رسالة الأمة ... 3
الدين النصيحة ...
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين إمام المتقين وقائد المجاهدين زعيم الغر الميامين وعلى آله وصحابته ومن سارعلى نهجه إلى يوم الدين وبعد:
الأخوة الأحبة الأخوة المجاهدين أمتي الحبيبة
لا بدَ لكل عمل يصنع أو مجهود يبذل من هدف ، فإذا كان الهدف واضحاً منذ البداية، فإنَ الطريق الموصلة إليه سوف تكون واضحة المعالم سهلة المسالك ، فاذا ما اتضحت
وعليكم أن تعلموا أن الوصول إلى أي هدف بحاجة إلى أربعة عناصر يجب أن تتوفر لكل من يسيرُ على طريق التغيير هادفاً الوصول إلى نتيجة إيجابية وهذه العناصر على الترتيب والتوالي هي:
1- الفكر:لا بدَ لأي مشروع ناجح من وجود فكرة أو أفكار تحدد المعالم نستطيع أن نحدد الوسائل والإمكانيات والوقت الذي يلزمنا لقطع هذا الطريق الموصل إلى الهدف .وتبين منطلقاته ووسائله وأهدافه,وهذه المسألة لا مجال للإجتهاد فيها كثيراً فيجب عليكم الإعلان بوضوح وصراحة أن هدفكم هو استئناف الحياة الإسلامية من خلال إقامة دولة الإسلام التي ستقوم بحل جميع مشاكل الأمة,لتعود قوية متعافية لتتمكن من لعب دورها الخير في حياة البشرية جمعاء امتثالاً لقول الله تعالى : " كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " .و كذلك قوله: " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " .
هذه الخيرية وهذه الوظيفة لا يمكن أن تتحقق في واقع الأمة إلا إذا امتلكت الأدوات اللازمة لذلك وهذه الأدوات لا تتحقق إلا بوجود الدولة الإسلامية، ففي الوقت الراهن لا مجال لدفع المعتدي ولامجال لرفع الظلم السائد في هذا العالم والمتمثل في نهب الثروات واحتلال البلاد وإذلال العباد وانتهاك حرمة الأعراض والأوطان إلا بوجود دولة قوية تكون نداً للمعتدي في كل شيء حتى تستطيع ردعه وإيقافه عند حده, فلقد طال الزمن على سقوط دولة الإسلام وضياعها وشعوب أمتنا المقهورة باتت واعية بكل ما يدور حولها,فالأنظمة والحكومات التي تسود في عالمنا العربي والإسلامي, كفرها أصبح واضحاً للعيان لا يخفى على صغير ولا كبير وكفرها واضح صريح من ثلاثة وجوه ,,,
الوجه الأول: من عدم تحكيمها لشرع الله لقول الله جل وعلا: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" .ولقوله تعالى:- " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً " .
والوجه الثاني: موالاتها لليهود والنصارى والمشركين أعداء الأمة التاريخيين لقول الله تعالى :- " لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدون من حاد الله ورسوله " . ولقوله تعالى :- " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء " .
والوجه الثالث : يتضح في عداء هذه الأنظمة وهؤلاء الحكام للإسلام والمسلمين.
إذاً جماهير الأمة باتت تتطلع شوقاً ليوم الخلاص من هذه الأنظمة وهؤلاء الحكام , وفكرنا هنا يجب أن يكون واضح المعالم مصادره ومراجعه محددة, فمصدرنا الوحيد القرآن الكريم والسنة النبوية والعقيدة أساس مهم من أسس هذا الفكر، نأخذها من السلف الصالح ونتعامل معها بنفس طريقتهم ومناهجهم في التعاطي,العقيدة التي تساعد على فهم الواقع فهماً سليماً لا لبس ولا غموض فيه،ذلك الفهم ينتج فكراً راقياً قادراً على التجددَ والتعاطي مع كل ما يواجه الأمة من محن وخطوب،فكراً واضحاً جلياً قادراً على دحض كل الأفكار المناوئة والتفوق عليها، والإسلام والحمد لله قطع مرحلة زمنية طويلة من عمره زادت على 1400 سنة تعايش من خلالها مع بيئات مختلفة وظروف متعددة أنتج معها من الفكر ما يمكنه من الخروج سالماً من كل مأزق ومحنة وبناءً عليه يجب أن تكون لدينا دائرة من الحكماء والعلماء القادرين على التعاطي مع هذا الأمر.
