبيبه وريحانته وكونه صحابيا وكونه من آل البيت وشريف نسبه؛ فقد كان من أهل الكساء, ومن أهل المباهلة, وكان من أشد الناس شبها برسول الله, وكان كما ذكرنا سيدا مجاهدا, وخليفة مصلحا, وجمع إلى ذلك الفقه والعبادة فقد روي أنه حج خمسة عشر مرة ماشيا وقيل حافيا للبيت العتيق, وكان ورعا, حليما, كريما, حكيما, ملأت سيرته العطرة في هذا الأبواب كتب التاريخ والأخلاق وقد روي أنه خرج من ماله لله مرتين أو ثلاثا, وكم هي تلك المواقف التي تروى بأن رجلا جاءه فشتمه أو آذاه فعامله بحلم ولين
    .
    وفاته



    بعد أن تم الصلح وتمت المبايعة لمعاوية –رضي الله عنه- أشار الناس على الحسن –رضي الله عنه- أن يترك العراق وينتقل إلى المدينة؛ ففعل, ومكث فيها بضع سنين, وهو في عبادة ونشر للعلم, وحسن وصال مع معاوية وبقية الصحابة –رضي الله عنهم أجمعين- ومع عامة المسلمين, حتى توفي رضي الله عنه وأرضاه سنة تسع وأربعين وقيل خمسين وقيل إحدى وخمسين للهجرة, واختلف في سبب وفاته وقيل أنه مات مسموما, ولكن لم يثبت شيء في سبب وفاته ولم يعلم يقينا من هو الشخص الذي أقدم على قتله بالسم؛ فقد روي أن الحسين دخل عليه وهو في مرض موته فقال له الحسن –رضي الله عنهما-: يا أخي سقيت السم ثلاث مرات لم أسق مثل هذه، إني لأضع كبدي، قال الحسين‏:‏ من سقاك يا أخي‏؟‏ قال‏:‏ ما سؤالك عن هذا‏؟‏ أتريد أن تقاتلهم‏؟‏ أكلهم إلى الله عز وجل‏.‏
    ولما حضرته الوفاة أرسل إلى عائشة –رضي الله عنها- يطلب منها أن يدفن مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه في حجرتها، فوافقت. ولكنه أوصى أنه إذا منع بني أمية من دفنه في ذلك الموضع بأن لا يراجعوا في ذلك وأن يدفن في البقيع. فلما توفي جاء الحسين إلى عائشة –رضي الله عنهما- في ذلك فقالت‏:‏ نعم وكرامة، فبلغ ذلك بني أمية فقالوا‏:‏ والله لا يدفن هنالك أبداً‏.‏ فبلغ ذلك الحسين فلبس هو ومن معه السلاح، ولبس بنوا أمية السلاح، فسمع أبو هريرة –رضي الله عنه- بالأمر فقال‏:‏ والله إنه لظلم، يمنع الحسن أن يدفن مع أبيه‏!‏ والله إنه لابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتى الحسين فكلمه وناشده الله، وقال‏:‏ أليس قد قال أخوك‏:‏ إن خفت فردني إلى مقبرة المسلمين، ففعل، فحمله إلى البقيع بعد أن صلى عليه‏ وشهد صلاته ودفنه خلق كثير.
    __________________


    avatar
    محب المجاهدين


    عدد المساهمات : 14
    نقاط : 26
    تاريخ التسجيل : 25/08/2009

    سيرة آل البيت رضوان الله عليهم(متجدد)  Empty رد: سيرة آل البيت رضوان الله عليهم(متجدد)

    مُساهمة  محب المجاهدين الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 10:09 am


    الحسين بن علي رضي الله عنه



    الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين لهديه إلى يوم الدين.. وبعد: إنَّ من محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم محبة أهل بيته الطاهرين الطيبين فهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي» رواه مسلم

    ولاشك أن من أقرب الناس لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل بيته ريحانتيه وسبطية: الحسن والحسين رضي الله عنهما، كما أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بقوله : «هما ريحانتاي من الدنيا» رواه البخاري


    هل تعرف الحسين؟؟

    اسمه ونسبه وكنيته

    هو الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي بن كلاب بن مرة .... ينتهي نسبه إلى معد بن عدنان.
    صفته

    قال أنس «كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مخضوبا بالوسمة » رواه البخاري

    أباه

    علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين ابن عم رسـول الله صلى الله عليه وسلم.
    أمـــــــه

