ملتقى الانصار

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى الانصار

ملتقى للجهاد وانصاره


    رسائل الأمه أول الغيث

    عكرمه المقدسي
    عكرمه المقدسي


    عدد المساهمات : 197
    نقاط : 390
    تاريخ التسجيل : 25/08/2009
    العمر : 74
    الموقع : http://www.al-amanh.net/vb/

    رسائل الأمه أول الغيث Empty رسائل الأمه أول الغيث

    مُساهمة  عكرمه المقدسي الإثنين يونيو 21, 2010 11:49 am

    بسم الله الرحمن الرحيم
    رسالة الامة.. أول الغيث…
    إنَ الحمد لله نحمده تعالى ونستغفره ونستهديه ،ونعوذ بالله من شرورأنفسنا وسيئات أعمالنا، ومن يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنَ لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
    أما بعد:
    تأتي رسالتنا الأولى هذه بداية لرسائل دورية متتابعة إن شاء الله لتتواكب مع الإعلان عن بدء عملنا في فلسطين تحت مسمى
    ( جيش الأمة ) هذا الجيش الَذي نسعى ليكون جيشآ لكلِ المسلمين يسعون من خلاله لإستنفار وجمع وحشد طاقات الأمة وإمكانياتها المعنوية والمادية والبشرية ،ليبدأوا مرحلة الإستجابة الواعية للتحدي الَذي فرضه أعداء أمتنا علينا ،ولتبدأ المعركة الحقيقية بين أهل الحق وأهل الباطل، ونودُ أن نقول إن طرح هذه الرسائل وربطها بفكرة جيش الأمة القادم إن شاء الله ، تجيء لتشكِل خطوة ولبنة جديدة في خطوات ولبنات الجهاد الإسلامي العالمي الَذي كنا في المراحل السابقة وما زلنا جزءأ منه، نظريا وعمليا ، وتأتي رسالة الأمة وجيش الأمة منطلقة من فلسطين لنؤكد على أنََ هناك رجالٌٌ ساهموا في وضع خطةٌٌ وإستراتيجية الجهاد العالمي، وكان لهم دورٌٌ سابق وجهد حالي وإستعداد مستقبلي في تطبيق هذه الخطة والإستراتيجية، وما جيش الأمة في بيت المقدس إلا أحد ثمار عملهم، وإن جيش الأمة ببيت المقدس ما هو إلا جزءٌ من التطبيق العملي للمرحلة الثالثة من مراحل خطة وإستراتيجية الجهاد العالمي الّذي نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفقنا ويسدد خطانا وخطى كل إخوتنا الموحدين المجاهدين في الوصول إلى الأهداف التي سبق أن رسمناها والتي نبذل قصار جهدنا في الوصول إلى تحقيقها ، والله سبحانه وتعالى يقول : (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإنَ الله لمع المحسنين )) صدق الله العظيم.
    ونبدأ رسالتنا هذه في الوقوف عند بعض العناوين وأولها هي:
    واقع الأمة الإسلاميَة
    إن الواقع الذي تعيش فيه أمتنا الإسلامية واقعٌٌ صعب، وغير سليم، فالأنظمة التي تحكم الأُمة في مجملها أنظمة متخلفة ظالمة فاسقة كافرة، مسلوبة الإرادة والوعي، تدور في فلك أعداء الأمة وتمارس فعلاً مبرمجاًً يهدف إلى إبقاء الأمة ضعيفة غير قادرة على الخروج من دائرة الإنحطاط والتخلف والهزيمة، حكامها سلبوا الأمة سلطتها وأنهوا سيادة الشرع من حياتها ، وتعاونوا مع العدو الأجنبي على نهب ثرواتها وهم بذلك يمارسون كل الأساليب ويبذلون كل الجهد لطمس الحقيقة عن الجماهير، هذة الأمور مجتمعة أصبحت واضحة المعالم ، وشباب الأمة وجماهيرها باتت واعية وقادرة على على الوقوف على الحقيقة بكل أبعادها وتفاصيلها ، والجميع الأن يتطلعون بشوقٍٍ لليوم الَذي يتخلصون به من هذه الأنظمة ، ومن هذا الواقع السيء المرتبط بها ، ونحن هنا نطرح أنفسنا قيادة بديلة للأمة في ظل هذا الواقع ، ونقول أنَ مجاهدي الأمةِ الّذين يدافعون عن أرضها ومقدساتها وحرياتها وكرامتها، ويسعون لإسترداد سلطتها وتطبيق شريعة ربها، هم القادة الشرعيون للأمة الإسلامية، وما دونهم من حكّام هذه الدولة والأنظمة ، ما هم إلا مغتصبون للسلطة ، متآمرون مع العدو الأجنبي.
    واقع العالم
    واقع العالم لا يختلف عن واقع العالم الإسلامي في تعارضه مع الشرع والدين ولذلك فهو واقعٌ جاهلي ، جاهليته نابعة من إسناد البشر للبشر حق التشريع، ووضع القوانين وتطبيقها ، وهذا ما يتعارض مع توجيهات رب العالمين ، هذا الواقع الجاهلي قد أنتج ظلما وإعتداءًً فاضحاًً، وفسقاًً وفساداًً طال كلَ مناحي الحياةالإنسانيّة ، كما أنتج كل هذه المآسي التي أصبحت حياة البشرية معها حياةًً منحرفة عن الجهاد والفطرة السليمة ، حتى أصبحت البشريّة أقرب إلى البهيميّة منها إلى الإنسانية المكرََّمة من ربِّ العالمين ، وألأصل في التغيّر المنشود في واقع البشريّة أن ينطلق من تغيير واقع الإنسان الإعتقادي والفكري والنظري، لكنَّ الأنظمة والقوى الجاهلية المسيطرة على العالم لا تسمح ولن تسمح وفق رؤيتنا المنبثقة من المنهج الرباني بأي نشاطٍٍ دعوي هادف وإنَّها تقف عقبة كأداء حيال ذلك ، وبناءًًعليهِ لا بَّد من إزالاتها واجتثاثها ولن يتم ذلك إلا بالقوة والجهاد الذي نفسره على أنَّه بذل النفس والجهد والمال ، لإزالة كل العقبات والحواجز الماديّة والطواغيت بأنواعها والتي تقف بوجه الدعوة التي نسعى من خلالها لتعبيد العباد لرب العباد ، ونرى أنَّ الجهاد كفيلٌ بإزالة هذه العقبات ، ونؤكدُّ أَّننا نملكُ مشروعاًً متكاملاًً مدروسَ الأهدافِ والوسائلِ والمراحل، وأن القوة التي يحتاجها مشروعنا هذا سوف تنمو وتكبر وتتعاظم بإذن الله مع الحركة والعمل المدروس المنظم.
    واقع التنظيمات والحركات والأحزاب العربيّة والإسلاميّة
    التنظيمات والحركات والأحزاب على الساحتين العربيّة والإسلاميّة فشلت في تحقيق رغبات وأماني جماهير الأمة ، والتي تتمحور في عمليتي التغيير والتحرير ،فمعظم هذه التنظيمات والأحزاب لم تعد تمتلك خطط ولا برامج ولا رؤى صحيحة للتعامل مع الواقع ، بل كيَّفت أوضاعها بما يتلاءم مع مصالح قياداتها وبعض افرادها المتنفذين ، فمنها من تصالح مع الأنظمة ولم يعد يسعى لتغييرها ، ومنها من قام بعملية تطويع لمسلمات العقيدة والولاء والبراء والفكر الإسلامي وبديهياته حتى تتوافق مع علمانية الدول، ومنها من صالح عدو الأمة والتقى معه في منتصف الطريق فبات متناغماً معه مقابل وعود وصفقات غير قابلة للتنفيذ ، بل ومنها من لا يرى هذه الأنظمة عدوةً أصلاً ، هذا وقد اختلفت التنظيمات والحركات الإسلامية العاملة في عمليّة التشخيص السليم لواقع الأمة المعاش ، مما أنتج أخطاءً في الحكمِ عليهِ، أدت إلى بذل جهود كبيرة لم تؤدِ إلى نتائج حاسمة .
    كذلك فإن التنظيماتِ والحركاتِ لم تضع خطط تحدد في ظلها الأهداف والأدواتِ والوسائِل، وكذلك فإن راياتها لم تكن واضحة وثابتة، وكذلك فإن التنظيماتِ والحركاتِ الإسلامية لم تتجرأ على طرح نفسها كقيادة أصيلة للأُمة ، وبديلة عن كل القيادات الضعيفة المصطنعة التي تعمل لغير صالح الأُمة، إضافة إلى عدم قدرة الحركات الإسلاميَّة على إستغلال طاقات الأمة البشريّة والماديّة والمعنويّة ، وإنطلاقاً من هذا الفهم فسوف نقوم بإذن الله وعونه بطرح تصوراً محدداً يوضح معالم مسيرتنا الحاليّة والمستقبليّة ، وهذا سيكون إن شاء الله تباعا من خلال رسائلنا الدوريّة والتي أسميناها ( رسالة الأمة ).

    معالم مشروعنا الإسلامي
    نحن مدركون أن بداية أي مشروع للنهضة ، لا بدَّ أن يبدأ بمرحلة علاج الأمراض والعلل التي أصابت الأُمة ، والتي نسعى لإنهاضها والتي نعتمد عليها في مشروعنا ورسالتنا العالميّة ، ومن البديهي أن أوّل مراحل العلاج تبدأُ بالتشخيص السريع، وتشخيصنا الأولي أوصلنا إلى أنّ التدخل الغربي الصليبي في شؤون العرب والمسلمين أدّى إلى هذه السيطرة على الأُمة وعلى مقدراتها ، وهذه السيطرة وفق قناعاتنا هي سبب البلاء والمرض الرئيس، فقد أدّت هذه السيطرة إلى إغتصاب سلطة الأمّة وإنهاء سيادة الشرع من حياتها ، وكذلك أدّت إلى نهب الثروات وحجب الحقيقة عن شعوبها .
    جاء الإستعمار الغربي واحتلَّ البلاد وأذلّ العباد وهيأ الأمور ورتبها لأتباع إصطنعهم وقلدهم حكم بلاد المسلمين ضمن خطط رسمها وأحكم تفاصيلها ، فخرجت هذه الأنظمة إلى الواقع المعاش ليس لها علاقة بالأمة من قريب أو بعيد، أنظمة لا تطبق الإسلام ولا تعمل به بل وتعادي الإسلام والمسلمين وتقف في صف العدو ضدّ قضايا الأُمة بل وتساعد على نهب ثروات و تقييد حريات وهدر كرامة الأمة. أنظمة تمارس الظلم الصارخ على أبناء شعوبها ، ولا تتيح مجالا أوسبيلا للتقدم والبناء والازدهار..... إذاً فإن تشخيصنا يقول :

    أولاً: إنَ واقع الأمة الإسلامية واقع غير سليم يتعارض مع شرع ربِ العالمين ويتعارض مع مسلمات ومبادئ الإنسانية السليمة.
    ثانياً : قيادة الأمة قيادة غير شرعيّة إغتصبت السلطة بالتآمر مع العدو الأجنبي.
    ثالثاً: ثروات الأمة منهوبة لصالح أعدائها ولصالح المتنفذين من الحكام الفاسقين والفاسدين.
    رابعاً: قضايا الأمة النازفة لا تجد من يسعى لتضميد جراحاتها أو حلها.
    خامساَ:ثمت مؤامرة تسعى لإبقاء الأمة في جو من التخلف العلمي والتقني والإقتصادي والإجتماعي ، لإبقائها ضعيفة غير قادرة على المواجهة والإستجابة للتحدي المفروض عليها
    سادساً: الأحزاب والتنظيمات والجماعات المتواجدة على الساحة والتي طرحت نفسها كأطر للتغيير والتحرير ، فشلت في كل شيء ولم تحقق أي تقدم ملموس.
    سابعاً : الأعداء زاد تكالبهم وزادت أطماعهم.
    هذا هو التشخيص الذي وصلنا إليه.
    * بعد هذا التشخيص طرحنا السؤال المنطقي التالي :
    ( من الذي تسبب بكل هذا للأُمة وشعوبها؟ ومن الذي يقف خلف هذه النكبات والهزائم وما ترتب عليها من مآسي ومظالم وأحزان)؟؟
    الجواب كان عندنا سهلاً : إنه التحالف اليهودي البروتستنتي الإنجلو سكسوني الصليبي الذي بدأت ملامحه تلوح في الأفق مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين والذي أصبح جلياً واضحاً للعيان عملياً مع إعلان وزير خارجية بريطانية الشهير عام (1917) والمعروف بوعد بلفور ذلك الوعد الذي نص في حينه على تعاطف الحكومة البرطانية مع إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ، وما إرتبط بالوعد وما تلاه من إسقاط للخلافة الإسلاميّة التي كانت متمثلة في الدولة العثمانيّة عام(1924)، وما تلا ذلك من احتلال لأراضيها التي كانت فلسطين جزءً منها وإستصدار قرار الإنتداب حينها من عصبة الأمم عام (1920) بهدف تهيئة الأمورفي فلسطين لإقامة دولة يهوديّة على أراضيها وما رافق ذلك وسبقه من مقررات مؤتمرالصلح عام (1919) وقرارات سايكس بيكو التي نصت على تقسيم أملاك دولة الخلافة وتوزيعها على الحلفاءالمنتصرين وكذلك فمن الواضح لدينا أن الدعم الأمريكي لليهود أصبح جلياً بعد مؤتمر الحركة الصهيونية في بالتيمور عام (1942) ،لايخرج عن إطار التحالف اليهودي البروتستنتي الإنجلوسكسوني ذلك أن الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية هي من البروتستنت الإنجلو سكسون ، وأن التحالف اليهودي البرو تستنتي يقوم على مبادئ ومفاهيم وأسس إعتقادية وسياسية مشتركة من فهم محرف للعهد القديم (التوراة) يتناسب مع مقتضيات الأمور التي تخدم اليهود ومصالحهم .
    *إذا العدو المسبب لمآسي الأمة أصبح واضحاً لدينا وتم تحديده بدقة.
    وهذا العدو وفق قناعاتنا الدينيّة والتاريخيّة لا يمكن إستمالته فكرياً وهذا العدو المشترك هو أهم عدو للأمة الإسلامية فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم التنزيل Sad ولتجدنَّ أشدَّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا )وهذا العدو أيضاً لا يمكن دفعه لتغيّير مواقفه نتيجة الضغط عليه في حرمانه من إمتيازاته ونفوذه في بلاد المسلمين لأنّ مقدرات الأمور وزمامها ليس بيد أبناء الأمة وإنّما في أيدي أناسٍ من جلدتنا لكنّهم عبارة عن أدوات طيّعة في أيادي أعدائنا.
    إذاً لا بدّ من إمتلاك القوة وإعلان الحرب على هذا العدو والبدء بتوجيه ضرباتٍ متواليه لأجباره على تغيير مواقفه والتراجع عنها ، والقوة لا بدَّ لها من إطار ، فكان إعلان إخواننا من ولادة الجبهه الإسلاميّة العالميّة،
    هذه التسمية جاءت نتيجة منطقيّة للتشخيص سالف الذكر لواقع الأمة والعالم ومعرفه دقيقة بالمتسبب بفساده وخرابه.
    فكرنا جاء نتاجاً طبيعيّاً لتطور الفكر الإسلامي الجهادي الّذي بدا يطرح نفسه في منتصف القرن العشرين، والّذي إستند أساساً على فهم محدد للعقيدة الأسلامية الصحيحه ، هذا المفهوم يستند أساسا على مفهوم ((لا إله إلا اللهً)) أي لا معبود بحق في هذا الكون إلا الله ، وهو كذلك الأمر ((الا له الخلق والأمر)) الله الخالق، الله البارئ، الله الرازق، الله المحي ، الله المميت ، الله المعيد، الله مقدر وميسر كل الأمور الذي بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله منهاج حياة يطرح تصوراً شاملا ًلحياة الإنسان على هذه البسيطة . لا إله إلا الله تنفي الألو هيةعن البشر وتثبتها لله وحده ، الألوهيّه التي من أهم خصائصها الربوبيّه والحاكميّه، حاكمية الله التي لا تظلم ولا تغفل ولا تماري ولا تحابي أحد على حساب أحد ، الحاكميّه التي لا تنتظم حياة البشريّة إلا في ظلها وتحت رايتها ، الحاكميه الإلهيه التي تنتج المساواة والعدل، والحريّة والشفافيّة الحقيقيّه التي ستعيد لكل البشر كرامتهم وتحفظ لهم صفاتهم الآدميّه التي كرمهم بها خالقهم ربَّ العالمين، والعقيده بهذا الفهم تعني إذا ترجمناها إلى لغة سياسيّة أن هذه الأنظمة والحكومات التي تحكم البشريهّ الآن قد اغتصبت أهم خصائص الألوهيه وهي الحاكميّه وأسندتها للبشر وحاكميه البشر وفق فكرنا وقناعتنا أنتجت هذا الظلم الذي يسود عالم البشريّه كلها ، منذ أن انقطع الحكم الإسلامي الذي يستند إلى حاكمية الله تعالى .
    إذاً نحن قد إخترنا مهمة صعبةً وهدفاً اصعب ... مهمتنا إعادة البشريّة إلى جادة الصواب والذي لن يتم إلا بتحكيم شرع الله، وشرع الله لا يمكن أن يسود ويطبق إلا في ظل دولة إسلاميّة .
    هدفنا الإستراتيجي إذاً هو:
    إستئناف الحياة الإسلامية من خلال إعادة دولة الإسلام إلى الوجود، وهذا الأمر يوصلنا إلى السؤال الكبير عن خطتنا وإستراتيجيتنا المرسومه للوصول إلى هذا الهدف الرئيس والتي سنتحدث عنها في رسالتنا القادمة بإذن الله بعنوان( لماذا جيش الأمة الآن في فلسطين؟؟) لكننا هنا لا بدّ أن نوضح معالم خطتنا التي تقوم على فكرة تطوير العمل الجهادي الإسلامي كماً ونوعاً، وتوسيع رقعته ليشمل العالم كلُّه ، هذا الجهاد الذي سيساهم في تعاظم قوة الامة التي سترهب بها أعدائها وتجبرهم في النهاية على رفع اليد عن مقدراتها وثرواتها ، لتتراجع مخلية ما بين الأمة وسلطتها وسيادتها وعندها تعود السلطة للأمة ، وتصبح السيادة لشرع الله ، حينها تحل كل المشاكل الداخليّة والخارجيّة وتنتهي سريعاً وبشكل طبيعي بأذن الله، ونحن نرى أن العدوان الدائم الذي تتعرض له أمتنا ومنذ حوالي قرنين من الزمن ، وإحتلال أراضيها ونهب ثرواتها وهدر كرامتها وسلب حريتها وإرادتها بصوره متواصلة ومتتاليّة حتى لا يكاد ينتهي أو يتوقف تاركا جراحات نازفة في جسد الأمة فما يجري في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال والشيشان وكشمير والسودان وأريتريا والفلبين كافٍ لاستفزاز ضمائر المسلمين وشحذ هممهم وحثهم على البحث عن ملاذ أو مخرج أو اللجوء إلى ركنٍ شديد يمكّن الأمة من رد هذا العدوان ومداواة جراحاتها النازفة في كل مكان .
    ونحن إن شاء الله بإسلوبنا في مواجهة الأعداء الصائلين في البلاد المتربصين بأمتنا وحياتها ومستقبلها .
    ورسالتنا التي نحملها تهدف إلى رفع الظلم والجور عن كل المستضعفين في العالم ولا مجال أمامنا للصلح أوالمهادنة أو الألتقاء مع العدو
    في منتصف الطريق .الحلول التي نطرحها جذرية تستند إلى أحكام شرعية وإلى فهم مميز للواقع المعاش .
    مقاتلونا ومجاهدونا لايعدّون الموت خسارة ، ولا ينظرون إلى هزيمة معركة ما نهاية المطاف لأنهم مقتنعون بالوعد الرباني بالنصر والتمكين لعبادِهِ الصالحين ، وانطلاقاً من كل هذا فنحن نبشِر كل المؤمنين والمستضعفين بحتميةِ النصر المبين إستناداً لقول رب العالمين "ونريدُ أن نمنّ على الذينَ أُستضعفوا في الأرضِ ونجعلهم أئمةً ونجعلهم الورثين " صدق الله العظيم
    (( وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين))
    جــيـش الأمـــــة
    عكرمه المقدسي
    عكرمه المقدسي