2-الإنسان:- هو العنصر الثاني الذي يجب أن يتوفر لإنجاح أي مشروع إ نسان يؤمن بالفكرة إيماناً جازماً ويسعى بها للوصول إلى الهدف الذي تحدده.وانطلاقاً من هذا الأمر يجب أن يكون لدينا جهاز دعوي متخصص قادر على مخاطبة أبناء الأمة واستمالتهم إلى الحق وإلى جادة الصواب .فمثلما نقوم بالعمل العسكري الجهادي يجب علينا أن نقوم بالعمل الدعوي, فلا يمكن أن نصل إلى التغيير المنشود إلا إذا أحدثنا تغييراً واضحاً في واقع الإنسان لأنَ الإنسان هو الذي يطبع الزمان والمكان بطابعه الخاص،ولن نستطيع تحقيق النصر الكبير المنشود الحاسم إلا إذا تمكنا من تفعيل وتوظيف معظم طاقات الأمة الكامنة سواءً كانت طاقات بشرية أو مادية وللعلم فإن شباب الأمة في هذه الأوقات مهيأون لتقبل دعوة الحق ومستعدون لنصرتها والدفاع عنها .
3-الإمكانيات الماد ية :- أصبح لدينا الآن فكراً سليماً وإنساناً حراً يؤمن بهذا الفكر إيماناً جازماً,هذا الإنسان لا يمكن أن يصل إلى هدفه إلا إذا توفرت له الإمكانيات المادية اللازمة التي تساعده على امتلاك الوسائل والأدوات الضرورية لتحقيق النصر والتمكين وهذا كله يدخل في باب الإعداد امتثالاً لقوله تعالى في محكم التنزيل : " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ".
والله سبحانه وتعالى حثنا على الإنفاق في سبيله لعلمه أنَ الجهاد والدعوة والعمل والتغيير بحاجة إلى المال والإمكانيات المادية الكبيرة فقد قال جل وعلا في سورة الصف : " يا أيها الذين آمنواهل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم , تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون " .
4- القيادة المخضرمة القوية ا لمجرَبة :- هي العنصر الرابع الذي يجب أن يتوفر فالقيادة هي التي تقوم بالتعاطي مع الثلاثة عناصر سالفة الذكر.ذلك التعاطي الواعي الهادف فلو توفر فكر وإنسان دون وجود مادة أو قيادة لما أمكن الوصول إلى المبتغى وعالمنا الإسلامي وأمتنا العظيمة يزخران بمن يمتلك من الخبرة والتجربة ما يكفي ويزيد لتشكيل قيادة جديدة واعية مقتدرة قادرة على البناء الهادف والإعداد الجيد والإنجاز المنشود .
وهناك أمور أخرى مهمة تلزمنا لنجاح دعوتنا وعملنا وهي :
الراية الواضحة:- فلقد غابت راية الإسلام وغابت القيادة الحقيقة للأمة منذ أكثر من مائة عام تقريباً، فغياب الراية فرَق الأمة وشتت قواها وأضعفها أمام أعدائها،والقيادات التي انبرت للمواجهة كانت قيادات مصطنعة عميلة صنعها الأعداء ووجهوها لخدمة مصالحهم وأهدافهم ,هؤلاء العملاء رفعوا رايات عمية هد فها إضلال الأمة وتشتيتتها,فتراهم يرفعون رايات قومية تارة وعلمانية أو أممية تارة أخرى , فإذا ما رفعنا راية الإسلام راية لا إله إلا الله محمد رسول الله فإنها سوف تحرق جميع الرايات المخالفة وتكشف عوارها وزيفها ، وهذا يساعد على إظهار القيادة الحقيقية للأمة,القيادة المخلصة القادرة على الإستجابة لهذه التحديات الجسام،استجابة واعية مدركة قادرة على مراعاة الظروف وعلى شحذ الهمم واستنفار الطاقات والإمكانيات وتوفيرها على أحسن مايكون هذا الأمر بحاجة إلى فرز الشباب والأخوة كلٌ حسب إمكانياته وقدراته وقد تعلمنا أن التنظيم يعني توظيف القدرات واستغلال الإمكانيات .