    فاطمة الزهراء بنت رسول الله وحبه أم أبيها.
    جدته لأمه

    (أم المؤمنين) خديجة بنت خويلد أولى زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم المبشرة ببيت في الجنة من قصب.
    إخوته

    هم درر ولآلئ: أضوؤها الحسن السبط الأول والريحانة الأولى ومحمد ابن الحنفية، ومن الإناث: زينب عقيلة بني هاشم وأم كلثوم وأمهما فاطمة الزهراء رضي الله عنهم جميعاً.
    مولده

    ولد الحسين رضي الله عنه في السنة الرابعة من الهجرة في شهر شعبان لخمس خلوف منه على أشهر الأقوال في المدينة النبوية المشرفة.

    أهــل بيتــــــه
    علي زين العابدين: وكنيته ابومحمد وأمه فيما قيل شاه زنان بنت كسرى يزدجرد بن شهريار آخر ملوك الفرس والسؤال: من الذي أعطاها للحسين؟ إنه عمر الفاروق رضي الله عنه لما أتته غنائم الفرس، فليحذر الذين يسبونه، وفي علي العقب والنسل وهو الذي بقي من ولد الحسين رضي الله عنه بعد كربلاء.
    علي (الأكبر) : وقد قتل في الطف.
    جعفر: وقد توفى جعفر في حياة أبيه.
    عبدالله: وقد قتل صغيراً في (كربلاء).
    سكينة: ولها أقوال مشهورة معلومة منها قولها لأهل الكوفة لما جاءوا يسلمون عليها بعد واقعة كربلاء فقالت لهم: الله يعلم أني أبغضكم قتلتم جدي عليا وأبي الحسين وأخي علياً وزوجي مصعباً فبأي وجه تلقوني! أيتمتموني صغيرة، وأرملتموني كبيرة... فلا عافاكم الله من أهل بلد ولا أحسن عليكم الخلافة
    فاطمة، وزاد بعض العلماء عليا الأصغر وزينب.
    فيكون على هذا عدد الذكور خمسة والإناث ثلاثاً ولم تورد كتب السير من الأخبار شيئا عن علي الأصغر وزينب وربما ماتت زينب صغيرة في حياة أبيها وقتل علي في (الطف).
    تحنيكه وتسميته


    لقد حنك رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسين رضي الله عنه تفل في فيه ودعا له وسماه حسينا وقد نقل ابن كثير ذلك مما أخرجه الطبراني.
    عن عائشة قالت : «عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين يوم السابع سماهما وأمر أن يماط عن رؤسهما الأذى» رواه ابن حبان.

    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوّذ الحسن والحسين ويقول: «إن أباكما كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامه» رواه البخاري

    صعود النبي صلى الله عليه وسلم المنبر وهو يحمل الحسن والحسين رضي الله عنهما: عن بريدة قال: «خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان فنزل فأخذهما فصعد بهما المنبر ثم قال: صدق الله إنما أموالكم وأولادكم فتنة رأيت هذين فلم أصبر ثم أخذ في الخطبة» رواه أبوداود وصححه الألباني

    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الأقرع بن حابس أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقبل حسينا فقال: إن لي عشرة من الولد ما فعلت هذا بواحد منهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لايرحم لا يرحم» رواه أبوداود وصححه الألباني
    وهذه المنزلة والمكانة عرفها الصحابة حق المعرفة فأدركوا تلك المنزلة وجعلوا لها في نفوسهم رعاية خاصة، دل على ذلك مواقفهم مع الحسين رضي الله عنه
    سيدا شباب أهل الجنة


    عن حذيفة رضي الله عنه قال: «سألتني أمي: متى عهدك؟ تعني بالنـبي صلى الله عليه وسلم فـــقلت: مالي به عهد منذ كذا وكذا فنات مني، فقلت لها: دعيني أتي النبي صلى الله عليه وسلم فأصلي معه المغرب وأسأله أن يستغفر لي ولك، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب فصلى حتى صلى العشاء ثم انفتل فتبعته فسمع صوتي فقال: من هذا حذيفة؟ قلت: نعم. قال: ما حاجتك غفر الــــله لــــك ولأمـــك؟ ثم قال: أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل؟ قال: قلت: بلى. قال: فهو ملك من الملائكة لم يهبط الأرض قبل هذه الليلة، فاستأذن ربه أن يسلم علي، ويبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة» رواه الترمذي
    أهــل الكساء


