بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة الامة.. أول الغيث…
إنَ الحمد لله نحمده تعالى ونستغفره ونستهديه ،ونعوذ بالله من شرورأنفسنا وسيئات أعمالنا، ومن يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنَ لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد:
تأتي رسالتنا الأولى هذه بداية لرسائل دورية متتابعة إن شاء الله لتتواكب مع الإعلان عن بدء عملنا في فلسطين تحت مسمى
( جيش الأمة ) هذا الجيش الَذي نسعى ليكون جيشآ لكلِ المسلمين يسعون من خلاله لإستنفار وجمع وحشد طاقات الأمة وإمكانياتها المعنوية والمادية والبشرية ،ليبدأوا مرحلة الإستجابة الواعية للتحدي الَذي فرضه أعداء أمتنا علينا ،ولتبدأ المعركة الحقيقية بين أهل الحق وأهل الباطل، ونودُ أن نقول إن طرح هذه الرسائل وربطها بفكرة جيش الأمة القادم إن شاء الله ، تجيء لتشكِل خطوة ولبنة جديدة في خطوات ولبنات الجهاد الإسلامي العالمي الَذي كنا في المراحل السابقة وما زلنا جزءأ منه، نظريا وعمليا ، وتأتي رسالة الأمة وجيش الأمة منطلقة من فلسطين لنؤكد على أنََ هناك رجالٌٌ ساهموا في وضع خطةٌٌ وإستراتيجية الجهاد العالمي، وكان لهم دورٌٌ سابق وجهد حالي وإستعداد مستقبلي في تطبيق هذه الخطة والإستراتيجية، وما جيش الأمة في بيت المقدس إلا أحد ثمار عملهم، وإن جيش الأمة ببيت المقدس ما هو إلا جزءٌ من التطبيق العملي للمرحلة الثالثة من مراحل خطة وإستراتيجية الجهاد العالمي الّذي نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفقنا ويسدد خطانا وخطى كل إخوتنا الموحدين المجاهدين في الوصول إلى الأهداف التي سبق أن رسمناها والتي نبذل قصار جهدنا في الوصول إلى تحقيقها ، والله سبحانه وتعالى يقول : (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإنَ الله لمع المحسنين )) صدق الله العظيم.
ونبدأ رسالتنا هذه في الوقوف عند بعض العناوين وأولها هي:
واقع الأمة الإسلاميَة
إن الواقع الذي تعيش فيه أمتنا الإسلامية واقعٌٌ صعب، وغير سليم، فالأنظمة التي تحكم الأُمة في مجملها أنظمة متخلفة ظالمة فاسقة كافرة، مسلوبة الإرادة والوعي، تدور في فلك أعداء الأمة وتمارس فعلاً مبرمجاًً يهدف إلى إبقاء الأمة ضعيفة غير قادرة على الخروج من دائرة الإنحطاط والتخلف والهزيمة، حكامها سلبوا الأمة سلطتها وأنهوا سيادة الشرع من حياتها ، وتعاونوا مع العدو الأجنبي على نهب ثرواتها وهم بذلك يمارسون كل الأساليب ويبذلون كل الجهد لطمس الحقيقة عن الجماهير، هذة الأمور مجتمعة أصبحت واضحة المعالم ، وشباب الأمة وجماهيرها باتت واعية وقادرة على على الوقوف على الحقيقة بكل أبعادها وتفاصيلها ، والجميع الأن يتطلعون بشوقٍٍ لليوم الَذي يتخلصون به من هذه الأنظمة ، ومن هذا الواقع السيء المرتبط بها ، ونحن هنا نطرح أنفسنا قيادة بديلة للأمة في ظل هذا الواقع ، ونقول أنَ مجاهدي الأمةِ الّذين يدافعون عن أرضها ومقدساتها وحرياتها وكرامتها، ويسعون لإسترداد سلطتها وتطبيق شريعة ربها، هم القادة الشرعيون للأمة الإسلامية، وما دونهم من حكّام هذه الدولة والأنظمة ، ما هم إلا مغتصبون للسلطة ، متآمرون مع العدو الأجنبي.