الخطة ا لمحكمة المدروسة:- أي عمل هادف لا بد أن يبنى على خطة واضحة المعالم مقسمة إلى مراحل منذ البداية ,وضوح الخطة يحدد الوسائل اللازمة والإمكانيات المطلوبة والزمن المحدد المطلوب للإنجاز والتنفيذ, وأي عمل لا يبنى على خطة يعتبرعملاً عشوائياً غير منتج. والمتابع لعمل الحركات الإسلامية المعاصرة يستنتج أن عملها كان في غالبيته
عملاً عشوائياً لا يقوم على التخطيط، الإخلاص وحده لا يكفي لتحصيل النجاح والوصول إلى النصر والتمكين, فلا بدَ من الأخذ بالسنن والقوانين الربانية, وضع الخطة المحكمة المناسبة من السنن الربانية,وانطلاقاً من هذا يجب على العاملين المجاهدين, أن تكون لديهم خطط قصيرة المدى تسعى لتحقيق أهداف مرحلية وخطة طويلة المدى تسعى للوصول إلى الهدف الأكبر وهو إقامة الدولة واستئناف الحياة الإسلامية من جديد.
استغلال الفرص:- إضافة لذلك لا بد من استغلال الفرص المتاحة واستشراف المستقبل من أجل الإعداد لاستغلال ما يستجد من ظروف وأحوال ,, وللتوضيح نستطيع أن نضرب مثالاً لذلك العراق في الوقت الحالي فحالة الإنفلات الأمني التي نتجت عن انهيار نظام صدام حسين هي التي أ تاحت الفرصة الجيدة للعمل الإسلامي الجهادي في أن يتغلغل وينتشر ويتجذر في ساحة مثل الساحة العراقية والتي ما كان له أن ينجح فيها لو بقي النظام السابق، هذه الفرص قد تتكرر وتتاح في مناطق أخرى، فتوقعاتنا تشير إلى أن لبنان قد يتعرض لظروف سوف تتشابه مع الظروف العراقية الحالية،هذا الأمر في حال حصوله واستغلاله سوف يعطي العمل الإسلامي مساحة واسعة للعمل والمناورة سوف تكسبه كماً هائلاً من الطاقات البشرية والمادية وسوف تعطي التيار الإسلامي المجاهد فرصة التواجد على مقربة من حدود فلسطين المحتلة, وللعلم فإن العنصر البشري الشامي عنصر مهم ، والإشتباك المباشر والدائم مع اليهود عنصر أهم وسوف يعمل على نشر فكر التيار الجهادي ويعطيه مصداقية وفعالية تتيح له الوصول إلى هدفين من أهدافه الرئيسيين وهو أن يبرز كقيادة حقيقية للعالم الإسلامي والثانية المساهمة في عملية إضعاف إسرائيل والسير قدماً على طريق هدمها وإزالتها بإذن الله تعالى هذا الأمر قد ينطبق على لبنان قريباً وسوريا لاحقاً وستلحق به مصر عاجلاً أم آجلاً لأن النظرية الإسرائيلية تقوم على ضرورة استغلال القوة الأمريكية العملاقة في تحطيم كل الأعداء الحاليين أو المفترضين مستقبلاً والذين قد يشكلون خطراً على أمن إسرائيل، والأمريكان سوف يرتكبون أخطاء استراتيجية في انجرارهم خلف السياسة الإسرائيلية الخرقاء.