    عن عائشة رضي الله عنها قالت : «خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } الأحزاب: 33» رواه مسلم
    قال ابن تيمية:وهكذا أزواجه وعلي وفاطمة والحسن والحسين كلهم من أهل البيت لكن عليا وفاطمة والحسن والحسين أخص بذلك من أزواجه ولهذا خصهم بالدعاء
    منزلته عند الصحابة


    يعرف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل بيت نبيهم قدرهم، فيحبونهم لمحبة نبيهم لهم ووصيته بهم ومن دلائل هذه المحبة ما يلي:
    روى الزهري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كسى أبناء الصحابة ولم يكن في ذلك ما يصلح للحسن والحسين فبعث إلى اليمن فأتى بكسوة لهما فقال: الآن طابت نفسي.
    روى الواقدي أن عمر ألحق الحسن والحسين بفريضة أبيهما لقرابتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل واحد خمسة آلاف.



    روى ابن عساكر بسنده أن أبا هريرة ينفض التراب عن قدمي الحسين بطرف ثوبه فقال له الحسين: يا أبا هريرة وأنت تفعل هذا، فقال أبو هريرة: دعني فوالله لو يعلم الناس منك ما أعلم لحملوك على رقابهم.


    أما ابن عمر رضي الله عنهما فمعلوم نصحه للحسين رضي الله عنه قبل خروجه لأهل العراق وقد قال له: «إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا، وإنك بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك يريد منكم» رواه ابن حبان

    أما معاوية رضي الله عنه فكان يكرم الحسين ويجله، وكان الحسين يقبل جوائزه. سير اعلام النبلاء 3/291

    روى ابن عساكـر بسده عن رزين بن عبيد: كنت عند ابن عباس فــأتى علي بن الحسين فقال ابن عباس: مرحبا بالحبب ابـــن الحبيب. البداية والنهاية 9/106
    ريحانة المصطفى صلى الله عليه وسلم


    عن ابن أبي نُعمٍ قال: كنت شاهدا لابن عمر وسأله رجل عن دم البعوض فقال: ممن أنت؟ فقال من أهل العراق. قال: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبي صلى الله عليه وسلم وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «هما ريحانتاي من الدنيا» رواه البخاري

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني الحسن والحسين » رواه احمد
    ارتحال الحسن والحسين رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد


    عن عبدالله بن شداد عن أبيه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسنا وحسينا، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة فسجد بين ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال الناس: يارسول الله، إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها فظننا أنه قد حدث أمر أو أنه قد يوحى إليك. قال: كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته» رواه النسائي
    المكانة والمنزلة عند التابعين والمتأخرين


    استهل ابـــن حـجـر ترجمته للحـسـين بقوله: الحسين بن عـلي الهاشـمي أبـو عـبدالله ســــبط رسـول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته .

    واستهل ابن الأثير علي بن محمد الجزري وقال بعد بيان ترجمته: وكان الحسين رضي الله عنه فاضلا كثير الصوم والصلاة والحج والصدقة وأفعال الخير جميعها .

    ولابن تيمية الحَرَّاني رحمه الله قوله: ولا ريب أن الحسن والحسين ريحانتا النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم أدخلهما مع أبويهما تحت الكساء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وإنه دعاهما في المباهلة وفضائلهما كثيرة من أجلاء سادات المؤمنين.

    وقال في موضوع آخر: وقاتل حتى قتل مظلوما شهيدا.


    وقال في موضع آخر يبين مكانة الحسين رضي الله عنه والموقف من مقتله:
    وأما من قتل الحسين أو أعان على قتله أو رضي بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلا.

    قال عمر بن عبدالعزيز لو كنت من قتلة الحسين وغفر الـله لي وأدخلني الجنة لما دخلتها حياءً من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    روايتـه للحـديث


    1- «البخيل الذي من ذكرت عنده فلم يصل علي » رواه الترمذي
    2- «دعاني أبي علي بوضوء فقربته له فبدأ فغسل كفيه ثلاث مرات قبل أن يدخلهما في وضوئه ثم مضمض ثلاثاً واستنثر ثلاثا ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث ثم اليسرى كذلك ثم قام قائما فقال: ناولني فناوله الإناء الذي فضل وضوئه فشرب من فضل وضوئه قائما فعجبت فلما رآني قال: لا تعجب فإني رأيت أباك النبي صلى الله عليه وسلم يصنع مثل ما رأيتني صنعت يقول لوضوئه هذا وشرب فضل وضوئه قائما» رواه النسائي.
    النفس التواقة للجهاد