    عدد المساهمات : 197
    نقاط : 390
    تاريخ التسجيل : 25/08/2009
    العمر : 74
    الموقع : http://www.al-amanh.net/vb/

    رسائل الأمه أول الغيث Empty رسالة الأمة--2بدأ المسير إلى الهدف......

    مُساهمة  عكرمه المقدسي الإثنين يونيو 21, 2010 11:51 am

    بسم الله الرحمن الرحيم
    رسالة الأمة--2
    بدأ المسير إلى الهدف......
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له... وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ... بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ." يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ".
    " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فا ز فوزاً عظيماً ".
    مضى على سقوط دولة الخلافة " الكيان السياسي للمسلمين " مئة عام كاملة وكان ذلك عام 1908 ذلك العام الذي عزل فيه السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله على يد حزب الإتحاد والترقي اليهودي التركي ، ومضى على سقوط فلسطين بيد القوى الصليبية اليهودية تسعون عاماً كاملةً وكان ذلك عام 1918 عندما استطاعت الجيوش البريطانية احتلال فلسطين بقيادة الجنرال اللنبي .
    ومضى كذلك على قيام دولة إسرائيل على أرض الإسلام في فلسطين ستون عاماً حيث كان ذلك عام 1948.
    مئة عامٍ مرت على غياب الحكم بما أنزل الله الذي يتحقق من خلاله الغاية والهدف من الخلق والوجود " وما خلقت الجنَ والإنسَ إلا ليعبدون ".
    وتسعون عاماً مرت وانقضت على ضياع واغتصاب فلسطين تلك الأرض التي باركها الله " سبحان الذي أسرى بعبدهِ ليلاً من المسجدِ الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" .وستون سنةً كاملةً مرت على قيام دولة اليهود على أرض الإسلام في فلسطين ، اليهود الذين هم أشدُ الناس عداوةً للذين آمنوا " لتجدن أشد الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ".
    ثلاثة حوادثٍ ومصائب جلل مرت على أمة الإسلام تمثلت بتحدٍ صعبٍ وكبير لم تشهد الأمة عبر تاريخها ما يماثله ويشابهه بحجمهِ وشموليتهِ وأهدافه وغاياته وما حققه من إنجازات .
    فهذا التحدي أفقد الأمة كيانها السياسي واغتصب سلطتها وهيمن على سيادتها ونهب ثرواتها واحتل البلاد وأذل العباد وهدر الكرامة واغتصب واستباح كل المحرمات ، مقدسات مدنسة وأعراض منتهكة مستباحة من قبل أراذل الناس وأدناهم ويا للأسف لم تكن استجابة الأمة لهذا التحدي المقصود بالمستوى المطلوب .
    فدولة الإسلام وكيانها السياسي هو حصن الإسلام المنيع سقط ولم تدافع الأمة عنه الدفاع الواجب المطلوب ، بل إنَ الأمة وجماهيرها قد غيبت عن المعركة وحرفها وخدعها العملاء المأجورون فساندت العدو ووقفت إلى جانبه في معركةِ إسقاط الخلافة واحتلال أرض المسلمين.
    ودخلت الأمة في سبات عميق لم تستفق منهُ حتى الآن رغم كل ما حلَ بها من مصائب ومحن وغاب عن أذهان المسلمين أنَ الإسلام كدين هو منهاج وأسلوب وطريقة للحياة لا يتحقق إلا بوجود دولة الإسلام ،وتطبيق الإسلام وشرعه هو وظيفة الدولة, والحاكم المسلم هو المكلف بالتنفيذ .وهناك قاعدة شرعية قد أقرها علماء الإسلام من سلفنا الصالح تقول " ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب "فوجوب تطبيق شرع الله مرتبط بوجود دولة الإسلام

    1

    أما قاعدة سلفنا الصالح فيما اغتصب من أرض الإسلام فتقول : " إذا ما اغتصب شبر من أرض المسلمين فالجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة".
    نعم كانت هناك محاولات صادقة طيبة للاستجابة لهذا التحدي ولهذه المصائب ، لكن هذه المحاولات لم تكن بالوعي الكافي ولا بالشمولية المطلوبة في مثل هذه المراحل , ولذلك لم تستطع هذه المحاولات الوصول إلى نتائج نهائية ولم تحقق الأهداف والغايات المرجوة , وقد سبق لنا أن تطرقنا إلى الأسباب في رسالتنا الأولى
    " أول الغيث " وانطلاقاً مما سلف جاءت أفكار ورؤى الجهاد العالمي الذي نعتبر أنفسنا جزءً منه نظرياً وعملياً .
    هذا الجهاد الذي يهدف إلى إقامة دولة الإسلام التي ستطبق شرع الله وتحرر البلاد والعباد وتستعيد ثروات الأمة وكرامتها وعزتها وترفع الذل والعبودية عن كل أبنائها , لتعود الأمة إلى حالة الخيرية التي ارتضاها الله سبحانه وتعالى لها " كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس ".
    و إننا في جيش الأمة قد فهمنا واقع الأمة وواقع أعدائها ودرسنا كل حيثياته وفهمنا ه فهماً سليماً كاملاً شاملاً. ووضعنا خطة واقعية محكمة تراعي الظروف والإمكانيات والمراحل , وأعلنَا
    انطلاقتنا من بيت المقدس وبدأنا المسير إلى الهدف الذي يقصد الوصول إلى استعادة الكيان السياسي للأمة.
    ونبشر كل أحرار الأمة وكل أبنائها الطيبين أننا وبإذن الله لن نكل ولن نمل ولن ننكص أو نتراجع عما عزمنا الوصول إليه, معتمدين في ذلك على الله القوي القدير وثم على الهمم العالية و الغايات السامية التي يتحلى بها مجاهدونا وأبطالنا رصيدنا المادي والبشري هو رصيد الأمة وإمكانياتها الجبارة .
    نعم بدايتنا بسيطة لكن هممنا عالية وطموحاتنا كبيرة لا منتهية معتمدة على وعد ربنا العظيم وعلى بشارات رسولنا الكريم ، فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم التنزيل : " ونريد أن نمنَ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجلعهم الوارثين" .
    ورسولنا الكريم يقول : " لا تقوم الساعة حتى تقاتلنَ يهود أنتم شرقي النهر وهم غربيه حتى أن الحجر والشجر ينطق ويقول يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي فتعال فاقتله , إلا شجر الغرقد فهو من شجر اليهود " .
    وإننا اليوم نرى أنَ كل أفئدة أبناء الأمة الأحرار تتطلع وترنو شوقاً إلى يوم النصر والإنعتاق وقد قلنا في رسالتنا السابقة أن جيش الأمة سيكون جيشاً لكل المسلمين يسعون من خلاله إلى الوصول إلى النصر والتمكين بإذن رب العالمين.
    يأتي هذا الجيش بمنطلقاته ومبادئه وعقيدته الصحيحة و أهدافه السامية الكبيرة ورايته الواضحة السليمة, ليصحح ويكمل مسيرة الجهاد على أرض فلسطين . هذه المسيرة التي كنا والكثير من إخوتنا الأحبة الشهداء والأحياء قد بدأناها في بداية الثمانينات من القرن الماضي." من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً".إذن فنحن لسنا طارؤون على العمل الإسلامي الجهادي ولكننا ارتأينا أن نقوم على تشكيل هذا الجيش , ليكون بداية النواة لبناء معسكر الأمة الكبير القوي المتعاظم الذي سيكون قادراً على الوقوف في مواجهة معسكر أعداء الأمة الضخم المحكم الإعداد والتنظيم .وحيث كنا أول المنطلقين سنكون بإذن الله أول المصححين ولنخرج بالعمل الإسلامي في فلسطين من إطار الوطنية الضيقة الضعيف المحدود الإمكانيات والوسائل , إلى فضاء



    2



    الأمة الواسع الرحب القوي غير المحدود الإمكانيات والوسائل والحمد لله الذي أخرنا لأمرٍ يريد ه وإلا لكان قد ألحقنا بإخوتنا الشهداء الذين بدأوا معنا المسير ، والذين ما زلنا نذكرهم ولا ننساهم فكيف بنا ننسى أحبتنا ورفاقنا رواد الجهاد والفداء .
    نعم لقد أخرنا الله لنعد ل ونكمل المسير إلى الهدف والذي بات الوصول إليه قريباً بإذن الله.
    إذاً جاء جيش الأمة ليصحح ويعدل ويكمل المسير مسيرة قافلة الجهاد المبارك " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين".

    لكن برؤية واضحة كاملة متكاملة (( رؤية الإسلام العظيم )) وبعقيدة سليمة (( عقيدة السلف الصالح من علماء الأمة)), وبولاء وبراء وحب وعداوة ومواقف واضحة راسخة وراية واضحة ناصعة ثابتة ,, راية لا إله إلا الله محمد رسول الله,,
    وبجنود ومجاهدين مؤمنين مطمئنين إلى تأييد الله ونصره لا يخشون في الله لومة لائم.
    وبإمكانيات كبيرة متزايدة متعاظمة مستندة إلى إمكانيات وقدرات مجموع الأمة البشرية والمادية والمعنوية وبفهمٍ للماضي ووعي للحاضر واستشراف متقدم للمستقبل. إذا جاء جيش الأمة ليتصدى لمهمة التغيير والتحرير في واقع شعوب المسلمين وبالتالي في واقع جميع العالمين.
    متمثلين قول الصحابي ربعي بن عامر لقائد الفرس رستم عندما سأله بماذا جئتمونا يا ربعي ؟؟
    فقال: " ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العبا د , ومن جور الأديان إلى عدل
    الإسلام , ومن ضيق الدنيا إلى سعة الد نيا والآخرة ".
    هذا هو هد فنا وهذه هي غايتنا , هدفنا تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى وغايتنا نيل مرضاة رب العالمين لنفوز وننجح ونفلح في الدنيا والآخرة.

    وختاماً ندعو الله العظيم رب العرش العظيم أن يعيننا على هذه المهمة وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يستخدمنا لخدمة دينه وإعزاز كلمته ورفع رايته لتعود خفاقة عالية .
    وآخر دعوانا أنَ الحمد لله رب العالمين.
    جـــــيــش الأمــــــــــــــــــــة فلسطين
    10/4/2008
    4 ربيع ثاني1429
    عكرمه المقدسي
    عكرمه المقدسي


    عدد المساهمات : 197
    نقاط : 390
    تاريخ التسجيل : 25/08/2009
    العمر : 74
    الموقع : http://www.al-amanh.net/vb/

    رسائل الأمه أول الغيث Empty رسالة الأمة ... 3الدين النصيحة ...