إذاً الظروف الحالية المتوفرة إضافة إلى ما قد يستجد في المنطقة من تطورات وأحداث سوف تتيح الفرصة لإنشاء جيش إسلامي متكامل البناء والإعداد سيكون قادراً على إحراز إنتصارات متتالية تعطيه مصداقية عالية تؤهله لأن يطرح ويبرز قيادة جديدة للأمة الإسلامية تكون قادرة على شحذ الهمم وصقل المهارات واستغلال الطاقات والإمكانيات المادية والبشرية للأمة سيراً على طريق الجهاد المبارك وانطلاقاً من هذا الفهم والوعي والإستشراف للأمور بادرنا وطرحنا فكرة جيش الأمة الذي نطمح ليكون جيشاً لكل المسلمين والذي سوف يتيح لهذه القيادة إعادة الخلافة الإسلامية إلى واقع البشرية من جديد.الخلافة التي تعني دولة الإسلام القادرة على إزالة الظلم الواقع على البشرية جمعاء وعند ذلك يتحقق وعد الله " ونريد أن نمنَ على الذين استضعفوا في الأرض ونجلعهم أئمة ونجعلهم الوارثين" صدق الله العظيم.
حينها يتحقق النصر المنشود وترى الناس يدخلون في دين الله أفواجاً " إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً".
هذه بعض النصائح العملية الملحة للتنفيذ والتطبيق والتي نقدمها لكل الأخوة الدعاة والمجاهدين على الطريق،والتي في حال ما أخذوا بها فسيقلبون السحر على الساحر بإذن الله وسيساعدون في تنفيذ الخطة الكبيرة المرسومة لعودة الإسلام إلى واقع الحياة البشرية عودة موفقة، فالظروف متاحة والحمد لله والقادم من الأيام سوف يبرهن على أن عباد الله قادمون لأن الظلم والقهر والحرمان والعدوان الناتج عن سياسات هذه القوى الشيطانية الخرقاء جعل حياة البشرية صعبة لا تطاق وبات التغيير ضرورة ملحة يتطلع لها كل الأحرار في العالم.هدف واضح وراية سليمة ووسائل شرعية متكاملة وأخذٌ بالسنن وحسن استغلال للظروف وقدرة على استخدام القدرات والإمكانيات وصولاً إلى النصر والتمكين ونيل رضا رب العالمين
هذه خلاصة نصائحنا والله ولي التوفيق.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جـيـش الأمــــة
- بيـت المقـدس-
17/جمادى أ ول /1429
22/5/2008
الدين النصيحة ...
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين إمام المتقين وقائد المجاهدين زعيم الغر الميامين وعلى آله وصحابته ومن سارعلى نهجه إلى يوم الدين وبعد:
الأخوة الأحبة الأخوة المجاهدين أمتي الحبيبة
لا بدَ لكل عمل يصنع أو مجهود يبذل من هدف ، فإذا كان الهدف واضحاً منذ البداية، فإنَ الطريق الموصلة إليه سوف تكون واضحة المعالم سهلة المسالك ، فاذا ما اتضحت
وعليكم أن تعلموا أن الوصول إلى أي هدف بحاجة إلى أربعة عناصر يجب أن تتوفر لكل من يسيرُ على طريق التغيير هادفاً الوصول إلى نتيجة إيجابية وهذه العناصر على الترتيب والتوالي هي:
1- الفكر:لا بدَ لأي مشروع ناجح من وجود فكرة أو أفكار تحدد المعالم نستطيع أن نحدد الوسائل والإمكانيات والوقت الذي يلزمنا لقطع هذا الطريق الموصل إلى الهدف .وتبين منطلقاته ووسائله وأهدافه,وهذه المسألة لا مجال للإجتهاد فيها كثيراً فيجب عليكم الإعلان بوضوح وصراحة أن هدفكم هو استئناف الحياة الإسلامية من خلال إقامة دولة الإسلام التي ستقوم بحل جميع مشاكل الأمة,لتعود قوية متعافية لتتمكن من لعب دورها الخير في حياة البشرية جمعاء امتثالاً لقول الله تعالى : " كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " .و كذلك قوله: " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " .
هذه الخيرية وهذه الوظيفة لا يمكن أن تتحقق في واقع الأمة إلا إذا امتلكت الأدوات اللازمة لذلك وهذه الأدوات لا تتحقق إلا بوجود الدولة الإسلامية، ففي الوقت الراهن لا مجال لدفع المعتدي ولامجال لرفع الظلم السائد في هذا العالم والمتمثل في نهب الثروات واحتلال البلاد وإذلال العباد وانتهاك حرمة الأعراض والأوطان إلا بوجود دولة قوية تكون نداً للمعتدي في كل شيء حتى تستطيع ردعه وإيقافه عند حده, فلقد طال الزمن على سقوط دولة الإسلام وضياعها وشعوب أمتنا المقهورة باتت واعية بكل ما يدور حولها,فالأنظمة والحكومات التي تسود في عالمنا العربي والإسلامي, كفرها أصبح واضحاً للعيان لا يخفى على صغير ولا كبير وكفرها واضح صريح من ثلاثة وجوه ,,,
الوجه الأول: من عدم تحكيمها لشرع الله لقول الله جل وعلا: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" .ولقوله تعالى:- " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً " .
والوجه الثاني: موالاتها لليهود والنصارى والمشركين أعداء الأمة التاريخيين لقول الله تعالى :- " لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدون من حاد الله ورسوله " . ولقوله تعالى :- " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء " .
والوجه الثالث : يتضح في عداء هذه الأنظمة وهؤلاء الحكام للإسلام والمسلمين.
إذاً جماهير الأمة باتت تتطلع شوقاً ليوم الخلاص من هذه الأنظمة وهؤلاء الحكام , وفكرنا هنا يجب أن يكون واضح المعالم مصادره ومراجعه محددة, فمصدرنا الوحيد القرآن الكريم والسنة النبوية والعقيدة أساس مهم من أسس هذا الفكر، نأخذها من السلف الصالح ونتعامل معها بنفس طريقتهم ومناهجهم في التعاطي,العقيدة التي تساعد على فهم الواقع فهماً سليماً لا لبس ولا غموض فيه،ذلك الفهم ينتج فكراً راقياً قادراً على التجددَ والتعاطي مع كل ما يواجه الأمة من محن وخطوب،فكراً واضحاً جلياً قادراً على دحض كل الأفكار المناوئة والتفوق عليها، والإسلام والحمد لله قطع مرحلة زمنية طويلة من عمره زادت على 1400 سنة تعايش من خلالها مع بيئات مختلفة وظروف متعددة أنتج معها من الفكر ما يمكنه من الخروج سالماً من كل مأزق ومحنة وبناءً عليه يجب أن تكون لدينا دائرة من الحكماء والعلماء القادرين على التعاطي مع هذا الأمر.
2-الإنسان:- هو العنصر الثاني الذي يجب أن يتوفر لإنجاح أي مشروع إ نسان يؤمن بالفكرة إيماناً جازماً ويسعى بها للوصول إلى الهدف الذي تحدده.وانطلاقاً من هذا الأمر يجب أن يكون لدينا جهاز دعوي متخصص قادر على مخاطبة أبناء الأمة واستمالتهم إلى الحق وإلى جادة الصواب .فمثلما نقوم بالعمل العسكري الجهادي يجب علينا أن نقوم بالعمل الدعوي, فلا يمكن أن نصل إلى التغيير المنشود إلا إذا أحدثنا تغييراً واضحاً في واقع الإنسان لأنَ الإنسان هو الذي يطبع الزمان والمكان بطابعه الخاص،ولن نستطيع تحقيق النصر الكبير المنشود الحاسم إلا إذا تمكنا من تفعيل وتوظيف معظم طاقات الأمة الكامنة سواءً كانت طاقات بشرية أو مادية وللعلم فإن شباب الأمة في هذه الأوقات مهيأون لتقبل دعوة الحق ومستعدون لنصرتها والدفاع عنها .
3-الإمكانيات الماد ية :- أصبح لدينا الآن فكراً سليماً وإنساناً حراً يؤمن بهذا الفكر إيماناً جازماً,هذا الإنسان لا يمكن أن يصل إلى هدفه إلا إذا توفرت له الإمكانيات المادية اللازمة التي تساعده على امتلاك الوسائل والأدوات الضرورية لتحقيق النصر والتمكين وهذا كله يدخل في باب الإعداد امتثالاً لقوله تعالى في محكم التنزيل : " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ".