    شارك الحسين في الجيش الذي غزا القسطنطنية سنة إحدى وخمسين في عهد معاوية بن أبي سفيان شارك في فتح أفريقيا وأوروبا.
    مقتل الحسين رضي الله عنه


    قال عمار بن معاوية الدهني: قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسن: حدثني عن مقتل الحسين كأني حضرته، قال: مات معاوية والوليد بن عتبة بن أبي سفيان على المدينة فأرسل إلى الحسين بن علي ليأخذ بيعته ليلته، فقال: أخرني ورفق به، فأخره فخرج إلى مكة فاتاه رسل أهل الكوفة: إنا قد حبسنا أنفسنا عليك ولسنا نحضر الجمعة مع الوالي فاقدم علينا. وقال: وكان النعمان بن بشير الأنصاري على الكوفة فبعث الحسين بن علي إليهم مسلم بن عقيل فقال: سر إلى الكوفة فانظر ماكتبوا به إلي فإن كان حقا قدمت إليه. فخرج مسلم حتى أتى المدينة فأخذ منها دليلين فمرا به في البرية فأصابهم عطش فمات أحد الدليلين فقدم مسلم الكوفة فنزل على رجل يقال له عوسجة، فلما علم أهل الكوفة بقدومه دبوا إليه فبايعه منهم اثنا عشر ألفا، فقام رجل ممن يهوى يزيد بن معاوية إلى النعمان بن بشير فقال: إنك ضعيف أو مستضعف قد فسد البلد، قال له النعمان: لأن أكون ضعيفا في طاعة الله أحب إلي من أن أكون قويا في معصيته، ما كنت لأهتك سترا. فكتب الرجل بذلك إلى يزيد فدعا يزيد مولى له يقال له سرحون فاستشاره فقال له: ليس للكوفة إلا عبيد الله بن زياد، وكان يزيد ساخطا على عبيد الله وكان هم بعزله عن البصرة فكتب إليه برضاه عنه وأنه أضاف إليه الكوفة وأمره أن يطلب مسلم بن عقيل فإن ظفر به قتله. فأقبل عبيد الله بن زياد وفي وجوه أهل البصرة حتى قدم الكوفة متلثما، فلا يمر على أحد فيسلم إلا قال له أهل المجلس: عليك السلام يا ابن رسول الله يظنونه الحسين بن علي قدم عليهم فلما نزل عبيد الله القصر دعا مولى له فدفع إليه ثلاثة آلاف درهم، فقال: اذهب حتى تسأل عن الرجل الذي يبايعه أهل الكوفة فادخل عليه، وأعلمه أنك من حمص وادفع إليه المال وبايعه فلم يزل المولى يتلطف حتى دلوه على شيخ يلي البيعة فذكر له أمره فقال: لقد سرني إذ هداك الله، وساءني أن أمرنا لم يستحكم ثم أدخله على مسلم بن عقيل فبايعه ودفع له المال وخرج حتى أتى عبيد الله فأخبره، وتحول مسلم حين قدم عبيد الله من تلك الدار إلى دار أخرى فأقام عند هانئ بن عروة المرادي. وكان عبيد الله قال لأهل الكوفة: ما بال هانئ بن عروة لم يأتني؟ فخرج إليه محمد بن الأشعث في أناس من وجوه أهل الكوفة وهو على باب داره، فقالوا له: إن الأمير قد ذكرك واستبطاك، فانطلق إليه فركب معهم حتى دخل على عبيد الله بن زياد، وعنده شريح القاضي فقال عبيد الله لما نظر إليه لشريح: أتتك بحائن رجلاه. فلما سلم عليه قال له يا هانئ أين مسلم بن عقيل؟ فقال له: لا أدري، فأخرج إليه المولى الذي دفع الداهم إلى مسلم فلما رآه سقط في يده وقال: أيها الأمير، والله ما دعوته إلى منزلي ولكنه جاء فطرح نفسه علي فقال اثنتي به، فتلكأ فاستدناه فأدنوه منه فضربه بالقضيب وأمر بحبسه فبلغ الخبر قومه فاجتمعوا على باب القصر فسمع عبيد الله الجلبة فقال لشريح القاضي: اخرج إليهم فأعلمهم أنني ما حبسته إلا لأستخبره عن خبر مسلم ولا بأس عليه مني. فبلغهم ذلك فتفرقوا ونادى مسلم بن عقيل لما بلغه الخبر بشعاره فاجتمع عليه أربعون ألفا من أهل الكوفة فركب وبعث عبيد الله إلى وجوه أهل الكوفة فجمعهم عنده في القصر فأمر كل واحد منهم أن يشرف على عشيرته فيردهم فكلموهم فجعلوا يتسللون فأمسى مسلم وليس معه إلا عدد قليل منهم. فلما اختلط الظلام ذهب أولئك أيضا، فلما بقي وحده تردد في الطرق بالليل فأتى باب امرأة فقال: اسقيني ماء فسقته فاستمر قائما، قالت: يا عبدالله، إنك مرتاب، فما شأنك؟ قال إنا مسلم بن عقيل، فهل عندك مأوى؟ قالت: نعم، ادخل فدخل، وكان لها ولد من موالي محمد بن الأشعث فانطلق إلي محمد بن الأشعث فاخبره فلم يفاجأ مسلما إلا والدار قد أحيط بها، فلما رأى ذلك خرج بسيفه يدفعهم عن نفسه فأعطاه محمد بن الأشعث الأمان فأمكن من يده فأتى به عبيد الله فأمر به فأصعد إلى القصر ثم قتله وقتل هانئ بن عروة وصلبهما. ولم يبلغ الحسين ذلك حتى كان بينه وبين القادسية ثلاثة أميال، فلقيه الحر بن يزيد التميمي، فقال له: ارجع، فإني لم أدع لك خلفي خيرا، وأخبره الخبر، فهم أن يرجع، وكان معه أخوه مسلم، فقالوا: والله لا نرجع حتى نصيب بثأرنا أو نقتل فساروا وكان عبيد الله قد جهز الجيش لملاقاته فوافوه بكربلاء فنزلها ومعه خمسة وأربعون نفسا من الفرسان ونحو مائة راجل فلقيه الحسين وأميرهم عمر ابن سعد بن أبي وقاص وكان عبيدالله ولاه الري، وكتب له بعهده عليها إذا رجع من حرب الحسين فلما التقيا قال له الحسين اختر مني إحدى ثلاث: إما أن الحق بثغر من الثغور وإما أن ارجع إلى المدينة وإما أن أضع يدي في يد يزيد بن معاوية. فقبل ذلك عمر منه وكتب به إلى عبيد الله فكتب إليه لا اقبل منه حتى يضع يده في يدي فامتنع الحسين فقاتلوا فقتل معه أصحابه وفيهم سبعة عشر شابا من أهل بيته ثم كان آخر ذلك أن قتل وأتي برأسه إلى عبيد الله فأرسله ومن بقي من أهل بيته إلى يزيد ومنهم علي بن الحسين وكان مريضا، ومنهم عمته زينب فلما قدموا على يزيد أدخلهم على عياله ثم جهزهم إلى المدينة.
    وفاته