    مُساهمة  عكرمه المقدسي الإثنين يونيو 21, 2010 11:53 am

    رسالة الأمة ... 3
    الدين النصيحة ...
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين إمام المتقين وقائد المجاهدين زعيم الغر الميامين وعلى آله وصحابته ومن سارعلى نهجه إلى يوم الدين وبعد:
    الأخوة الأحبة الأخوة المجاهدين أمتي الحبيبة
    لا بدَ لكل عمل يصنع أو مجهود يبذل من هدف ، فإذا كان الهدف واضحاً منذ البداية، فإنَ الطريق الموصلة إليه سوف تكون واضحة المعالم سهلة المسالك ، فاذا ما اتضحت
    وعليكم أن تعلموا أن الوصول إلى أي هدف بحاجة إلى أربعة عناصر يجب أن تتوفر لكل من يسيرُ على طريق التغيير هادفاً الوصول إلى نتيجة إيجابية وهذه العناصر على الترتيب والتوالي هي:
    1- الفكر:لا بدَ لأي مشروع ناجح من وجود فكرة أو أفكار تحدد المعالم نستطيع أن نحدد الوسائل والإمكانيات والوقت الذي يلزمنا لقطع هذا الطريق الموصل إلى الهدف .وتبين منطلقاته ووسائله وأهدافه,وهذه المسألة لا مجال للإجتهاد فيها كثيراً فيجب عليكم الإعلان بوضوح وصراحة أن هدفكم هو استئناف الحياة الإسلامية من خلال إقامة دولة الإسلام التي ستقوم بحل جميع مشاكل الأمة,لتعود قوية متعافية لتتمكن من لعب دورها الخير في حياة البشرية جمعاء امتثالاً لقول الله تعالى : " كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " .و كذلك قوله: " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " .
    هذه الخيرية وهذه الوظيفة لا يمكن أن تتحقق في واقع الأمة إلا إذا امتلكت الأدوات اللازمة لذلك وهذه الأدوات لا تتحقق إلا بوجود الدولة الإسلامية، ففي الوقت الراهن لا مجال لدفع المعتدي ولامجال لرفع الظلم السائد في هذا العالم والمتمثل في نهب الثروات واحتلال البلاد وإذلال العباد وانتهاك حرمة الأعراض والأوطان إلا بوجود دولة قوية تكون نداً للمعتدي في كل شيء حتى تستطيع ردعه وإيقافه عند حده, فلقد طال الزمن على سقوط دولة الإسلام وضياعها وشعوب أمتنا المقهورة باتت واعية بكل ما يدور حولها,فالأنظمة والحكومات التي تسود في عالمنا العربي والإسلامي, كفرها أصبح واضحاً للعيان لا يخفى على صغير ولا كبير وكفرها واضح صريح من ثلاثة وجوه ,,,
    الوجه الأول: من عدم تحكيمها لشرع الله لقول الله جل وعلا: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" .ولقوله تعالى:- " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً " .
    والوجه الثاني: موالاتها لليهود والنصارى والمشركين أعداء الأمة التاريخيين لقول الله تعالى :- " لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدون من حاد الله ورسوله " . ولقوله تعالى :- " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء " .
    والوجه الثالث : يتضح في عداء هذه الأنظمة وهؤلاء الحكام للإسلام والمسلمين.
    إذاً جماهير الأمة باتت تتطلع شوقاً ليوم الخلاص من هذه الأنظمة وهؤلاء الحكام , وفكرنا هنا يجب أن يكون واضح المعالم مصادره ومراجعه محددة, فمصدرنا الوحيد القرآن الكريم والسنة النبوية والعقيدة أساس مهم من أسس هذا الفكر، نأخذها من السلف الصالح ونتعامل معها بنفس طريقتهم ومناهجهم في التعاطي,العقيدة التي تساعد على فهم الواقع فهماً سليماً لا لبس ولا غموض فيه،ذلك الفهم ينتج فكراً راقياً قادراً على التجددَ والتعاطي مع كل ما يواجه الأمة من محن وخطوب،فكراً واضحاً جلياً قادراً على دحض كل الأفكار المناوئة والتفوق عليها، والإسلام والحمد لله قطع مرحلة زمنية طويلة من عمره زادت على 1400 سنة تعايش من خلالها مع بيئات مختلفة وظروف متعددة أنتج معها من الفكر ما يمكنه من الخروج سالماً من كل مأزق ومحنة وبناءً عليه يجب أن تكون لدينا دائرة من الحكماء والعلماء القادرين على التعاطي مع هذا الأمر.
    2-الإنسان:- هو العنصر الثاني الذي يجب أن يتوفر لإنجاح أي مشروع إ نسان يؤمن بالفكرة إيماناً جازماً ويسعى بها للوصول إلى الهدف الذي تحدده.وانطلاقاً من هذا الأمر يجب أن يكون لدينا جهاز دعوي متخصص قادر على مخاطبة أبناء الأمة واستمالتهم إلى الحق وإلى جادة الصواب .فمثلما نقوم بالعمل العسكري الجهادي يجب علينا أن نقوم بالعمل الدعوي, فلا يمكن أن نصل إلى التغيير المنشود إلا إذا أحدثنا تغييراً واضحاً في واقع الإنسان لأنَ الإنسان هو الذي يطبع الزمان والمكان بطابعه الخاص،ولن نستطيع تحقيق النصر الكبير المنشود الحاسم إلا إذا تمكنا من تفعيل وتوظيف معظم طاقات الأمة الكامنة سواءً كانت طاقات بشرية أو مادية وللعلم فإن شباب الأمة في هذه الأوقات مهيأون لتقبل دعوة الحق ومستعدون لنصرتها والدفاع عنها .
    3-الإمكانيات الماد ية :- أصبح لدينا الآن فكراً سليماً وإنساناً حراً يؤمن بهذا الفكر إيماناً جازماً,هذا الإنسان لا يمكن أن يصل إلى هدفه إلا إذا توفرت له الإمكانيات المادية اللازمة التي تساعده على امتلاك الوسائل والأدوات الضرورية لتحقيق النصر والتمكين وهذا كله يدخل في باب الإعداد امتثالاً لقوله تعالى في محكم التنزيل : " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ".
    والله سبحانه وتعالى حثنا على الإنفاق في سبيله لعلمه أنَ الجهاد والدعوة والعمل والتغيير بحاجة إلى المال والإمكانيات المادية الكبيرة فقد قال جل وعلا في سورة الصف : " يا أيها الذين آمنواهل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم , تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون " .
    4- القيادة المخضرمة القوية ا لمجرَبة :- هي العنصر الرابع الذي يجب أن يتوفر فالقيادة هي التي تقوم بالتعاطي مع الثلاثة عناصر سالفة الذكر.ذلك التعاطي الواعي الهادف فلو توفر فكر وإنسان دون وجود مادة أو قيادة لما أمكن الوصول إلى المبتغى وعالمنا الإسلامي وأمتنا العظيمة يزخران بمن يمتلك من الخبرة والتجربة ما يكفي ويزيد لتشكيل قيادة جديدة واعية مقتدرة قادرة على البناء الهادف والإعداد الجيد والإنجاز المنشود .
    وهناك أمور أخرى مهمة تلزمنا لنجاح دعوتنا وعملنا وهي :
    الراية الواضحة:- فلقد غابت راية الإسلام وغابت القيادة الحقيقة للأمة منذ أكثر من مائة عام تقريباً، فغياب الراية فرَق الأمة وشتت قواها وأضعفها أمام أعدائها،والقيادات التي انبرت للمواجهة كانت قيادات مصطنعة عميلة صنعها الأعداء ووجهوها لخدمة مصالحهم وأهدافهم ,هؤلاء العملاء رفعوا رايات عمية هد فها إضلال الأمة وتشتيتتها,فتراهم يرفعون رايات قومية تارة وعلمانية أو أممية تارة أخرى , فإذا ما رفعنا راية الإسلام راية لا إله إلا الله محمد رسول الله فإنها سوف تحرق جميع الرايات المخالفة وتكشف عوارها وزيفها ، وهذا يساعد على إظهار القيادة الحقيقية للأمة,القيادة المخلصة القادرة على الإستجابة لهذه التحديات الجسام،استجابة واعية مدركة قادرة على مراعاة الظروف وعلى شحذ الهمم واستنفار الطاقات والإمكانيات وتوفيرها على أحسن مايكون هذا الأمر بحاجة إلى فرز الشباب والأخوة كلٌ حسب إمكانياته وقدراته وقد تعلمنا أن التنظيم يعني توظيف القدرات واستغلال الإمكانيات .
    الخطة ا لمحكمة المدروسة:- أي عمل هادف لا بد أن يبنى على خطة واضحة المعالم مقسمة إلى مراحل منذ البداية ,وضوح الخطة يحدد الوسائل اللازمة والإمكانيات المطلوبة والزمن المحدد المطلوب للإنجاز والتنفيذ, وأي عمل لا يبنى على خطة يعتبرعملاً عشوائياً غير منتج. والمتابع لعمل الحركات الإسلامية المعاصرة يستنتج أن عملها كان في غالبيته

    عملاً عشوائياً لا يقوم على التخطيط، الإخلاص وحده لا يكفي لتحصيل النجاح والوصول إلى النصر والتمكين, فلا بدَ من الأخذ بالسنن والقوانين الربانية, وضع الخطة المحكمة المناسبة من السنن الربانية,وانطلاقاً من هذا يجب على العاملين المجاهدين, أن تكون لديهم خطط قصيرة المدى تسعى لتحقيق أهداف مرحلية وخطة طويلة المدى تسعى للوصول إلى الهدف الأكبر وهو إقامة الدولة واستئناف الحياة الإسلامية من جديد.
    استغلال الفرص:- إضافة لذلك لا بد من استغلال الفرص المتاحة واستشراف المستقبل من أجل الإعداد لاستغلال ما يستجد من ظروف وأحوال ,, وللتوضيح نستطيع أن نضرب مثالاً لذلك العراق في الوقت الحالي فحالة الإنفلات الأمني التي نتجت عن انهيار نظام صدام حسين هي التي أ تاحت الفرصة الجيدة للعمل الإسلامي الجهادي في أن يتغلغل وينتشر ويتجذر في ساحة مثل الساحة العراقية والتي ما كان له أن ينجح فيها لو بقي النظام السابق، هذه الفرص قد تتكرر وتتاح في مناطق أخرى، فتوقعاتنا تشير إلى أن لبنان قد يتعرض لظروف سوف تتشابه مع الظروف العراقية الحالية،هذا الأمر في حال حصوله واستغلاله سوف يعطي العمل الإسلامي مساحة واسعة للعمل والمناورة سوف تكسبه كماً هائلاً من الطاقات البشرية والمادية وسوف تعطي التيار الإسلامي المجاهد فرصة التواجد على مقربة من حدود فلسطين المحتلة, وللعلم فإن العنصر البشري الشامي عنصر مهم ، والإشتباك المباشر والدائم مع اليهود عنصر أهم وسوف يعمل على نشر فكر التيار الجهادي ويعطيه مصداقية وفعالية تتيح له الوصول إلى هدفين من أهدافه الرئيسيين وهو أن يبرز كقيادة حقيقية للعالم الإسلامي والثانية المساهمة في عملية إضعاف إسرائيل والسير قدماً على طريق هدمها وإزالتها بإذن الله تعالى هذا الأمر قد ينطبق على لبنان قريباً وسوريا لاحقاً وستلحق به مصر عاجلاً أم آجلاً لأن النظرية الإسرائيلية تقوم على ضرورة استغلال القوة الأمريكية العملاقة في تحطيم كل الأعداء الحاليين أو المفترضين مستقبلاً والذين قد يشكلون خطراً على أمن إسرائيل، والأمريكان سوف يرتكبون أخطاء استراتيجية في انجرارهم خلف السياسة الإسرائيلية الخرقاء.
    إذاً الظروف الحالية المتوفرة إضافة إلى ما قد يستجد في المنطقة من تطورات وأحداث سوف تتيح الفرصة لإنشاء جيش إسلامي متكامل البناء والإعداد سيكون قادراً على إحراز إنتصارات متتالية تعطيه مصداقية عالية تؤهله لأن يطرح ويبرز قيادة جديدة للأمة الإسلامية تكون قادرة على شحذ الهمم وصقل المهارات واستغلال الطاقات والإمكانيات المادية والبشرية للأمة سيراً على طريق الجهاد المبارك وانطلاقاً من هذا الفهم والوعي والإستشراف للأمور بادرنا وطرحنا فكرة جيش الأمة الذي نطمح ليكون جيشاً لكل المسلمين والذي سوف يتيح لهذه القيادة إعادة الخلافة الإسلامية إلى واقع البشرية من جديد.الخلافة التي تعني دولة الإسلام القادرة على إزالة الظلم الواقع على البشرية جمعاء وعند ذلك يتحقق وعد الله " ونريد أن نمنَ على الذين استضعفوا في الأرض ونجلعهم أئمة ونجعلهم الوارثين" صدق الله العظيم.
    حينها يتحقق النصر المنشود وترى الناس يدخلون في دين الله أفواجاً " إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً".
    هذه بعض النصائح العملية الملحة للتنفيذ والتطبيق والتي نقدمها لكل الأخوة الدعاة والمجاهدين على الطريق،والتي في حال ما أخذوا بها فسيقلبون السحر على الساحر بإذن الله وسيساعدون في تنفيذ الخطة الكبيرة المرسومة لعودة الإسلام إلى واقع الحياة البشرية عودة موفقة، فالظروف متاحة والحمد لله والقادم من الأيام سوف يبرهن على أن عباد الله قادمون لأن الظلم والقهر والحرمان والعدوان الناتج عن سياسات هذه القوى الشيطانية الخرقاء جعل حياة البشرية صعبة لا تطاق وبات التغيير ضرورة ملحة يتطلع لها كل الأحرار في العالم.هدف واضح وراية سليمة ووسائل شرعية متكاملة وأخذٌ بالسنن وحسن استغلال للظروف وقدرة على استخدام القدرات والإمكانيات وصولاً إلى النصر والتمكين ونيل رضا رب العالمين
    هذه خلاصة نصائحنا والله ولي التوفيق.
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    جـيـش الأمــــة
    - بيـت المقـدس-
    17/جمادى أ ول /1429
    22/5/2008
    عكرمه المقدسي
    عكرمه المقدسي


    عدد المساهمات : 197
    نقاط : 390
    تاريخ التسجيل : 25/08/2009
    العمر : 74
    الموقع : http://www.al-amanh.net/vb/

    رسائل الأمه أول الغيث Empty فصـل الخطـاب ( 4 ) ~الجزء الأول

    مُساهمة  عكرمه المقدسي الإثنين يونيو 21, 2010 11:56 am

    جمادى أ ول /1429
    22/5/2008

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إهــداءٌ و بُشــرى

    مُنتدى الإعتصام للدعوة و المُناصرة والحوار
    :: يُقدم ::

    ~ فصـل الخطـاب ( 4 ) ~






    إهـــداء و بشــرى

    إلى المجاهدين بأموالهم وأنفسهم ، من المهاجرين والأنصار، وعلى كل الثغور

    إلى حفظة الأمانة من العلماء والمشايخ والدعاة وطلبة العلم

    إلى الأشراف والأعيان من أصحاب النخوة والغيرة والحمية على دين الله والأمة وكرامتها وعزتها

    إلى المفكرين ورجال الإعلام وأصحاب الأقلام الطاهرة

    إلى الغرباء الساهرين على نصرة دين الله والساعين لتطبيق شريعته

    إلى المنفقين في سبيل الله سرّا وعلانية ، والفاعلين في الأمة

    إلى كل مسلم ومسلمة أدرك الحق والحقيقة أو جهلهما

    إلى كل من ضلّت بهم السبل من مدنيين وأمنيين وعسكريين وأحزاب وجماعات

    إلى الحيارى ، والباحثين عن الحق والحقيقة ،

    والمترددين الذين لم يهتدوا بعد إلى : أي الفريقين أهدى سبيلا ؟

    إلى من يهمه أمر أمة الإسلام ،

    المطعونة في عقيدتها وكرامتها ، والمسفوكةدماؤها ، والمسلوبة حقوقها ووعيها ،

    والمستباحة ديارها وأعراضها

    فصل الخطاب

    هو فصلكم . وفصلٌ ﴿ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ ق : 3 ] فكونوا شهدا الله على الحق ، وبعده سيكون لنا معكم ، إن شاء الله ، لقاء .