والله سبحانه وتعالى حثنا على الإنفاق في سبيله لعلمه أنَ الجهاد والدعوة والعمل والتغيير بحاجة إلى المال والإمكانيات المادية الكبيرة فقد قال جل وعلا في سورة الصف : " يا أيها الذين آمنواهل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم , تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون " .
4- القيادة المخضرمة القوية ا لمجرَبة :- هي العنصر الرابع الذي يجب أن يتوفر فالقيادة هي التي تقوم بالتعاطي مع الثلاثة عناصر سالفة الذكر.ذلك التعاطي الواعي الهادف فلو توفر فكر وإنسان دون وجود مادة أو قيادة لما أمكن الوصول إلى المبتغى وعالمنا الإسلامي وأمتنا العظيمة يزخران بمن يمتلك من الخبرة والتجربة ما يكفي ويزيد لتشكيل قيادة جديدة واعية مقتدرة قادرة على البناء الهادف والإعداد الجيد والإنجاز المنشود .
وهناك أمور أخرى مهمة تلزمنا لنجاح دعوتنا وعملنا وهي :
الراية الواضحة:- فلقد غابت راية الإسلام وغابت القيادة الحقيقة للأمة منذ أكثر من مائة عام تقريباً، فغياب الراية فرَق الأمة وشتت قواها وأضعفها أمام أعدائها،والقيادات التي انبرت للمواجهة كانت قيادات مصطنعة عميلة صنعها الأعداء ووجهوها لخدمة مصالحهم وأهدافهم ,هؤلاء العملاء رفعوا رايات عمية هد فها إضلال الأمة وتشتيتتها,فتراهم يرفعون رايات قومية تارة وعلمانية أو أممية تارة أخرى , فإذا ما رفعنا راية الإسلام راية لا إله إلا الله محمد رسول الله فإنها سوف تحرق جميع الرايات المخالفة وتكشف عوارها وزيفها ، وهذا يساعد على إظهار القيادة الحقيقية للأمة,القيادة المخلصة القادرة على الإستجابة لهذه التحديات الجسام،استجابة واعية مدركة قادرة على مراعاة الظروف وعلى شحذ الهمم واستنفار الطاقات والإمكانيات وتوفيرها على أحسن مايكون هذا الأمر بحاجة إلى فرز الشباب والأخوة كلٌ حسب إمكانياته وقدراته وقد تعلمنا أن التنظيم يعني توظيف القدرات واستغلال الإمكانيات .
الخطة ا لمحكمة المدروسة:- أي عمل هادف لا بد أن يبنى على خطة واضحة المعالم مقسمة إلى مراحل منذ البداية ,وضوح الخطة يحدد الوسائل اللازمة والإمكانيات المطلوبة والزمن المحدد المطلوب للإنجاز والتنفيذ, وأي عمل لا يبنى على خطة يعتبرعملاً عشوائياً غير منتج. والمتابع لعمل الحركات الإسلامية المعاصرة يستنتج أن عملها كان في غالبيته
عملاً عشوائياً لا يقوم على التخطيط، الإخلاص وحده لا يكفي لتحصيل النجاح والوصول إلى النصر والتمكين, فلا بدَ من الأخذ بالسنن والقوانين الربانية, وضع الخطة المحكمة المناسبة من السنن الربانية,وانطلاقاً من هذا يجب على العاملين المجاهدين, أن تكون لديهم خطط قصيرة المدى تسعى لتحقيق أهداف مرحلية وخطة طويلة المدى تسعى للوصول إلى الهدف الأكبر وهو إقامة الدولة واستئناف الحياة الإسلامية من جديد.