    توفي سـنة إحـدى وستين من الهجرة في العاشر من المحرم.
    __________________


    avatar
    محب المجاهدين


    عدد المساهمات : 14
    نقاط : 26
    تاريخ التسجيل : 25/08/2009

    سيرة آل البيت رضوان الله عليهم(متجدد)  Empty رد: سيرة آل البيت رضوان الله عليهم(متجدد)

    مُساهمة  محب المجاهدين الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 10:11 am

    ________________________________________
    أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها



    خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي القرشية الأسدية أم المؤمنين، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أول امرأة تزوجها.

    ولدت بمكة سنة ثمان وستين قبل الهجرة, ونشأت في بيت شرف ووجاهة, ومجد و سيادة, ونشأت على الأخلاق الحميدة, والصفات النبيلة, حتى أنها سميت في الجاهلية بالطاهرة, أمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم القرشي عمة ابن أم مكتوم رضي الله عنه ,
    مات والدها وهي في شبابها في يوم حرب الفجار , وكانت خديجة امرأة حازمة لبيبة شريفة مع ما أراد الله بها من كرامتها‏.‏

    تزوجت مرتين قبل زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بها, وكلاهما من سادات العرب ذلك لشرف نسبها, وحسن صفاتها ونبلها, ورجاحة عقلها, أولهما أبو هالة التميمي, وجاءت منه بهند وهالة, وأما الثاني فهو عتيق بن عائذ بن عمر بن مخزوم, وجاءت منه بهند بنت عتيق.