    بسم الله الرحمن الرحيم




    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير الناس والخلق أجمعين ، وعلى من اتبعه وسار على هديه إلى يوم الدين


    قال تعالى :


    ﴿ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾

    َ [ التوبة : 105 ]


    نحــــن؟

    إذا سأل سائل : من أنتم ؟ فسنقول له :

    إننا لسنا دولة ولا تنظيما ولا حزبا ولا جماعة ولا حركة .

    نحن عقيدة وشريعة وفكرة لا تخرج عن أمر الله عز وجل ولا عن مصالح الأمة الشرعية .

    نحن طائفة آمنت بربها ، لا تقبل المهادنة ولا الخنوع ولا خرق الحكم الشرعي ،
    ولا بأي صفة كانت . نحن طائفة تحث الأمة على أن تقوم بواجباتها الشرعية ،

    وترى في الخيرين من رجالها رأس الحربة ضد طواغيت الأرض .

    وإننا أصحاب رؤية وذوو خبرة ،

    ولنا مشروعا نتوجه به إلى الأمة قاطبة في مشارق الأرض ومغاربها ،

    وحيثما وجد مسلمون .

    وإذا سُئلنا عن المجاهدين فسنقول بوضوح :

    هم على الثغور وبعضنا كذلك ، لكن أغلبنا يحمي الظهور . ولسنا بديلا عن أحد ، ولن نكون . فالجهاد عبادة ومن أوجب الفروض في هذا الزمان . أما المجاهدون فهم أخوة لنا ، وتاج رؤوسنا ، وهم منا ونحن منهم ، ولن نخذلهم أو نبخسهم حقهم أبدا . وهم ، في مختلف ساحات الجهاد ، يقومون بواجبهم على أكمل وجه ، ولهم فضل علينا وعلى الأمة لا ينكره إلا جاحد . ندعو الله لهم بالنصر والتمكين ، وأن يسدد رأيهم ورميهم ، وأن يفك أسراهم ويداوي جرحاهم ويواسي ثكلاهم ويرزقهم ويؤامن روعاتهم . ننتصر لهم ، ونفرح بفرحهم ، ونألم لألمهم ، وندافع عنهم ، ونترحم على المصطفين منهم . ومعهم سنجاهد ، جنبا إلى جنب ، في سبيل الله حيث يكون الجهاد علينا فرضا .

    إلامَ تسعون ؟

    إن المجاهدين ظُلِموا ، وشوهت صورتهم ، وتداعت عليهم قوى الظلم والبغي . ونرى أنهم استضعفوا ولم يجدوا من ينتصر لهم . وحوصرت الدعوة والجهاد ، فما علم بهما ولا عرفهما حق المعرفة إلا قليل من قليل من عباد الله . ولأن المشروع هو مشروع الأمة وليس طائفة منها فلا بد أن يوازي العمل الجهادي جهد شامل يستهدف توصيل الدعوة إلى الأمة ، وحشد طاقاتها ومنع استغفالها ، وجهد يحول بين الطواغيت واستضعاف المجاهدين أو الاستفراد بهم أو تجاهل جهادهم في أي زمان ومكان . هذه مهمتنا في كل بلد ومدينة وقرية وحي وشارع ومدرسة وجامعة ومسجد ومؤسسة أيا كانت . وهذا واجبنا تجاه كل جماعة وحركة وحزب وتنظيم وفرد وأسرة . لهذا فإن رؤيتنا ، بإذن الله ، تتكامل ولا تتعارض ، وتنتصر ولا تخذل ، وتدعو وتجاهد ، وتبني ولا تهدم ، وتبادر ولا تتنتظر .

    وماذا تقترحون ؟

    فصل الخطاب . فهو حصيلة سنين من التقصي والتحقق والتواصل والمتابعة والمفاصلة مع كل من استطعنا الاجتماع به ومحاورته .

    وكونه ينطق بخلاصة ما اجتمعنا عليه فقد أصبح ملك الأمة وليس ملكنا ، ولا هو حكر علينا . فما ورد فيه من أفكار هي من نصيب كل فرد وجماعة في الأمة .

    أما تطويره وما يحتاجه من تنقيحات وتزييدات ومقترحات ومناصحات وشروحات وآليات للعمل ، في كل مرحلة وبحسب الحاجة والظروف ، فهو من الواجبات .

    لكن أين أنتم ؟ وكيف نتواصل معكم ؟

    نحن موجودون في جزيرة العرب والعراق وبلاد الشام ومصر والسودان وبلاد المغرب الإسلامي ، وموجودون في بعض الدول الأوروبية والإسلامية . تواصلنا مع عشرات العلماء والدعاة والمفكرين والأكاديميين وطلبة الجامعات ورجال الأعمال وغيرهم ، وتحاورنا مع قطاعات واسعة مؤثرة في الأمة ، وما زلنا نواصل جهودنا . وليعذرنا من قصرنا في الوصول إليه والاجتماع به لظروف خارجة عن إرادتنا ، وبعون الله سنصل إليكم ، وإلى كل من استودع الله به ذرة خير ، فأبشروا ولا تقلقوا ، وأهل التوحيد أوسع مما تتصوروا ، فبشروا ولا تنفروا ، واحرصوا على جمع الأمة . ونقول للمجاهدين وأهل الجهاد : اثبتوا واصبروا وصابروا ، فوالذي رفع السماء بلا عمد لن تقرّ لنا عين وأنتم على الثغور . النصرة بعون الله وتوفيقه قادمة ، ومدد الأمة قادم ، وما النصر إلا صبر ساعة .

    حالنـــــا

    إذا كانت البداية من القدس ؛ فلأنها مسرى الرسول الكريم e ومعراجه ، ولأنها أولى القبلتين وثالث الحرمين ، ومجمع الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، ومولد بعضهم وقبلته ، ووجهة الصحابة والخلفاء والعلماء والمهدي المنتظر ، وصولة السيد المسيح عليه السلام ، ومقر الخلافة ، والأرض المباركة ، ومهوى أفئدة الأمة ورباطها ونبضها الحي ؛ فها هي تئن تحت وطأة قوى الاستكبار والكفر العالمي لأكثر من تسعين عاما ولا نصير! وها هم اليهود يتحدّون أمة المليار ونصف المليار من المسلمين ، بعد افتتاح ما أسموه بكنيس الخراب ، قائلين بأن الطريق إلى إعادة بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى باتت سالكة ! وها هم يتقدمون منذ أكثر من تسعين عاما ونحن نتراجع إلا من ثلة مؤمنة كتب الله ، عز وجل ، عليها الغربة في كل زمان ومكان . ثلة مجاهدة في سبيل الله ، تداعت عليها أمم الكفر ، ونالت من الظلم ما لم تنله أية طائفة ولو غمرتها طوام الانحرافات العقدية والشرعية . فلماذا ، يا أمة الإسلام والمسلمين ، فشلنا وصرنا غثاء كغثاء السيل ؟ لماذا صرنا متفرقين وعاجزين ومتخلفين وفقراء ومهزومين ومستغفلين ومخدوعين وأعداؤنا موحدون وفاعلون ومتقدمون وأغنياء ومنتصرون وفطنون؟

    يا أمة الإسلام والمسلمين

    لنقرأ قول الله عز وجل في كتابه الكريم ، وهو يصف اليهود ، ولنتأمل حالنا :
    يقول عز وجل : ﴿ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ﴾ [ المائدة : 13 ] وكأن الوصف فينا !
    ويقول عز وجل : ﴿ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ ﴾ [ الحشر : 14 ] أليس هو حالنا !؟
    ويقول عز وجل : ﴿ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ﴾ [ الفاتحة : 7 ] وحالنا كالمغضوب عليهم والضالين ضلالا بعيدا !
    ويقول عز وجل : ﴿ لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً ﴾ [ النساء : 53 ] ونحن لا ننتصر لديننا إلا نقيرا !
    ويقول عز وجل : ﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ [ البقرة : 100] فكم من العهود مع الله عزّ وجل نقضنا ؟ وكم من العهود حفظنا ؟

    كان الصحابة رضوان الله عليهم يخاطبون الرسول e بلهفة : عظني يا رسول الله .. عظني ! أخبرني عن أحسن الأعمال . علمني حديثا أو دعاء أدخل به الجنة . انصحني ! أما والقرآن ينزل فما يكاد أحدهم يسمع بآية حتى يخر ّ مغشيا عليه من هول ما سمع ، أو يصيح بأعلى صوته : هذه تكفيني .. هذه تكفيني !!! فما بالنا اليوم لا يكفينا كتاب الله وسنة رسوله ، ولا فعل السلف الصالح ، ولا كنوز العلم ، ولا مئات الفتوحات والغزوات ، ولا ثبات العلماء وسيرة القادة العظام ، ولا عزة الإسلام والمسلمين ؟ فإنْ كنا على المحجة البيضاء ؛ فما بالنا نلدغ من ذات الجحر مرات ومرات ولا نتعظ ؟ وما بالنا نلقي السمع والطاعة لمن يزين لنا الباطل ؟ إذا كان هو الشوق إلى الجاهلية فمن هو ﴿ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [ المائدة : 50 ] ؟ وإذا كان هو زخرف الدنيا فعلينا أن نتحمل وعيد الله في كل فرد فينا وليس الأمة فحسب : ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [ طه : 124 ] ؟ أما من لم يتق الله و ﴿ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [ البقرة : 206 ] ؟ ولأننا لا نرضى بهذا المصير في الدنيا والآخرة فقد آن الأوان إذن أن نتق الله ، ويكون لنا قلوب ، ونلق السمع ونحن شهداء .

    يا أمة الإسلام

    إننا في هذا الفصل مدعوون لإبراء الذمة أمام الله تجاه طائفة فاعلة من الأمة ، ويَعُزُّ علينا أن تبقى أسيرة الهوى في التعامل مع قضايا الأمة المصيرية وعقيدتها . ونقول لها : إننا لما نتحدث عن ماضينا وحاضرنا أو ننتقدهما أو نتبرأ منهما فلا يعني أننا ننكرهما ، فأحداث التاريخ لا يمكن نكران وقوعها، وأنّى يكون لنا أو لغيرنا ذلك !؟ فما مضى من أفعال ومعتقدات باطلة وسلوكات مشينة وتحالفات جاهلية وقتال تحت رايات عمية هو جزء حقيقي من بقايا التاريخ الذي تعيشه الأمة . لكن إن كان في الأمة من أخطأ وانحرف فقد أخطأ وانحرف . وإنْ وقعت طائفة من الأمة في الكفر والباطل فقد تكون فعلت بعلم أو بجهل ، ومن أفضى منها إلى ربه فالله أحق به وأولى . أما من بقي منها على قيد الحياة فليس له إلا أن يلجأ إلى الله ويسأله العفو والمغفرة ، فخير الخطائين التوابون . لكن أن تحيط هذه الطائفة ، كلها أو جزء منها ، تاريخها وبقاياه من الحاضر بهالة من التقديس والتبجيل ، فلا يأتيه الباطل من خلفه ولا من بين يديه ، وكأنه مساو لدين الله أو فوقه ، أو تبرير الباطل بدعوى الوفاء والإخلاص فهذا هو الضلال والهلاك بعينه .

    من حق الله علينا أن نتقيه في أنفسنا وأمتنا ونضع الأمور في موازينها الشرعية وليس بما تهواه الأنفس أو تظنه حقا ، هذا قبل أن يحل غضب الله علينا ، وتتداركنا سنة الاستبدال ، فنخسر الدنيا والآخرة . من حق الله علينا أن نتوقف عن الأوهام وحمل الأوزار رحمة بأنفسنا ، ولنسارع في التوبة حتى لا يطول علينا الأمد فتقسو قلوبنا ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [ الحديد : 16 ] ؟ أما آن الأوان بعد !؟

    يا مسلمين ، يا عباد الله .. قليلا من الحكمة !!

    فنحن مسؤولون فقط أمام الله ، وموقوفون بين يديه يوم ﴿ لَّا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ﴾ [ الروم : 57 ] . أما الوفاء للتاريخ أو الجماعة أو الفرد أو الحاكم ، بغير الحق الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو الهوى بعينه ، حيث الركون إلى الكذب والغفلة والإفراط في الأمر والضلال وظلم النفس والخسران في الآخرة . فإن كان ثمة من يحتمل هذا الاختيار وهذه النهاية فليتأمل هذه الآيات الكريمة ، وليقصص ماضيه على نفسه ، وليتفكر به ، ليرى موضعه منها بلا أدنى رياء :

    ﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف : 176]

    ﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ﴾ [الكهف : 28]

    ﴿ فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى ﴾ [طه : 16]

    ﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً ﴾ [الفرقان : 43]

    ﴿ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [القصص : 50]

    ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الجاثية : 23]

    لأنه لا نجاة لمن اتبع للهوى ؛ فالحق أحق أن يُتَّبع . وعليه ، فما وافق الشرع أخذنا به وأثنينا عليه وما خالفه علينا أن ننبذه وراء ظهورنا ولا كرامة له . ولما يكون رضا الله هو أقصى ما يتمناه مسلم أو مسلمة فما من حاجة بنا لكي نتبع الهوى . فلن نخرق به الأرض ولن نبلغ الجبال طولا .

    إذن ، لا بد من خلوة يراقب فيها المسلم نفسه ويحاسبها ، وهذا ليس عيبا ولا ضعفا ولا فشلا ولا نقيصة ولا ضلالا ولا حسرة ولا خسرانا ، وكيف يكون ذلك والله عز وجل حذرنا من ﴿ إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ﴾ [ يوسف : 53 ] ؟ فلنبتعد عنها ، ولنتمسك ﴿ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ﴾ [ القيامة : 2 ] فعسى أن نفوز فوزا عظيما ونكون من أصحاب ﴿ النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴾ [ الفجر : 27 ] . ولنكن من الجرأة والشجاعة بحيث نتبع الحق وليس غيره . هنا ، في مثل هذه المواقف ، يتجلى سمو العقل والتعقل ، بل قل منتهى الحكمة ، ﴿ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ﴾ [ البقرة : 269 ] .

    قـتــالنـــــا

    لقد نجح الصليبيون واليهود في غزو ديارنا واستباحة حرماتنا وسفك دمائنا وهتك أعراضنا ونهب ثرواتنا وتدنيس مقدساتنا ومحاربة ديننا وتحريف عقيدتنا وهدم نظامنا وتدمير مجتمعاتنا ، وفرضوا علينا الجهل والتخلف والفقر ، واستضعفونا وامتهنوا كرامتنا حتى أنهم أنكروا علينا الدفاع عن أنفسنا وعقيدتنا وأعراضنا ، ولما حاولنا رد عادياتهم اتهمونا بسفك الدماء والإرهاب والوحشية وأعداء الإنسانية ! فهل يحق لهم أن يتسلحوا ويتقدموا علميا ويغزوننا في عقر ديارنا وينهبوا خيرات بلادنا وثرواتنا ويكون محرما علينا ردهم؟ أو مدعاة لفتنة !!؟ هل تجيز لهم شرائعهم أن يحاربوننا في ديارنا ، وعلى كل الجبهات ، ويشوهوا عقيدتنا ، ويحرمونا من التمتع بعبادة الله ، ويشقُّوا علينا في حياتنا ، ويطاردوا دعاتنا ، ويسجنوا علمائنا ، ويغلقوا مساجدنا أو يهدموها وليس في شريعتنا ما يجيز لنا قتالهم !؟ هل يحق لهم أن يمارسوا علينا الإرهاب بينما نوصف نحن بالإرهابيين !؟

    أبداً .. أبدا . فالجهاد فرض علينا أمة المسلمين . ولمّا يكون حق لنا وعلينا رد العدوان ، وقهر الطغاة والطغيان ، فما من مرشد لنا وموجه ؛ ولا من سبيل للظفر على الظلمة والمبدلين لشرع الله إلا بالاحتكام إلى شريعة الإسلام . أما محاربة الجهاد وأهله فليس من شريعتنا وفضائلنا ، بل هو تحريف لشرع الله ، وجرأة من المخلوق على الخالق ، ولا يقول به أو يدعو إليه إلا جاحد بسنن الله وشرعه ، ومفرط بحقوق الأمة ، ومخذل لها ، ومحرف للكلم عن مواضعه ، وموالي للكفر وملله ، وعدو لله ورسوله والمؤمنين .