استغلال الفرص:- إضافة لذلك لا بد من استغلال الفرص المتاحة واستشراف المستقبل من أجل الإعداد لاستغلال ما يستجد من ظروف وأحوال ,, وللتوضيح نستطيع أن نضرب مثالاً لذلك العراق في الوقت الحالي فحالة الإنفلات الأمني التي نتجت عن انهيار نظام صدام حسين هي التي أ تاحت الفرصة الجيدة للعمل الإسلامي الجهادي في أن يتغلغل وينتشر ويتجذر في ساحة مثل الساحة العراقية والتي ما كان له أن ينجح فيها لو بقي النظام السابق، هذه الفرص قد تتكرر وتتاح في مناطق أخرى، فتوقعاتنا تشير إلى أن لبنان قد يتعرض لظروف سوف تتشابه مع الظروف العراقية الحالية،هذا الأمر في حال حصوله واستغلاله سوف يعطي العمل الإسلامي مساحة واسعة للعمل والمناورة سوف تكسبه كماً هائلاً من الطاقات البشرية والمادية وسوف تعطي التيار الإسلامي المجاهد فرصة التواجد على مقربة من حدود فلسطين المحتلة, وللعلم فإن العنصر البشري الشامي عنصر مهم ، والإشتباك المباشر والدائم مع اليهود عنصر أهم وسوف يعمل على نشر فكر التيار الجهادي ويعطيه مصداقية وفعالية تتيح له الوصول إلى هدفين من أهدافه الرئيسيين وهو أن يبرز كقيادة حقيقية للعالم الإسلامي والثانية المساهمة في عملية إضعاف إسرائيل والسير قدماً على طريق هدمها وإزالتها بإذن الله تعالى هذا الأمر قد ينطبق على لبنان قريباً وسوريا لاحقاً وستلحق به مصر عاجلاً أم آجلاً لأن النظرية الإسرائيلية تقوم على ضرورة استغلال القوة الأمريكية العملاقة في تحطيم كل الأعداء الحاليين أو المفترضين مستقبلاً والذين قد يشكلون خطراً على أمن إسرائيل، والأمريكان سوف يرتكبون أخطاء استراتيجية في انجرارهم خلف السياسة الإسرائيلية الخرقاء.
إذاً الظروف الحالية المتوفرة إضافة إلى ما قد يستجد في المنطقة من تطورات وأحداث سوف تتيح الفرصة لإنشاء جيش إسلامي متكامل البناء والإعداد سيكون قادراً على إحراز إنتصارات متتالية تعطيه مصداقية عالية تؤهله لأن يطرح ويبرز قيادة جديدة للأمة الإسلامية تكون قادرة على شحذ الهمم وصقل المهارات واستغلال الطاقات والإمكانيات المادية والبشرية للأمة سيراً على طريق الجهاد المبارك وانطلاقاً من هذا الفهم والوعي والإستشراف للأمور بادرنا وطرحنا فكرة جيش الأمة الذي نطمح ليكون جيشاً لكل المسلمين والذي سوف يتيح لهذه القيادة إعادة الخلافة الإسلامية إلى واقع البشرية من جديد.الخلافة التي تعني دولة الإسلام القادرة على إزالة الظلم الواقع على البشرية جمعاء وعند ذلك يتحقق وعد الله " ونريد أن نمنَ على الذين استضعفوا في الأرض ونجلعهم أئمة ونجعلهم الوارثين" صدق الله العظيم.
حينها يتحقق النصر المنشود وترى الناس يدخلون في دين الله أفواجاً " إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً".
هذه بعض النصائح العملية الملحة للتنفيذ والتطبيق والتي نقدمها لكل الأخوة الدعاة والمجاهدين على الطريق،والتي في حال ما أخذوا بها فسيقلبون السحر على الساحر بإذن الله وسيساعدون في تنفيذ الخطة الكبيرة المرسومة لعودة الإسلام إلى واقع الحياة البشرية عودة موفقة، فالظروف متاحة والحمد لله والقادم من الأيام سوف يبرهن على أن عباد الله قادمون لأن الظلم والقهر والحرمان والعدوان الناتج عن سياسات هذه القوى الشيطانية الخرقاء جعل حياة البشرية صعبة لا تطاق وبات التغيير ضرورة ملحة يتطلع لها كل الأحرار في العالم.هدف واضح وراية سليمة ووسائل شرعية متكاملة وأخذٌ بالسنن وحسن استغلال للظروف وقدرة على استخدام القدرات والإمكانيات وصولاً إلى النصر والتمكين ونيل رضا رب العالمين
هذه خلاصة نصائحنا والله ولي التوفيق.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جـيـش الأمــــة
- بيـت المقـدس-
17/جمادى أ ول /1429
22/5/2008