    تجارتها:

    وكان لخديجة رضي الله عنها حظ وافر من التجارة, وكانت قوافلها تتردد بين مكة والمدينة والشام، لتضيف إلى شرفها ونسبها ومكانتها الثروة والجاه, حتى غدت من أبرز تجار الحجاز.

    ولما توفي عنها زوجها الثاني عتيق المخزومي, أصبح أشراف مكة يتطلعون ويتمنون الزواج بها؛ لما تميزت بها من المزايا والصفات التي يندر أن تجتمع كلها في امرأة.

    وكانت تستأجر الرجال في مالها تضاربهم إياه بشيء تجعله لهم منه‏ فعليها الأعباء المالية, وعليهم السفر والمتاجرة؛ فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدقه وأمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه وعرضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام تاجرا؛ وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار, مع غلام لها يقال له‏:‏ ميسرة, فقبله منها وخرج في مالها ومعه غلامها ميسرة, حتى قدم الشام
    فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب, فتحدث الراهب إلى ميسرة فقال‏:‏ من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟

    فقال له ميسرة‏:‏ هذا الرجل من قريش من أهل الحرم‏, فقال له الراهب‏:‏ ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي‏.

    ‏ ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعته التي خرج بها, واشترى ما أراد, فلما قدم مكة ودخل على خديجة بمالها باعت ما جاء به, فتضاعف مالها وربحت مالا كثيرا, وحدثها ميسرة عن قول الراهب وأخبرها بما رآه من أمانته وصدقه وكريم خلقه‏.

    فبعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له‏:‏ أني قد رغبت فيك لقرابتك مني, وشرفك في قومك, وأمانتك عندهم, وحسن خلقك, وصدق حديثك, ثم عرضت عليه نفسها للزواج, وكانت من أشرف نساء قريش نسبا كما ذكرنا.

    فلما قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما قالت, ذكر ذلك لأعمامه؛ فخرج معه عمه حمزة بن عبدالمطلب حتى دخل على عمها عمرو بن أسد، فخطبها إليه فزوجها عمها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان زواجهما قبل الوحي وعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ خمس وعشرون سنة وكان عمرها حينئذ أربعين سنة وأقامت معه أربعا وعشرين سنة‏.

    ابناءها من رسول الله:

    ولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولده كلهم إلا إبراهيم, وكان مولد بنيها جميعا قبل أن ينزل الوحي‏, وهم القاسم, وعبد الله ويلقب بالطاهر وبالطيب, وزينب, وأم كلثوم, ورقية, وفاطمة‏.‏

    وقد توفي القاسم والطيب قبل الإسلام, وبالقاسم كان يكنى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما البنات فأدركن الإسلام؛ فأسلمن وهاجرن.

    وقد كانت خديجة رضي الله عنها تحب النبي صلى الله عليه وسلم حبا شديدا, وتعمل على نيل رضاه والتقرب منه, وكذلك كان رسول الله محبا لها, حتى إنها أهدته غلامها زيد بن حارثة لما رأت من ميله إليه وعطفه عليه.

    وعند البعثة كان لخديجة رضي الله عنها دور مهم في تثبيت الرسول صلى الله عليه وسلم أول الأمر, وفي مساندته ودعمه وتأييده أثناء دعوته في مكة, وذلك لما آتاها الله من رجحان عقل وقوة شخصية.

    فبعد نزول الوحي دخل النبي صلى الله عليه وسلم على خديجة قائلا: زملوني زملوني, فطمأنته وقالت له: كلا والله لا يخزيك الله أبدا, فو الله إنك لتصل الرحم, وتصدق الحديث, وتحمل الكلّ, وتكسب المعدوم, وتقري الضيف, وتعين على نوائب الحق. ثم انطلقت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل الذي بشره باصطفاء الله له خاتما للأنبياء والمرسلين عليهم السلام. فلم تتردد خديجة رضي الله عنها لحظة واحدة في قبول الدعوة, ودخول الإسلام, لتكون أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ثم بدأت الدعوة وللإسلام في مكة وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم يدعو قريشا ومن يأتي إلى مكة من القبائل والوفود والقبائل المجاورة لمكة إلى الإسلام والتوحيد, وبدأت في ذات الوقت ردود الأفعال المعارضة والتي اشتدت يوما بعد يوم على رسول الله وعلى المؤمنين, فقامت خديجة رضي الله عنها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, تسانده في دعوته, وتؤنسه في وحشته, وتذلل له الصعاب, تارة بالكلمة, وتارة بالحكمة, وتارة بجهادها بمالها. كما أنها أدت دورا عظيما في تنشئة بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, والقيام بشئون بيته الكريم.