    لكن هل قاتلنا لدفع الصائل ؟ وهل جاهدنا في الله حق جهاده ؟ وهل انتصرنا لديننا أو للمستضعفين ﴿ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا ﴾ [ النساء : 75 ] ؟

    لعلنا قاتلنا بالأمس ! نعم . أما أننا جاهدنا ففي المسألة تفصيل كثير . فقد مضى على الأمة عشرات العقود وهي غائبة عن دينها وعقيدتها حتى جهلت وأٌضِلَّت عن سواء السبيل ، ولم تعد تعرف من أحكام دينها ما يكفيها للتمييز بين التوحيد والشرك ، بين الحق والضلال ، بين الحلال والحرام ، بين الخطأ والصواب ، فقاتلت وحالفت أعداء الله والأمة ، وساومت وتوسلت النصرة منهم . فإذا هي تقع فريسة سهلة بيد الصليبيين واليهود والملاحدة والوثنيين .

    قاتلنا ! نعم . لكن على أرضية العدو وبشروطه وراياته وشعاراته ومؤسساته وثقافاته ، وأخذنا بنماذجه وأساليبه وأقواله وأفعاله ومذاهبه وفلسفاته ونصائحه وتوجيهاته ، فجاءت الرايات مطابقة لهوى أعدائنا ، وخادمة لمصالحه ، سواء علمنا ذلك أو جهلناه . فالماركسية واللبيرالية والقومية والوطنية وسائر صنوف المذاهب العلمانية كلها رايات عمية جاهلية ليست من الأمة ولا من تاريخها ولا من عقيدتها .

    قاتلنا ! نعم . وخضنا معارك شرسة ، وقدمنا ملايين الضحايا من القتلى والجرحى والأسرى والمشردين والمطاردين ، ومع ذلك خسرنا وازددنا ذلا على ذل وهوانا على هوان وضلالا على ضلال ! لأننا قاتلنا بلا ولاء أو براء إلا للتنظيم والجماعة والقائد والأيديولوجيا والحمية والهوى وليس لله ولا في سبيل الله حتى لو كانت الراية المرفوعة إسلامية ! هنا يكمن سر الفشل لمن تجرد للحق ونبذ الباطل ولم يكابر ، وراقب قول الله عز وجل : ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ ق : 37 ] . فبعض قوى الأمة ، العلمانية والإسلامية ، علمت أم جهلت ، صنعها الاستعمار على عينه . وبعضها الآخر اجتهد من عنده ، وظن أنه أحسن عملا ! والحق أن أغلبها ، إلا من رحم الله ، قوىً ظهرت في عقر دار سايكس – بيكو ، وعملت بمقتضى ما فرضته علينا من شروط ومنجزات مزعومة يتم تسويقها على شكل :
    -أشباه دول ، وأوطان مصطنعة ، ومجتمعات مفككة ، وشعوب خانعة .
    -حكام طغاة ، وحكومات فاسدة ، وزعامات متناحرة ، وأحزاب فاشية .
    -جماعات إسلامية ضالة ، وأخرى هدامة ، وجماعات ملحدة .
    -أيديولوجيات مستوردة ، وولاءات غريبة ، وتحالفات ظالمة .
    -فساد وإفساد ، ضعف واستضعاف ، عجز ووهن ، استعباد وعبيد ، نهب ونهابون ، ترف ومجون ، تحلل خلقي وقيمي ، تغريب وتهجين ، تفكيك وتفتيت ، ضياع وضلال ، مسلمين وملحدين ، وطنيين وخونة ...

    قاتلنا ؟ نعم . قاتلنا ! لكن ما حررنا أرضا ولا نصرنا مستضعفا ولا انتصرنا . أكثرنا كنا وما زلنا ضحايا الجهل والهوى ، وأغلب ضحايانا بفعل أيدينا . فقد قتلنا بعضنا ، وسفكنا الدماء الغزيرة دفاعا عن الوحدة الوطنية ، و دفاعا عن القرار الوطني المستقل ، ودفاعا عن القائد الملهم ، ودفاعا عن كرامة الأمة ، ودفاعا عن التراب الوطني ، ودفاعا عن الأيديولوجيات الشرقية والغربية والوطنية ، ودفاعا عن الحزب والحركة والجماعة والتنظيم ، ودفاعا عن الأمن والاستقرار ، ودفاعا عن الثورة ، ودفاعا عن المصالح العليا للأمة ، ودفاعا عن الثوابت ، ويا لها من ثوابت! ، وبالوكالة ؛ دفاعا عن بندقية مأجورة!

    هكذا قاتلنا فيما مضى ولمّا يزل بعضنا يظن أنه يحسن صنعا ! فكيف يكون هذا والأمة وقواها تتعرض لاغتراب واستلاب واختراق في عقيدتها وأخلاقها وقيمها وديارها !؟ كيف تكون الأمة على الحق وكل ما لديها شواهد وتجارب مريرة وانحطاط بين الأمم !؟ كيف تكون الأمة على الصراط المستقيم ولا تدري هل هي في صف المجاهدين دفاعا عن نفسها والعقيدة والدين !؟ أم هي في صف الطواغيت من الصليبيين واليهود والمنافقين والملحدين والوثنيين !؟ أمة لا تدري هل هي حقا في صف الوسطية والاعتدال والتسامح ؟ أم هي في صف الانحراف والتزلف والمهادنة والخنوع !؟ أمة توازن بين الحق والمصالح والأهواء فتغلبها الدنيا ! أمة سهَّلت على الأعداء والطغاة والزنادقة أن يسوقوها إلى حيث الهلاك المحتم ولا تحرك ساكنا ! أمة منكوبة ، تائهة ، عاجزة ، مضلَّلة وضائعة لا تدري أي السبل أسلم لها . فما العمل ؟ وما السبيل إلى الحق ؟

    الأســاس العقــدي

    إننا نرى أنه ما من مخرج لهذا التيه والضلال إلا بالوقوف على أرضية عقدية سليمة لا تقبل المهادنة ولا بأنصاف الحلول ولا بأية عقيدة من أية جهة كانت . فالتوحيد والولاء والبراء قبل كل شيء ، ثم الاعتصام بحبل الله بعيدا عن أية مسميات أيديولوجية لم تجن منها الأمة سوى الهزائم والهوان . فما من عقيدة لنا إلا عقيدة أهل السنة والجماعة . وما من مرجعية لنا إلا كتاب الله وسنة رسوله e . نتبع ما أمرنا به ونجتنب ما نهانا عنه . وبناء عليه : علينا أن نتوقف ، وإلى الأبد ، عن أي فعل أو سلوك لا يتوافق والحكم الشرعي مهما زينه لنا الشيطان ، وعلينا أن نتوقف ، وإلى الأبد ، عن الاستعانة بأية عقيدة أو مصطلح أفرزته لنا منظومة سايكس – بيكو ورموزها مهما اعتقدنا صوابه . علينا أن ننبذ من أعماق النفس خشوع الرياء بكل صوره .

    فالقومية كذّبها الواقع ، والماركسية ماتت في منابتها ، والوطنية تصالحت مع خصومها وأعدائها ، والإسلام الوطني ينحرف ويحتضر وهو في الطريق إلى حيث انتهت الوطنية . ومع انهيار الأيديولوجيات والتحريفات والأساطير والشعوذات والبدع انكشفت فرق وطوائف وجماعات إسلامية مبتدعة ومتحيزة ومحرفة لدين الله ومعادية للأمة في تحالفاتها مع قوى الكفر والطغيان . وشاءت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يتوالى ظهور هذه القوى ، طوال العقود الماضية ، حتى إذا ما خَبِرتْها الأمة واستيقنت من بطلان عقائدها ودعاواها ، واقعا وسلوكا واعتقادا ، وبانت سوآتها وانكشفت أستارها من عجز وفساد وإفساد تَنزَّلت رحمة الله على الأمة لتشق طريقها نحو عقيدة التوحيد ، صافية نقية لا تشوبها شائبة . وما هي إلا بضع سنين حتى ظللت رحمة الله عز وجل الكثير من أفرادها وقياداتها التي عادت مجددا إلى فطرتها وعقيدتها بعد عقود من الانحراف أوقعها في الإلحاد أو الكفر أو الردة من حيث تدري أو لا تدري . ومن هؤلاء من يصول في ساحات الدعوة والجهاد والإعلام إلى يومنا هذا ، ولا يرجوا إلا رحمة ربه وعفوه ، ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .

    إنه ، يا أمة التوحيد ، دين الله وليس دين سايكس – بيكو ولا دين أمريكا ولا دين اليهود ولا دين المجوس ولا دين الوثنيين ولا دين العلمانية ولا دين المنافقين والمرتدين والمبدلين لشرع الله . إنه دين التوحيد كما نزل من فوق سبع سموات على محمد e ، إنه دين الحرية والتحرر من الأصنام والأوثان ، ومن حقنا أن نفخر به ونفرح ونعتز ، وننعم بفضل الله علينا به .

    إنه ديننا وليس دينهم ، إسلامنا وليس إسلامهم ،

    عقيدتنا وليس عقيدتهم ، شريعتنا وليس شريعتهم ،

    توحيدنا وليس شركهم ، تراثنا وليس تراثهم ، علماؤنا وليس علماؤهم ، فقهنا وليس فقههم ،

    أخلاقنا وليس أخلاقهم ، مفاهيمنا وليس مفاهيمهم ،

    قدواتنا وليس قدواتهم ، جهادنا وليس مقاومتهم ،

    رموزنا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والقعقاع وزيد والمثنى وجعفر وصلاح الدين وقطز ويوسف بن تاشفين وعمر المختار والقسام

    وليس رموزهم ماركس ولينين وماو تسي تونغ وهوشي منه وجيفارا وجياب وقسطنطين زريق وعفلق ،

    حاكمية الله وليس حاكمية البشر ،

    عبوديتنا لله لا عبوديتهم ، ولاءنا وبراءنا لله ولرسوله والمؤمنين وليس لطواغيت الأرض ،

    أرض الله وليست أرضهم ، تقوانا لا ألواننا ،

    اعتصامنا بحبل الله لا بحبالهم ، أخوتنا في الله لا في الوحدة الوطنية ،

    سياستنا الشرعية لا سياساتهم الوضعية ،

    المصالح والمفاسد وليس العصبية والتهور ،

    الشورى وليس الديمقراطية ، التوكل على الله وليس على موازين القوى ،

    النصر بفضل الله لا بفضل الرأي العام والشرعية الدولية والتحالفات الكاذبة ،

    القلة وليس الكثرة ، الصبر على البلاء والمحن وليس الهزيمة والقنوط من رحمة الله ،

    الثبات وليس الصمود ، الإقبال وليس الإدبار ،

    العزيمة وليس الخور ، الشجاعة وليس الإرجاف ،

    النصرة وليس التخذيل ، الرحمة بالمؤمنين والشدة على الكفار والمشركين ،

    غزواتنا وفتوحاتنا وليس حروبهم ومعاركهم ،

    أمة التوحيد لا أمم الأوطان والجنسيات .

    هذا هو أساسنا العقدي الذي ينبغي علينا استعادته

    لننطلق منه ونبني عليه ونجتهد بكل السبل لإشاعته في الأمة وتوطينه في النفوس والقلوب .

    فلو عرفته الأمة حق المعرفة لما أنكرته ،

    ولما حاربته ، ولعلمت حقا أنه مصدر فخرها وعزتها وخلاصها وسر وجودها ،

    ولأدركت كيف أن الطواغيت خدعوها وغدروا بها لعقود طويلة من الزمن ، وبدلوا لها دينها وضيعوه وأوردوها المهالك .

    وهذا هو الأساس العقدي السليم الذي يهيئ لعودة الخلافة الراشدة .
    فقد قال رسول الله e :
    ﴿ تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون مُلكاً عاضاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون مُلكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة تعمل في الناس بسنة النبي ويلقى الإسلام جراءة في الأرض يرضى عنها ساكن السماء وساكن الأرض لا تدع السماء من قطر إلا صبته مدراراً، ولا تدع الأرض من نباتها ولا بركاتها شيئاً إلا أخرجته ﴾ . ذكره حذيفة مرفوعاً ورواه الحافظ العراقي من طريق أحمد وقال هذا حسن صحيح . وروى الحديث أيضًا الطيالسي والبيهقي في منهاج النبوة، والطبري ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، وحسنه شعيب الأرناؤوط .

    فالخلافة الراشدة التي بشر بها e الأمة هي ذلك النظام الذي ساد المجتمع في عصر الصحابة رضوان الله عليهم ، وهي واقعة لا محالة . ولا ينفع التشكيك بها أو نكرانها من أية أيديولوجيا أو مذهب وضعي . ولا ينفع الركون إلى تنظيرات العلمانيين ولا فلسفة المتفلسفين مهما زينوا الباطل أو حسبوه حقا . مجتمع الخلافة الراشدة قادم بعز عزيز أو بذل ذليل . وكأننا نلمح تباشير تلك الفترة القصيرة قد بدأت تلوح في الأفق كلما تراءت لنا عقيدة التوحيد ، يوما بعد يوم ، وهي تسري في عروق طائفة من الأمة لم تفرط بدينها ، ولا بأي حكم شرعي ، وهي تعض بالنواجذ على عقيدة الولاء والبراء مهما تعرضت للظلم ، وكلما وجدت من يعقلها في الأمة ، ويعمل على إشاعتها وتوطينها في القلوب والعقول .

    من العبث والجهل أن نتحدث عن مجتمع خلافة راشدة ، وعلى منهاج النبوة ، ولا يسبقه ولاء وبراء صارمين يتصديان لكل التأويلات الفاسدة ، ولكل الأشكال المميعة للإسلام ، المبَعِّضَة له حينا والمبدِّلة له حينا آخر ، والمفروض على الأمة . ولاء وبراء لا يتقبلان أدنى تفريط بحق الله ثم بحق أي موحد على وجه الأرض . مجتمع راشد يضع حدا للفرق الضالة ، وينبذ أصحابها ودعاتها ، ويعزلهم عن أي تأثير في الأمة . فإن كانت حجج البعض تتوقف عند شهادة هؤلاء بالشهادتين فما من تثريب إذن على من سبقهما أو لحقهما من عشرات الفرق المنحرفة التي تشهد بهما الإسماعيلية والبهائية والقبورية والرافضة والدرزية والهررية وغيرها التي تطاولت حتى على الشهادتين كالقاديانية وأمثالها !؟













    التوقيع
    لقد أصبحت المعرفة أهم أسلحة هذا العصر .