    كانت خديجة رضي الله عنها امرأة حكيمة, جليلة, مؤمنة, كريمة, وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضلها على سائر زوجاته, وكان يكثر من ذكرها؛ حتى أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها, ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا إلا خديجة, فيقول إنها كانت وكان لي منها ولد.

    وقالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها, فذكر خديجة يوما من الأيام فأدركتني الغيرة فقلت هل كانت إلا عجوزا فأبدلك الله خيرا منها, فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال: لا والله ما أبدلني الله خيرا منها, آمنت بي إذ كفر الناس, وصدقتني إذ كذبني الناس, ورزقني الله منها أولادا إذ حرمني النساء, قالت عائشة: فقلت في نفسي لا أذكرها بسيئة أبدا.

    البشارة بالجنة :

    وقد أكرمها الله بأن أرسل لنبيه بشارته لها ببيت في الجنة من قصب, لا صخب فيه ولا نصب.
    كما أرسله الله تعالى سلامه عليها مع جبريل عليه السلام ليبلغها به الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا فضل وشرف عظيم.
    وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمع صوت هالة أخت خديجة تذكر صوت زوجته فيرتاح لذلك, ويستبشر بمقدمها وفاء لزوجته.
    وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم فضلها حين قال: ( أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد, وفاطمة بنت محمد, وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون, ومريم ابنة عمران رضي الله عنهن أجمعين) كما عدها ممن كملن النساء وهن الأربع المذكورات في الحديث الأخير.
    ومن كراماتها أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج امرأة قبلها ولم يتزوج عليها قط إلى أن توفيت.

    وفاتها:

    توفيت خديجة رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث أو أربع سنين, وقيل‏‏ بخمس, والأقرب الأول والله أعلم‏, قبل معراج النبي صلى الله عليه وسلم, وقيل‏ أن وفاتها كانت بعد وفاة أبي طالب بثلاثة أيام, وكان ذلك في رمضان, ودفنت بالحجون‏.

    قيل‏:‏ كان عُمرها خمساً وستين سنة‏.‏ فحزن عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا حتى سمي العام الذي توفيت فيه هي وعمه أبو طالب عام الحزن.

    __________________


    avatar
    محب المجاهدين


    عدد المساهمات : 14
    نقاط : 26
    تاريخ التسجيل : 25/08/2009

    سيرة آل البيت رضوان الله عليهم(متجدد)  Empty رد: سيرة آل البيت رضوان الله عليهم(متجدد)

    مُساهمة  محب المجاهدين الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 10:12 am

    أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

    نسبها وولادتها :

    هي الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر بن قُحافة ، وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكِنَانية ، ولدت في الإسلام، بعد البعثة النبوية بأربع أو خمس سنوات ، وكانت امرأة بيضاء جميلة . ومن ثم كان يُقال لها : الحُميراء .

    زواجها :

    تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة ببضعة عشر شهراً وهي بنت ست سنوات ، ودخل بها في شوّال من السنة الثانية للهجرة وهي بنت تسع سنوات ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين ، وبنى بي وأنا بنت تسع سنين ) متفق عليه .

    وقد رآها النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قبل زواجه بها ، ففي الحديث عنها رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رأيتُك في المنام ثلاث ليال ، جاء بك الملك في سرقة من حرير ، فيقول : هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه ، فأقول : إن يك هذا من عند الله يُمضه ) متفق عليه .

    ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم من النساء بكراً غيرها ، وكانت تفخر بذلك ، فعنها قالت: ( يا رسول الله أرأيت لو نزلتَ وادياً وفيه شجرةً قد أُكِل منها ووجدتَ شجراً لم يؤكل منها ، في أيها كنت ترتع بعيرك؟ قال : في التي لم يرتع منها ، تعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها ) رواه البخاري .

    وهي زوجته صلى الله عليه وسلم في الدنيا و الآخرة كما ثبت في الصحيح .