    ولا يمكن أن يقود الجهلة هذا الصراع

    مهما كان من إخلاصهم المفترض

    الأسير المفكر ابومصعب السورى فك الله أسره
    عكرمه المقدسي
    عكرمه المقدسي


    عدد المساهمات : 197
    نقاط : 390
    تاريخ التسجيل : 25/08/2009
    العمر : 74
    الموقع : http://www.al-amanh.net/vb/

    رسائل الأمه أول الغيث Empty رسالة فصل الخطاب : رسائل الامة الجهادية (4) مفرغة**** الجزء الثاني

    مُساهمة  عكرمه المقدسي الإثنين يونيو 21, 2010 12:00 pm

    ***رسالة فصل الخطاب : رسائل الامة الجهادية (4) مفرغة****
    ________________________________________
    العمـق الدفاعـي

    نجح طواغيت الأرض في عزل قيادات الجهاد عن الأمة ، والتضييق على الدعوة ، ومطاردة الموحدين ، وقطعوا حبل التواصل بينهما ، وسار على نهجهم ، جهلا أو علما أو بفعل تقاطع مصالحهم ، علماء ومثقفون وكتاب ومفكرون ووسائل إعلام مرئية ومسموعة ومكتوبة ، إخبارية وإباحية ، ومراكز أبحاث ودراسات وهيئات ومؤسسات وأجهزة استعلام واستخبار ، وجماعات إسلامية وحزبية وحركات تحرر وطنية وقومية ورموز وقيادات وعلماء وفقهاء وحتى من عامة الناس . كل هؤلاء وأمثالهم وظفوا كل ما لديهم من إمكانيات مادية وطاقات جبارة ليشكلوا دروعا وحواجز وعيونا وآذانا للفصل بين الأمة ومجاهديها ، وللحيلولة بين الأمة وعقيدتها الصحيحة ، كل هؤلاء دافعوا عن امتيازاتهم وما يقدمه لهم الطواغيت من فتات الدنيا وهلاك الآخرة ، وصدق الله عز وجل وهو يقول في أمثال هؤلاء : ﴿ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً ﴾ [ النساء : 120 ] . هؤلاء باعوا الأمة وأسلموها لأعدائها ، طوعا أو كرها ، وتركوها تتخبط في الفقر والظلم والبؤس والذل والجهل والتجاهل .

    وكي يصلوا إلى أهدافهم أنفقوا الأموال الطائلة ، واستعملوا ما لديهم من مغريات ودهاء وحيل وأساليب شيطانية ، بالترغيب تارة والترهيب تارة أخرى ، لتحقيق عملية العزل والفصل ولو بصورة فاضحة ومخزية وظالمة كسجن العلماء والدعاة والمشايخ وطلبة العلم والمنصفين من الأمة أو التربص بهم وملاحقتهم ، أو باستعمال القوة المسلحة إذا اقتضى الأمر دون أي رادع من ضمير أو دين . واتضحت ملامح الحرب على دعاة التوحيد والمجاهدين باتباع الطغاة سياسة الاستئصال الفوري ، فما أن تظهر جماعة فيها بضعة عشرات من الأفراد إلا وتعلن الحرب عليها وتجري تصفيتها قبل أن تلتقط أنفاسها . وهكذا صار المجاهدون بلا عمق ولا نصير ، وضاقت عليهم الأرض والأمة بما رحبتا ، وبدوا كالأيتام على موائد اللئام ، إلا من مساحة إعلامية ، على شبكة أخطبوطية ، تلوذ بها قلة قليلة من الفارين بدينهم ، غرباء هذا الزمن ، تحركهم العاطفة الإيمانية أو المبادرات الفردية التي لا تتعدى نصرتها أقرب المقربين لها أكثر مما تحركهم الخبرة والتنظيم والتخطيط . فهل هؤلاء وحدهم كل الأمة ؟ وهل من العدل والإنصاف والدين أن يتحمل هؤلاء وحدهم عبء الدعوة والجهاد ؟

    الواقع بين لنا أن هنالك الكثيرون ممن ينهجون ذات المنهج ، وفيهم علماء ومشايخ ومفكرون وقادة ومتخصصون وأساتذة واقتصاديون وإعلاميون ومجاهدون ضاقت عليهم السبل ، وأفراد وجماعات وفقراء وأغنياء وجمعيات ومؤسسات وشركات ... ، لكنهم ، بسبب شراسة الهجمة وشموليتها وسعتها ، حذرون ومتوجسون ومنقطعون عن التواصل فيما بينهم . ولما تحدثنا إلى بعضهم وجدنا قلوبا عامرة بالإيمان ، وديارا مفتوحة ، ورغبة في العمل ، واستعدادا للبذل والعطاء والتضحية . وظهر لنا أن الجميع على خط التوحيد النقي ، فالإيمان والأفكار والقناعات والهواجس والمشاعر واحدة لا مراء فيها .

    مثل هؤلاء لم يجدوا من يثقوا به أو يتحدثوا إليه ، لأنهم منقطعون عن التواصل ، ولا يجمعهم أي إطار ، فهم مستضعفون في بيئاتهم ، وهم بحكم الواقع وطغيانه كائنون في مؤسسات الدولة أو في بعض الجماعات الإسلامية أو حتى لدى الحركات الوطنية ، وتربطهم علاقات اجتماعية وثقافية وسياسية وإعلامية وأكاديمية واقتصادية بشتى مناحي المجتمع والدولة حيث يتواجدون . ولأنهم كذلك ، وهو حال الأمة كلها ، فهم قلقون أشد القلق من تصنيفهم في خانة خدم الطواغيت أو المنافقين أو المرتدين بينما هم أشد أعدائهم . وفي المناقشات معهم كنا صريحين بالإشارة إلى أن تيار التوحيد في الأمة يشهد حربا ضروسا ، وبالتالي من غير المعقول ألا يتواجد العملاء والخونة والغلاة والجهلة ، ومن العصمة ألا تقع الأخطاء وتصدر التأويلات الفاسدة من هنا وهناك ، فحتى مجتمع النبوة وليس الخلافة الراشدة فحسب لم يخلوا من الغلو والأخطاء والجهل ، لكن يبقى الخلاف والاختلاف بين الجميع تحت خيمة التوحيد وليس على التوحيد .

    وكلنا بحاجة إلى الأمة ، وبحاجة إلى طاقاتها ، وبحاجة إلى إمكانياتها ، وبحاجة إلى جهدها ، فما تعيشه الأمة ليس اختيارا منها ولا هو من أمانيها وطموحاتها . فلا هي اختارت دول سايكس – بيكو ، ولا هي اختارت قياداتها ، ولا هي سعت إلى أعدائها ، ولا هي بدَّلت دينها ! بل هي تعيش واقعا أفرزته مئات السنين من الضلال والفتن والجهل والتخلف حتى غفلت عن دينها ، ثم سيقت ، بأيدي الطغاة ، إلى مصائر الخور والعجز والهلاك دون أن تجد من يمد يده إليها إلا قليلا . وعليه فإن دعوتنا تقرأ التاريخ وتحاول أن تفقه الواقع بعيدا عن أية مكابرة أو تنطع ، وترى أن الاتصال بالجميع والتقرب من الناس ومحاورتهم وتوعيتهم وتشجيعهم من أوجب الواجبات .

    فهنالك قطاعات واسعة وفاعلة تنتظر لحظة الوصل ممن يأخذ بيدها ، ويواسيها في عجزها ويشجعها ويزرع الثقة فيها ، وينير لها الطريق ، ويعزز ما لديها من إيمان ، ويبين لها الحق من الضلال والخطأ من الصواب والحلال من الحرام ، ويوظف ما لديها من طاقات تتحرق شوقا لإفراغها فيما يرضي الله وينتصر لدينه ، لا أن يتجاهلها أو ينفِّر منها أو يشكك بولائها وبرائها ، أو يعيب عليها ما تجهله أو تعجز عن القيام به في مرحلة ما كالجهر في دعوتها وقناعاتها وتنزيل الحكم الشرعي على الحاكم أو المنافق أو المرتد . كما أن الناس اعتادت ، منذ عشرات السنين ، على أقوال وأفعال لا تدري حقا مدى شرعيتها من حرمتها ، وبعض الناس تجتهد من عندها بما لديها من علم وخبرة وقد تتسبب بأضرار ، وتقع في المحظورات الشرعية فيما تحسب أنها تحسن صنعا .
    هؤلاء القوم من الناس يعيشون الغربة والوحشة كما يعيشها المجاهد والمناصر والمتعاطف والمحب ، وعلينا أن نكون منصفين معهم مثلما نطالبهم وغيرهم أن ينصفوا الجهاد وأهله ، وأن يتقوا الله في أنفسهم وأمتهم ودينهم . هؤلاء ليسوا أنبياء لكنهم يحبون الاقتداء بهم ، وليسوا صحابة لكنهم يبحثون عمن يصحبهم ، وليسوا أشرارا بل أخيارا ، وليسوا مذبذبين إلى هؤلاء أو إلى هؤلاء بل من صميم أهل السنة والجماعة ، هؤلاء من أهل الحق حتى لو وقعوا بأخطاء شرعية وليسوا من أهل الباطل ، هؤلاء هم صلة الوصل بين الأمة ومجاهديها ، هؤلاء هم القاعدة العريضة والحاضنة ، وعليهم ستقع مسؤولية حمل الدعوة والتبشير بها وحماية الجهاد وأهله حتى لا يظل المجاهدون غرباء وحدهم في الميدان ، وحتى لا يستفرد الطغاة بهم وبالأمة . فلما يدرك الطغاة أن للدعوة عمقها الدفاعي فلن يستطيعوا ملاحقة كل الناس ولن يستطيعوا سجن الأمة . هذا ما يجب أن نعمل عليه حتى يكون للأمة حصونها وقلاعها التي تستعص على الكسر ، وحتى تصير الدعوة لسان حال الأمة وسلاحها الفتاك في وجه كل الطواغيت .

    الشـراكـــة

    يقول الله عز وجل في محكم التنزيل : ﴿ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [ التوبة : 36 ] .

    هنا يكمن سر العمل وجوهره وسَمْته وقوته وأصل نجاحه .

    فالواقع لا يؤكد ولا يشير فقط ، بل يصرح ، قولا وفعلا ،

    أن المشركين اليوم في كل مكان من العالم يقاتلون المسلمين كافة حيثما كانوا وبالوسائل كافة .

    فهم يقاتلوننا بالقوة المسلحة ويغزون ديارنا ويقتلوننا ويستبيحون أعراضنا ،

    ويقاتلوننا أمنيا وسياسيا ، ويقاتلوننا عبر المؤسسات الدولية التي اخترعوها لتكون منابر لهم ولتحقق أغراضهم ومشاريعهم ، ويقاتلوننا في العلم حيث يتقدمون ، ويصرون على تجهيلنا ، ويقاتلوننا في الاقتصاد والتنمية والتجارة ،

    ويقاتلوننا في وسائلهم الإعلامية ومراكز أبحاثهم وجامعاتهم ، ويقاتلوننا في ديارنا بتنصيب الطواغيت حكاما وتسليطهم على رقابنا ، ويقاتلوننا في عقيدتنا وديننا ، ويقاتلوننا في أخلاقنا وثقافتنا وقيمنا وأعرافنا وتقاليدنا وحرماتنا ، ويقاتلوننا بفرض قيمهم وقوانينهم وثقافتهم علينا ، ويقاتلوننا لردنا عن ديننا والدخول في ملتهم ، ويقاتلوننا بتأليب الأقليات والطوائف والأعراق الكافرة والمشركة والوثنية علينا ، ويقاتلوننا باغتصاب بلداننا أو احتلالها أو سرقتها أو نهبها ، ويقاتلوننا بالدس علينا وزرع الفرقة وبث الفتن بيننا وبإغراءات لهذا الطرف ضد ذاك .

    إنهم يقاتلوننا مجتمعين بكل ما لديهم من قوة وأدوات وآليات ووسائل

    بينما نقاتلهم نحن ، بما توفر لدينا ، متفرقين ومختلفين ،

    وباستعمال شعاراتهم وأفكارهم . وفيما كان بعضنا ،

    يقاتلهم وهو يرفع شعارات صنعوها لنا كالتحرير والاستقلال

    والوحدة الوطنية والوحدة العربية وحق تقرير المصير والسيادة والعلم الوطني ؛

    كان آخرون منا يتحالفون معهم بحجة التنمية والتقدم والمصالح المشتركة والعدالة والحرية والاشتراكية والصداقة والتعاون والتوازن الاستراتيجي .

    ومضى على حالنا هذا عشرات السنين ،

    وبدلا من أن نتحرر ازددنا استعمارا وغزوا واحتلالا وخضوعا وتبعية ،

    وتمزقنا شر ممزق ، فتصالحنا مع الأعداء أو سعينا ،

    وما زلنا كذلك ، وتحولت قيادات منا إلى عملاء ،
    وتهاونا في مصائرنا ، واستهزُئ بنبينا e ،
    وشرعنا نتوسل رضا الطواغيت ، وصار الكثير منا يتبع الأعداء

    حتى إذا ما دخلوا جحر ضب دخلوه معهم .

    أما العقل والشرع فيقولان أن علينا أن نقاتلهم كافة كما يقاتلوننا كافة .
    ولنتق الله في ديننا وحالنا . فليس بين هؤلاء صديق ولا حليف . فمن ظنناه ، في غفلة من الزمن صديقا غزا ديارنا واستباح أعراضنا ، ومن ظنناه حليفا امتص دماءنا وغدر بنا .

    وها هم إخواننا المجاهدون أدركوا الحق ، وغدوا يقاتلونهم في كل مكان استطاعوا الوصول إليه . ونحن نرى أنهم يقومون بواجبهم الشرعي نيابة عن الأمة وحدهم ، وهذا ظلم لهم ولنا . ولأننا أمة واحدة ، وكي نكون في ذات المنهج ،

    وعلى نفس القدر منهم فإننا نقترح أن يكون الجميع فاعلين لا عاجزين : شركاء في دفع الصائل ، وشركاء في القيادة والإمارة ، وشركاء في العمل ، وشركاء في التخطيط ، وشركاء في القتال ، وشركاء في القرار ، وشركاء في التضحيات ، وشركاء في المسؤولية ، وشركاء في العلم والمعرفة والثقافة ، وشركاء في الإعلام ، وشركاء في الحي والمدرسة والجامعة ، وشركاء في المؤسسة ، وشركاء في الاقتصاد ، وشركاء في التجارة ، وشركاء في الحب والبغض في الله . شركاء في كل ما يرضي الله وأهل الإيمان ويغيظ الكفر وأهله .

    إننا والمجاهدون وكل الموحدين في هذه الأمة لا نطالب أن يكون هنالك متعاطفون ولا مناصرون أو ممولون بلا مسؤولية أو شراكة فعلية كاملة غير منقوصة . فالمسلمون تتكافأ دماءهم وهم يد على من سواهم . والممول ، مثلا ، هو مجاهد كما المجاهد بنفسه . وليس من العدل والإنصاف النظر إليه وكأنه حصالة نقود . وفي نفس الوقت لا يجوز أن يكتفي القائم على المال بتقديم ماله ليرفع الحرج عن نفسه أو يستعمله لإبراء ذمته أمام الله وكأن مسؤوليته تنحصر فقط ببضعة قروش بينما الأمة مهددة بعقيدتها وديارها وحاضرها ومستقبلها .

    فالتوحيد واحد لكل المسلمين ، والمسؤولية واحدة ، ومكة لكل المسلمين مثلما هي القدس لكل المسلمين ، ومن رغب أن يكون في صف الأمة فعليه أن يدرك أنه شريك كامل يتحمل المسؤولية أمام الله وليس أمام هذا القائد أو الزعيم ، ولا أمام هذا التنظيم أو الجماعة أو الحزب ، وعليه ألا ينتظر من أحد حمدا ولا شكورا ، ولا يمنّ على مجاهد أو موحد ، ولا يفاخر أو يكابر أو تأخذه العزة بالإثم فيظن أنه ، وبلاده ، بذلا جهدا في نصرة هذه الطائفة أو الأمة أكثر مما بذله غيره ، ولا ينبغي أن ينتقص أحد ما من حقه الشرعي كونه ، وفق تقسيمات سايكس – بيكو ، ليس من أهل مكة . فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا من مكة ومن غير مكة ، وتمزقت أجسادهم في شتى بقاع الأرض ، وضحوا بأموالهم وأنفسهم ، وكانوا أمراء وولاة أمر ، وحكموا بلدانا ليست بلدانهم ، ولم يكن هناك من يسائلهم من أي البلاد جاؤوا ؟ ولا بأي حق تولوا أمر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها .

    إن الزعامات التي قادت الأمة فيما مضى أو قطاعات منها وما زال بعضها يمارس دوره أخفقت ؛ هي وتنظيماتها وجماعاتها ، كونها طالبت بالنصرة بينما عزلت نفسها عن الأمة ، ولأنها بنت تحالفاتها بعيدا عن الحكم الشرعي ، وسعت إلى أمجاد ومكاسب وهمية ليس للأمة فيها شأن يذكر . ولأن مشاريعها انطلقت من أسس عصبية وفردية ، ولأن ما ظنته من إنجازات تحققت لها ليست ، في أحسن الأحوال ، أكثر من إنجازات لمشروع الجماعة أو التنظيم وليس لمشروع الأمة ، ولأنها أرادت أن تجمع الأمة على ما تعتقد هي به وليس على ما يقوله الشرع ويوجبه ، ولأنها عظّمَت من نفسها واستخفت بطاقات الأمة وحقوقها وواجباتها تجاه قضاياها الكبرى ، ولأنها ظنت أنها على صواب وغيرها على خطأ ، وأنها كاملة وغيرها ناقص . وستظل معزولة عن الأمة إلى أن تتلاشى إذا ما أصرت على التمسك بمعتقداتها العقيمة .

    أخيرا ، نقول للخيرين من هذه الأمة أن يتقوا الله في زكاة أموالهم ويكونوا شركاء فاعلين ،

    وليتأملوا قليلا ويسائلوا أنفسهم : إذا كانت الأموال التي ينفقونها تذهب حقا إلى مستحقيها فلماذا الجهاد وأهله أفقر طوائف الأمة ؟ إننا ندعوكم أن تكرروا السؤال ، ونناشدكم ألا تهبوا أموالكم لمن ليسوا بأمناء عليها ، أو لمن ينفقونها في غير مرضاة الله ، بينما في الأمة من هم بأمس الحاجة إليها .

    ونهيب بكم أن تتحروا الحق والعدل فيما تنفقونه في سبيل الله كي لا تذهب مساهماتكم هدرا أو تحملوا وزرها ، ولتحرصوا على أن يذهب إنفاقكم إلى من هم أولى بحمل الأمانة وحفظها، حيث يكون للإنفاق مردوده النافع وأثره في نصرة الأمة واستنهاضها والدفاع عن الحق . فما من أجر لمال ينفق لا ولاء ولا براء فيه ، وما من فضل لإنفاق لا فائدة منه ، ولا فائدة من إنفاق لا يذهب إلى مستحقيه ، ولا قيمة لإنفاق لا يُحدِثُ في الأمة فارقا . فتفكروا وتدبروا وتبينوا وتوكلوا على الله ، ولن تعدموا الوسيلة ، بإذن الله ، في الوصول إلى الحق وأهله .

    القيــــادة

    حين استكمل الصليبيون واليهود غزو الديار الإسلامية بعد الحرب العالمية الأولى لم ينجحوا فقط في هدم دار الخلافة وتقسيم الأرض والأمة وإقامة الدولة الوطنية ؛ إنما نجحوا في اغتصاب سلطان الأمة . ومنذ ذلك الحين لم يعد لدينا سلطان نحتكم إليه ولا قيادة . إذ أن سايكس – بيكو نظام شامل صُنع ليخدم الغرب ومصالحه . وتحسبا لأي خرق قد يصيب النظام ، لسبب من الأسباب ، فقد وضع الغرب مستويات ودوائر للحماية تحول دون تغيير النظام القائم أو المساس به بحيث تبقى الأمة تحت السيطرة والمراقبة الدائمة للمركز . وفي هذا السياق يأتي زرع الدولة اليهودية في قلب الأمة للحيلولة دون أي اجتماع أو انفلات من المركز .

    أما مؤسسة الحكم العربية فقد صممت ،

    ضمن سايكس – بيكو ، بشروط لا تسمح لأية شخصية ،

    ولا لأية مجموعة ، ولا لأي حزب أو حركة أو جماعة ،
    أن تنافس الحاكم فيما يتمتع به من تفرد وامتيازات أو ألقاب .

    فليس مهما لأي مذهب ينتمي الحاكم ، ولا من أي قبيلة أو عشيرة أو عائلة أو طائفة هو ، وليس مهما ما هي مكانته بين الناس ولا ما هو تاريخه ، وليس مهما أن يكون عالما أو جاهلا ، وليس مهما أن يكون عادلا أو ظالما ، محبوبا أو مكروها ، مسلما أو ملحدا ، ملتزما أو زنديقا . المهم أنه لا يحق لأحد أن ينازعه في السلطة كونه رمز النظام ، رمز سايكس – بيكو ، وليس رمز الأمة ، ولا عقيدتها ، ولا كرامتها ، ولا تاريخها ، ولا حاضرها ، ولا مستقبلها ، ولا هو صاحب مشروع ، وإلا فعليه الرحيل .

    وطالما بقي كذلك فهو حسن السيرة والسلوك ، ومطابق لمواصفات سايكس – بيكو . وله كل الحق أن يعظم من أمره ومكانته فيخلع على نفسه من الألقاب ما يشاء طالما أنه يعمل ضمن النظام وبشروطه . فهو الملهم والباني وصاحب الإنجازات والوالد والعميد والبطل والقائد والعادل والإنسان والمفكر والمرشد والموجه والمؤمن وأمير المؤمنين وولي الأمر وصاحب البيعة والكريم والسخي وأبو العطايا والهدايا.

    لعل هذا النموذج من الحاكم لم يرد مثله في عُرْف ميكيافيللي . وهكذا فلا هو حاكم وضعي ولا هو تاريخي ولا هو شرعي ، لكنه اليوم قائم في الدول العربية على وجه الخصوص . ولعلنا نسمع عن وجهاء في الدولة لكننا لم نسمع أبدا عن شخصيات أو شخصية واحدة يمكن أن تزاحم الحاكم محليا أو دوليا . ولم نسمع عن حزب سياسي أو جماعة أو حركة أو مؤسسة تمتعت بغطاء اجتماعي أو إعلامي إلى جانب الرئيس . وما من أحد سمع في يوم من الأيام عن شخصية تحظى بإجماع الأمة ولم يقم الحاكم المعني باجتثاثها أو طمسها . فمن هم هؤلاء الحكام ؟ ومن أين جاؤوا ؟

    إنهم حكام سايكس – بيكو ، تلك المنظومة المدارية العلمانية الاستعمارية الصافية التي يدور هؤلاء في فلكها . ولأنها كذلك فلا تسمح بوجود رموز سواء على مستوى البلد الواحد أو على مستوى الأمة . ولا تسمح بوجود قيادات شعبية ، ولا قيادات علمية ، ولا قيادات سياسية ، ولا علماء دين خارج المنظومة نفسها . منظومة لا تسمح ، ولا باي شكل ، بوجود أي منافس حتى لو اختلف الحاكم مع الغرب الصليبي وتصادم معه . منظومة تتيح للحاكم سلطة قمع أية مظاهرة أو تمرد عليه ، واستئصال المعارضين ، ومصادرة الحريات ، وفتح السجون ، ومنع النشاط الحزبي والسياسي . منظومة لا تسمح ببلورة أي بديل للنظام القائم إلا بالانقلاب العسكري كخيار مباح بشرط أن يستهدف معالجة أية محاولة للإخلال به وإلا فإن مصيره الفشل ! منظومة لا تسمح بتصويب المسار ولا بأي مشروع للحاكم ولو في أدنى الحدود ، وحتى لو كان شخصيا ، وإلا فالتدخل العسكري المباشر من الغرب هو الحل لإعادة النظام إلى سابق عهده . وطالما أن أمر الأمة بيد من هو في قبضة الغرب الصليبي ، فليس من العجيب أن يغدو العرب خاصة من أكثر أمم الأرض خضوعا وانصياعا لأمر الحاكم وأقلها احتجاجا عليه وتفريطا بحقوقها .

    وفق هذا التصور ، فإن الأمة واقعة في فراغ وفوضى عارمة لا محالة . وإذا حصل هذا الأمر فهو أفضل من الوضع القائم ، فالأمة حينها كفيلة بأن تفرز قياداتها ، لكن حتى لا تتكرر النماذج السابقة من القيادات فلا بد من قيادة بديلة مسلمة وموحدة وثابتة وصارمة ، تكون مهيأة ومؤهلة لإدارة قضايا الأمة كلها وقيادتها ، وقادرة على قطع الطريق على القوى التي لطالما نجحت في قطف ثمار تضحيات الأمة . وكما أشرنا ، فالقيادة شراكة تامة ومسؤولية جماعية فعالة ، وليست حكرا على شريحة في الصدارة يمكن أن تُقتَل أو تتراجع أو تيأس أو تُعتقل أو تتنازع فيما بينها فتذهب ريحها ويضيع الجهد ، ثم نعود من جديد لنبدأ من الصفر ، ونبحث عن حلفاء جدد ، وشعارات جديدة ، أو يصيبنا العجز والتواكل فندخل في التيه والانتظار علّ وعسى أن تقع معجزة ! والله سبحانه وتعالى ﴿ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [ الرعد : 11 ] .
    لقد تأكد لنا ولغيرنا من صلحاء الأمة ،

    بعد كل الهزائم والنكسات والتجارب والهبّات الشعبية بكل ما خلفته من مآسٍ وكوارث وتداعيات شديدة الخطورة على حاضر الأمة ومستقبلها ، أن الأمة بحاجة إلى قيادة قادرة على الاستثمار والاستمرار والعطاء وإحداث التراكم وتجاوز الانقطاع المدمر ومنع التنازلات أو التفريط . أمة بحاجة إلى قيادة ربانية تعمل كالبنيان المرصوص وليس إلى قيادات تنظيمية أو حزبية لا تمثل الأمة ، ولم يعد لديها ما تقدمه بعد أن حصرت نفسها ، لعشرات السنين ، في أيديولوجيات ضيقة وآثرت مصالحها وأهواءها على عقيدة أوسع من السموات والأرض . أمة بحاجة إلى قيادة شاملة ، لا فردية ولا حزبية ولا وطنية ، تكون مسؤولة وتضع الجميع تحت المسؤولية . قيادة تحاسب وتراقب وتصوب ، وتقارب وتسدد ، وتفكر وتبني ، وتخطط وتعلم وتربي ، وتقرر وتنفذ ، وتراكم وتجهز وتعد الإعداد اللازم حتى إذا ما تعرضت لأذى ، لا قدر الله ، أو أصابتها سنة الله في خلقه ، أن يكون هناك من يخلفها . قيادة تعمل في الله ، وفي سبيل الله ، لا تكل ولا تمل ولا تقنط من رحمة الله .

    الحشـــــد

    على مر التاريخ الإسلامي فتح المسلمون ، صلحا أو عنوة ، بلدانا كثيرة في قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا ، ودخلت بلدان أخرى في الإسلام اختيارا منها دون أي نوع من الفتح . لكنها ، في غفلة من الزمن ، فقدت الأمة بلدانا عزيزة عليها كالأندلس والفلبين وجزر قبرص ومالطا والغالبية المسلمة في الكثير من سكان أوروبا ، وتراجعت الفتوحات الإسلامية ، وغزا التنصير بلدانا كانت إسلامية إلى وقت قريب ، وتعرض المسلمون للغزو والتمزيق في عقر ديارهم ، وقُسِّمت الأمصار العربية إلى دول عديدة لم تَسلم منها حتى بلاد الحرمين .

    ومع ذلك لم تكن الأمة لتفقد المبادرة لولا أن تحالفت القوى الصليبية واليهودية العالمية لتعلن حربها العقدية على الإسلام والمسلمين وتنجح في هدم دار الخلافة ،

    وزرع إسرائيل لها في قلب الأمة . فكانت نتائج الهجمة الشرسة من أعظم المصائب التي حلت بالمسلمين إلى يومنا هذا . فقد انتزع الغرب الصليبي واليهود من الأمة سلطانها واستبدله بسلطان سايكس – بيكو ذو الحمولة الثقيلة من تجزئة وتفرقة وتشرذم وأيديولوجيات ومذاهب وفلسفات ودساتير وقوانين ما أنزل الله بها من سلطان ،

    وانتزع منها بيت المقدس ، وهو يعمل ويتطلع للانقضاض على توأمها في مكة والمدينة المنورة ، وحطم كيانها المترابط والمميز عبر قطع التواصل فيما بينها وإقامة الحواجز والموانع للحيلولة دون التئام جراحها ، فلم يعد للأمة نظام يجمعها ولا كيان يأويها .

    كانت تُسمّى في كتب الأولين بيت المقدس ، وصارت في زمان سايكس – بيكو فلسطين ! لكن الأمة ،

    على غفلتها ، ما فتئت تجتمع على بيت المقدس ، كعقيدة مسلوبة لا كبلد محتل ، أكثر مما تجتمع على الأندلس وغيرها من الأمصار الضائعة ، وتتطلع إليها ، وتجتمع حولها في المحن والخطوب ولمّا تزل . ولما عَقِل طغاة سايكس – بيكو ورموزها ،

    من مثقفين ومفكرين وشعراء وحكام وزعماء وأحزاب وجماعات ، مكانتها في قلوب الأمة صارت نصرة فلسطين بالنسبة إليهم قضية ومطية وليس عقيدة ، وصارت سلعة تباع وتشترى ، وملاذا لكل زنديق ومنحرف وصاحب مصلحة ،

    وغدت مرجعا ينهل منه كل طاغية ما يلزمه من شرعية يوطد فيها حكمه ، أو يبرر فيها سياساته الدموية أو علاقاته المشبوهة ، بما فيها الاعتراف بإسرائيل أو التطبيع معها ، والتزلف للغرب واليهود والتحالف مع أعداء الأمة . وهو عين ما فعلته الدول الأجنبية لخدمة مصالحها وأيديولوجياتها سواء تلك الحليفة لإسرائيل أو تلك التي زعمت نصرتها للفلسطينيين .

    يقول الله عز وجل: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ ﴾ [ المائدة : 82] ، هذه هي الآية الكريمة التي لا يستطيع أي طاغية أو مدلس على الأمة أن يتجاوز عنها سواء كانت بيت المقدس مغتصبة من قبل اليهود أو واقعة في دار الخلافة ، فكيف إذا كانت واقعة بيدهم ؟ وكيف إذا قرأنا آيات سورة الإسراء وهي تبشر صراحة بزوال دولة اليهود من بيت المقدس ؟ يقول الله عز وجل: ﴿ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً [4] فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً ﴾ [ الإسراء : 5 ] .

    الحق الأبلج الذي لا مراء فيه أن بيت المقدس قضية عقدية خالصة ،

    وهدم دولة اليهود فيها حتمية ربانية لا مراء فيها .

    هذا حكم رباني صريح لا جدال فيه ولا تأويل .
    حكم لا ينفع فيه التخذيل ولا الالتفاف عليه ولا إنكاره ولا التلبيس ولا التدليس بأي لغة كانت .

    بل أن التصالح مع المفسدين في الأرض أو مهادنتهم والتودد إليهم ومحاربة المجاهدين ومطاردتهم والتضييق عليهم أو قتلهم بزعم السلام أو تحت أية حجة كانت هو الكفر بعينه لما قضى به رب العزة من فوق سبع سماوات .

    هذه الإرادة الإلهية هي التي تمنح الأمة والمجاهدين خاصة قوة عقدية وفطرية ، وتكسبهم مناعة وعزيمة بمجاهدة اليهود على أساس عقدي صريح وإنْ رغمت أنوف . ودون أن يخشوا أحدا من الطواغيت ، ودون أن يخشوا بطشهم ، ودون أن ينتظروا إذنا منهم أو نصرة ، ودون أن يتلقوا تهمة بالتكفير أو بالخروج على ولي الأمر ، ودون أن يُرمَوْا بالتطرف والإرهاب ، ودون أن يتعرضوا لمساءلة على خلفية معتقداتهم الشرعية التي لا يستطيع أن ينكرها عليهم أحد كائنا من كان . وعلى العكس من ذلك ؛ فإن كل من يخالف هذه المسلمات ، ويذهب مذاهب الانحراف عنها هو المشبوه وهو المتهم وهو المطعون بعقيدته وصدقه وهو المتخاذل وهو المسؤول عن سلوكه وسياساته ومعتقداته .

    فما الذي يلزمنا أن نقبل بغير العقيدة والشريعة مرشدا أو موجها أو حَكَما ؟
    ولماذا نفرط بقضاء الله ووعده ونذهب مذاهب سايكس - بيكو وغيرها ؟
    ولماذا نفرط بما اصطفانا الله له ﴿ بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ ﴾ أو وصفنا به ﴿ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ﴾ ونتوسل النصرة من الأعداء والمنافقين والمرتدين

    وما يسمى بالرأي العام العالمي والشرعيات الدولية ؟

    ولماذا نقبل بالمساومات والتنازلات وتبييض الصحائف وكأننا مذنبون

    ونتعرض لكل أشكال الضغوط والحصار والقتل والتشريد والتشويه والأسر والمطاردات والتضييق والذل والقهر وقد كنا ومازلنا ﴿ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [ آل عمران : 110 ] ؟

    فهل التوسل والتظلم والاستجداء على أبواب القصور وموائد اللئام أهدى سبيلا إلى العزة والتمكين !؟ وهل هذه من علامات النصرة ووعد الله عز وجل !؟

    إن بيت المقدس هي الفرصة الثمينة التي وهبها الله عز وجل للأمة ،

    والتي يجب أن نستغلها أحسن استغلال حتى يتحقق وعد الله فينا ولا يستبدلنا .

    وليس التوجه إليها انتقاصا من قضايا الأمة الأخرى ،

    ولا يمكن أن يكون الأمر كذلك . فدماء المسلمين تتكافأ ،

    وهم يد على من سواهم ، والجهاد عبادة لا يمكن حصرها بمكان وزمان معينين .

    ولكنها وعد الله الناصع ، وقضية الحشد ،

    والقضية الكبرى التي يمكن للتوحيد أن يشق ، من خلالها ،

    طريقه إلى الأمة حيثما كانت .

    فقد لا نستطيع حشد طاقات الأمة وتفعيلها انطلاقا من أفغانستان أو العراق أو الصومال رغم عظمة هذه الثغور ودورها في إفاقة الأمة .

    لكن ، ومن واقع التجربة وعمق الحقائق التاريخية وحتى عبر أمزجة الناس اليومية ووعيها ومستوى إدراكها لقضاياها ومدى تفاعلها معها ، يمكن أن تجد الدعوة طريقها إلى النجاح بحيث يكون التوحيد هو الأساس الحقيقي في نصرة فلسطين وليس التضامن والتعاطف ،

    وإذا صلح الأساس العقدي انطلاقا من بيت المقدس، حيث وعد الله ، فسيغدو التوحيد حاضرا ونقيا في كل الأمصار ، وفي كل الثغور ، وعلى كل الجبهات ، ولدى كل مسلم حيثما كان ، وفي صلب المجتمع والدولة وقواهما السياسية والاجتماعية ، المدنية والعسكرية .

    الإعـــــلام

    كان الإعلام الجهادي ، ولمّا يزل ، سباقا إلى فضح الأعداء ودعاوى الجاهلية والرايات العمية ، وكان سباقا في تحمل عبء الإعلام الدعوي والجهادي معا . ولم يجد الأعداء بداً من الإقرار بحقيقة أن المجاهدين استطاعوا استغلال شبكة المعلومات الدولية بصورة أفضل مما استغلها العدو نفسه . والحق يقال أن مؤسسات الإعلام الجهادي أبدعت أيما إبداع في إصداراتها ومنشوراتها المرئية والمسموعة والمكتوبة ، ولم يُقصِّر أولئك الذين رافقوها من كُتاب ومشايخ وعلماء أبدعوا فيما قدموه من مادة إعلامية ودعوية .

    لكن الإعلام ليس تعريفا بالدعوة فحسب ، ولا فرحا بالعمليات الجهادية ، ولا موقفا يُنتظر من قيادات الجهاد العالمي ، ولا هو نصرة لهم في مواجهة الطواغيت وحلفائهم وتوابعهم ومن سار على نهجهم ! وليس لغة جامدة مكرورة ، فإذا اعتبرناه كذلك فقد أدى وظيفته ، وانتهت مهمته ، وصار ما يعرضه على الأمة مألوفا .

    المطلوب هو التجديد والإبداع في التفكير . أما الاكتفاء بالثناء والإعجاب أو بالنصرة الممجوجة التي تعجز عن العطاء إلا في حدود الدعاء والتكرار الممل فهو أمر أشبه بالقعود والعجز . فالإعلام هو ثغر جهادي جبار في هذا الزمن لا يقل عن ثغور الجهاد المسلح إن لم يكن أشد منه خطورة . ولو ركن المجاهدون في الساحات الجهادية إلى ما تعلموه واكتسبوه من خبرات قديمة واكتفوا بالدعاء على القوى الطاغية أو كرروا ذات الأساليب في المواجهات لاندثروا . والواقع أن الجهاد الميداني يواصل إبداعاته مصحوبا بجهاد إعلامي غزير ، إلا أن التفاعل معهما وإدارة المعركة الإعلامية مع الأعداء والخصوم ، على الجبهات الباردة ، يشهد تراجعا مخيفا . وإذا استمر الحال على هذا النحو فلا نتيجة ترجى من جهاد أصم ، ولا فائدة من إعلام جامد لا حياة فيه ، ولا فائدة لإعلام لا كرّ فيه ولا فرّ ، ولا تنظيم أو تخطيط ، ولا متابعة أو تأهيل ، ولا عزيمة أو ثبات ، ولا أرادة أو استمرار . ولا قيمة لفتوى أو مسألة أو مقالة أو موقف أو خطاب ما لم يأخذ حقه في الفهم والمقارعة والنشر والتوثيق بشتى الوسائل الممكنة .

    مشكلة الإعلام الجهادي اليوم أنه صار يقلد ما سارت عليه جماعات وأحزاب وتنظيمات سابقة عليه ، فهو مسكون بالتوجس والهواجس والريبة والشك والسطحية ، فتراه يثني على ما يرضيه ويتجنب ما يعارضه أو ينتقده ، بل يحاربه ويشنع عليه ، ويظن أن ما يفعله نصرة له ! وهذه أولى ملامح العزلة والتقوقع على الذات ، كونها تضع الإعلام الجهادي في حوار مع نفسه وليس مع الآخرين . فإذا كان المشروع هو مشروع أمة فعلى الإعلام أن يتخلى عن هواجسه ويتوجه إلى الأمة وقواها الحية والفاعلة بهدف استمالتها إلى عقيدتها وشرائعها وتصويب انحرافاتها وليس الحكم عليها بالجملة أو التعيين .

    إن الإعلام الذي ندعو إليه ، ويستهدف الأمة ، يؤمن أنه لا وجود لإعلام فعال إلا إذا كانت رسالتنا واضحة جلية لا غبار عليها . رسالة مركزة تستعين بما تقره الشريعة وتؤكد عليه وتجتمع عليه الأمة للرد على كافة الشبهات والمسائل المختلف عليها ، وتأخذ بعين الاعتبار مصالح عامة الناس ، وقدراتهم على الاستيعاب ، ومعتقداتهم ، وقناعاتهم ، ومدى تفاعلهم مع فكرة أو معلومة أو رؤية جديدة قد تروق لهم من باب لكنهم يرفضونها من باب آخر ، وقد لا يستجيبون لها أبدا . لذا فإن أهم ما في الرسالة الإعلامية يكمن في البحث عن أفضل وسيلة للإقناع والتعبئة والوعي والفهم وليس أفضل وسيلة للنصرة فحسب ، ولا أفضل وسيلة للإحراج أو التشهير .

    نحن بحاجة إلى إعلام رحيم بالأمة وصارم في الحق ، إعلام ودود لا يسب أو يشتم أو يشمت مخلفا وراءه جبالا من الأحقاد والضغائن ، إعلام يتحلى بأقصى قدر من الصبر والموضوعية والحقائق الصارخة الموثقة والمدعمة بكل الحجج والأدلة والبراهين على صحة فكرة أو بطلانها ، إعلام عميق البنيان ، عفيف اللسان ، بديع البيان ، يخاطب العقل بنفس القدر الذي يخاطب فيه عقيدة المتلقي للرسالة دون إقصاء أو تهميش أو استفزاز ، إعلام له وقع طيب في النفس ، يُلجئ المخالف أو الجاهل أو الضال إلى التفَكَُّر والتدبر فيما سمع ، إعلام يلامس شغاف القلوب والعقول فلا ينبذ المستقبِِل له ما تلقى من دعوة أو يهجرها .

    نحن بحاجة إلى إعلام مهني ومركز يتربص باستراتيجيات الأعداء الإعلامية والفكرية ، ويكشف عن أهدافها وخططها وأدوات عملها ورموزها ووسائلها ، ويأخذ على عاتقه فضح كل ما تدبره للأمة وعقائدها ، ويكشف عن تناقضاتها ، ويجردها من أية مصداقية دون أن نتعرض للتشكيك والطعن والتصنيف . إعلام سلس وبسيط وموثق وملتصق بالواقع ومقبول لدى العامة يتوقف عند النوازل الكبرى والشبهات التي يثيرها الخصوم ويتلقفها الأعداء مثل نازلة 11 سبتمبر وما تعرضت له من إدانات اتهمتها بالتسبب في تضرر الدعوة ، أو فضح الدور الحقيقي الذي تلعبه منظمات الإغاثة الإنسانية في إبقاء الشعوب تحت خط الفقر ، أو الكشف عن حقيقة العلاقة بين الليبراليين الجدد وأنظمة الطواغيت ، أو السعي الحثيث للتطبيع مع اليهود ، أو التوقف عند حركات الاستشراق الجديد التي يتولاها علماء مسلمون ، أو تسفيه الجهاد وأهله وتجاهل نزالاته وتشويه منجزاته ، أو رصد الحجم الحقيقي للحرب الصليبية الجديدة على الإسلام والمسلمين في العالم .

    نحن بحاجة إلى إعلام متبصر ، وإعلاميين متمرسين بمرتبة الجهاد المسلح ، إعلام يضع أهله ، نصب العين ، ضرورة بذل الجهد المضني للوعي بقضايا الأمة بعيدا عن إعلام الهوى والمناكفات غير المجدية ، وتوسيع دائرة الملتزمين على مختلف الصعد . ولكي ننجح في إحداث نقلة نوعية ومتواصلة ؛ لا بد من التأكيد على أنه لا قيمة لإعلاميين ما لم يتحصنوا بالعلم والمعرفة والإرادة والعزيمة والصبر والإصرار والفهم والقدرة على التعامل مع المستجدات . ولا قيمة لإعلاميين ملتزمين بقضايا الأمة وعلى نهج التوحيد ما لم يستحثوا عزائم زملاء لهم أو آخرين لكي يتبوؤوا مكانتهم ويسخروا طاقاتهم وإمكانياتهم في حشد الأمة على عقيدة التوحيد والانتصار لها كلما لزم الأمر .

    إن الإعلام الذي نؤمن به لا يمكن لرسالته أن تخرج عن الأساس العقدي الذي نؤمن به ، ولا عن الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها . وإلى أن تحين الفرصة التي يكون لنا فيها وسائل إعلامية مستقلة فإننا نتوجه إلى الإعلاميين وكل من يستطيع المساهمة في هذا المشروع ، بحسب قدرته وطاقته ، أن يبادر ويخصص وقتا منظما وفعالا لنصرة الأمة في جهادها وعقيدتها بأقصى ما تسمح به الظروف .

    نعلم أن في الأمة إعلاميين ومثقفين ومفكرين وأكاديميين وأساتذة وكتاب وصحفيين ومشايخ وعلماء كثيرين ، وحتى رجال مال وأعمال وتجار وأصحاب شركات ومؤسسات يتابعون كل صغيرة وكبيرة ، نحسبهم ، والله حسيبهم ، أنهم على عقيدة صافية . هؤلاء وأمثالهم من الخيرين في الأمة قوة جبارة لكنها تعمل في الظل ، وقد آن الأوان أن يخرجوا من عزلتهم ولو بنصيحة أو كلمة أو مقالة أو توجيه أو دعم لمن يستطيعون العمل . ففي خروجهم إلى العلن سيكسب إخوانهم المزيد من المصداقية ، ويساهم في تشجيع آخرين ، ويمهد لإيجاد تيار عريض في الأمة يشد من الأزر ، ويحصِّن الجميع من قمع الطواغيت ، ويضيق الخناق على الأعداء ، ويُضعِف من شبهات المنحرفين والمنافقين والمرجفين ، ويجردهم من مزاعمهم .

    فاصلة ختامية

    هذه هي الملامح الكبرى لما نراه أرضية صالحة للانطلاق والبناء على مستوى الأمة . ولا ندعي ،

    لا سمح الله ، أنه كامل لا يعتريه النقص أو الخطأ .

    لكن لنا تجاربنا وخبراتنا .

    فعلى مدار العقود الثلاثة المنصرمة خبرنا الكثير من التجارب ولسنا مستجدين ،

    واطلعنا على الغالبية الساحقة من الفلسفات والمذاهب الوضعية ،

    كما خبرنا العمل الإسلامي والوطني بمختلف صياغاتهما وأشكالهما ،

    وخبرنا الفِرَق الإسلامية بمختلف تلاوينها ومسمياتها .
    كنا فاعلين ولم نكن متفرجين أو صامتين ،

    وكنا مبادرين ولم نكن تابعين أو محايدين ،
    بل كنا في الصدارة نساهم في صناعة الأحداث ،
    وفي قلب العواصف نواجه شدتها ، وفي وسط المحن نتحمل عواقبها .

    وبفضل من الله لم ننزلق ، ولم تهن عزائمنا أو تخور قوانا .

    هذه الأوراق نطرحها للنقاش والتفكر والتدبر ،

    ولعله من المفيد الإشارة إلى أن البنود المعروضة أشبه ما تكون بإعلان مبادئ

    يمكن في ضوئها التفكير بآليات للعمل على مستوى الفرد والمجموعة والمؤسسة .

    لكن فصل الخطاب في أي مشروع على مستوى الأمة يستوجب أن يكون الأساس العقدي ،

    للفاعلين فيه ، سليما وصارما ،
    وإلا فما من جدوى ترجى منه ، ولا من القائمين عليه .

    هذه رؤيتنا ، وهذه قناعتنا ، يشاركنا بها نخبة عريضة من علماء الأمة ومفكريها ورجالها الخيرين .

    وكل يؤخذ منه ويرد إلا كلام الله وسنة رسوله الكريم e .

    فإن أصبنا فمن الله عز وجل ، وإن أخطأنا فمن أنفسنا والشيطان ،

    ونسأل الله أن يغفر لنا ويتجاوز عن خطايانا وصلى الله وسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

    اللجنة الشرعية لجيش الأمة

    فى بيت المقدس

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 3:39 pm