    محبة الرسول لها ومداعبته لها :

    كان لها رضي الله عنها منزلة خاصة في قلب رسول الله ، وكان يُظهر ذلك الحب ، ولا يخفيه ، حتى إن عمرو بن العاص ، وهو ممن أسلم سنة ثمان من الهجرة ، سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، ( أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة قال : فمن : الرجال ؟ قال : أبوها) متفق عليه.

    وفي صحيح مسلم ، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: (كنت أشرب وأنا حائض ، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم ، فيضع فاه على موضع فيَّ ، فيشرب ، وأتعرق العرق وأنا حائض ، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيَّ ، ... فيشرب) .
    وكان يداعبها ، فعنها قالت: ( والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي ، والحبشة يلعبون بالحراب ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم من بين أذنه وعاتقه ، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف ) رواه الإمام أحمد ، وصححه الأرنؤوط .

    وعنها رضي الله عنها ( أنها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ، وهي جارية ، فقال لأصحابه: تقدموا ، فتقدموا ، ثم قال لها : تعالي أسابقك ) رواه الإمام أحمد وصححه الأرنؤوط .

    علمها :

    تلقت رضي الله عنها العلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذت عنه علماً كثيراً طيباً ، فكانت من المكثرين في رواية الحديث ، ولا يوجد في نساء أمة محمد صلى الله عليه وسلم امرأة أعلم منها بدين الإسلام .

    روى الحاكم و الدارمي عن مسروق ، أنه قيل له : هل كانت عائشة تحسن الفرائض؟ قال إي والذي نفسي بيده، لقد رأيت مشيخة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض .

    وقال الزُّهري : لو جُمعَ علمُ عائشة إلى علم جميع النساء ، لكان عِلم عائشة أفضل .
    وعن أبي موسى قال : ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديثٌ قط فسألنا عائشة ، إلا وجدنا عندها منه علماً .

    فضلها :

    أما فضائلها فكثيرة ، من ذلك ما جاء في الصحيح عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( كمُل من الرِّجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مَريم بنتُ عمران ، و آسية امرأةُ فرعون ، وفضلُ عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) متفق عليه.

    وعنها رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام ، قالت : قلت وعليه السلام ورحمة الله ) متفق عليه .

    بركتها :

    ومن بركتها رضي الله عنها أنها كانت السبب في نزول بعض آيات القرآن ، من ذلك آية التيمم ، فعنها رضي الله عنها أنها استعارت من أسماء قلادة ، فهلكت أي ضاعت ( فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناساً من أصحابه في طلبها ، فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء ، فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه ، فنزلت آية التيمم ، فقال أسيد بن حضير : جزاكِ الله خيراً ، فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لكِ منه مخرجاً ، وجعل للمسلمين فيه بركة ) متفق عليه .

    محنتها :

    ابتليت رضي الله عنها بحادث الإفك الذي اتهمت فيه بعرضها من قبل المنافقين ، وكان بلاءً عظيماً لها ولزوجها ، وأهلها ، حتى فرجه الله بإنزال براءتها من السماء قرآناً يتلى إلى يوم الدين ، قال تعالى: { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي توَلى كبره منهم له عذاب عظيم . لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين } (النور: 11-12).

    وفاتها:

    توفيت رضي الله عنها سنة سبع وخمسين ، وصلى عليها أبو هريرة ، ودفنت بالبقيع ، وكان لها من العمر : ثلاث وستون سنة وأشهر .

    قال القحطاني في نونيته :


    أكرم بعائشة الرضى من حرة بكر مطهرة الإزار حصان
    هي زوج خير الأنبياء وبكره وعروسه من جملة النسوان
    هي عرسه هي أنسه هي إلفه هي حبه صدقاً بلا أدهان
    أوليس والدهـا يصـافي بعلهـا وهمـا بروح الله مؤتلفـان



    رضي الله عنها وعن جميع أمهات المؤمنين.
    __________________


    عكرمه المقدسي
    عكرمه المقدسي


    عدد المساهمات : 197
    نقاط : 390
    تاريخ التسجيل : 25/08/2009
    العمر : 74
    الموقع : http://www.al-amanh.net/vb/

    سيرة آل البيت رضوان الله عليهم(متجدد)  Empty رد: سيرة آل البيت رضوان الله عليهم(متجدد)

    مُساهمة  عكرمه المقدسي الأربعاء نوفمبر 27, 2013 3:51 am

    رفع الله قدرك وكتب أجرك على هذه النصره لأمنا عائشه رضى الله عنها

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 8:39 pm