واقع العالم
واقع العالم لا يختلف عن واقع العالم الإسلامي في تعارضه مع الشرع والدين ولذلك فهو واقعٌ جاهلي ، جاهليته نابعة من إسناد البشر للبشر حق التشريع، ووضع القوانين وتطبيقها ، وهذا ما يتعارض مع توجيهات رب العالمين ، هذا الواقع الجاهلي قد أنتج ظلما وإعتداءًً فاضحاًً، وفسقاًً وفساداًً طال كلَ مناحي الحياةالإنسانيّة ، كما أنتج كل هذه المآسي التي أصبحت حياة البشرية معها حياةًً منحرفة عن الجهاد والفطرة السليمة ، حتى أصبحت البشريّة أقرب إلى البهيميّة منها إلى الإنسانية المكرََّمة من ربِّ العالمين ، وألأصل في التغيّر المنشود في واقع البشريّة أن ينطلق من تغيير واقع الإنسان الإعتقادي والفكري والنظري، لكنَّ الأنظمة والقوى الجاهلية المسيطرة على العالم لا تسمح ولن تسمح وفق رؤيتنا المنبثقة من المنهج الرباني بأي نشاطٍٍ دعوي هادف وإنَّها تقف عقبة كأداء حيال ذلك ، وبناءًًعليهِ لا بَّد من إزالاتها واجتثاثها ولن يتم ذلك إلا بالقوة والجهاد الذي نفسره على أنَّه بذل النفس والجهد والمال ، لإزالة كل العقبات والحواجز الماديّة والطواغيت بأنواعها والتي تقف بوجه الدعوة التي نسعى من خلالها لتعبيد العباد لرب العباد ، ونرى أنَّ الجهاد كفيلٌ بإزالة هذه العقبات ، ونؤكدُّ أَّننا نملكُ مشروعاًً متكاملاًً مدروسَ الأهدافِ والوسائلِ والمراحل، وأن القوة التي يحتاجها مشروعنا هذا سوف تنمو وتكبر وتتعاظم بإذن الله مع الحركة والعمل المدروس المنظم.
واقع التنظيمات والحركات والأحزاب العربيّة والإسلاميّة
التنظيمات والحركات والأحزاب على الساحتين العربيّة والإسلاميّة فشلت في تحقيق رغبات وأماني جماهير الأمة ، والتي تتمحور في عمليتي التغيير والتحرير ،فمعظم هذه التنظيمات والأحزاب لم تعد تمتلك خطط ولا برامج ولا رؤى صحيحة للتعامل مع الواقع ، بل كيَّفت أوضاعها بما يتلاءم مع مصالح قياداتها وبعض افرادها المتنفذين ، فمنها من تصالح مع الأنظمة ولم يعد يسعى لتغييرها ، ومنها من قام بعملية تطويع لمسلمات العقيدة والولاء والبراء والفكر الإسلامي وبديهياته حتى تتوافق مع علمانية الدول، ومنها من صالح عدو الأمة والتقى معه في منتصف الطريق فبات متناغماً معه مقابل وعود وصفقات غير قابلة للتنفيذ ، بل ومنها من لا يرى هذه الأنظمة عدوةً أصلاً ، هذا وقد اختلفت التنظيمات والحركات الإسلامية العاملة في عمليّة التشخيص السليم لواقع الأمة المعاش ، مما أنتج أخطاءً في الحكمِ عليهِ، أدت إلى بذل جهود كبيرة لم تؤدِ إلى نتائج حاسمة .
كذلك فإن التنظيماتِ والحركاتِ لم تضع خطط تحدد في ظلها الأهداف والأدواتِ والوسائِل، وكذلك فإن راياتها لم تكن واضحة وثابتة، وكذلك فإن التنظيماتِ والحركاتِ الإسلامية لم تتجرأ على طرح نفسها كقيادة أصيلة للأُمة ، وبديلة عن كل القيادات الضعيفة المصطنعة التي تعمل لغير صالح الأُمة، إضافة إلى عدم قدرة الحركات الإسلاميَّة على إستغلال طاقات الأمة البشريّة والماديّة والمعنويّة ، وإنطلاقاً من هذا الفهم فسوف نقوم بإذن الله وعونه بطرح تصوراً محدداً يوضح معالم مسيرتنا الحاليّة والمستقبليّة ، وهذا سيكون إن شاء الله تباعا من خلال رسائلنا الدوريّة والتي أسميناها ( رسالة الأمة ).
معالم مشروعنا الإسلامي
نحن مدركون أن بداية أي مشروع للنهضة ، لا بدَّ أن يبدأ بمرحلة علاج الأمراض والعلل التي أصابت الأُمة ، والتي نسعى لإنهاضها والتي نعتمد عليها في مشروعنا ورسالتنا العالميّة ، ومن البديهي أن أوّل مراحل العلاج تبدأُ بالتشخيص السريع، وتشخيصنا الأولي أوصلنا إلى أنّ التدخل الغربي الصليبي في شؤون العرب والمسلمين أدّى إلى هذه السيطرة على الأُمة وعلى مقدراتها ، وهذه السيطرة وفق قناعاتنا هي سبب البلاء والمرض الرئيس، فقد أدّت هذه السيطرة إلى إغتصاب سلطة الأمّة وإنهاء سيادة الشرع من حياتها ، وكذلك أدّت إلى نهب الثروات وحجب الحقيقة عن شعوبها .
جاء الإستعمار الغربي واحتلَّ البلاد وأذلّ العباد وهيأ الأمور ورتبها لأتباع إصطنعهم وقلدهم حكم بلاد المسلمين ضمن خطط رسمها وأحكم تفاصيلها ، فخرجت هذه الأنظمة إلى الواقع المعاش ليس لها علاقة بالأمة من قريب أو بعيد، أنظمة لا تطبق الإسلام ولا تعمل به بل وتعادي الإسلام والمسلمين وتقف في صف العدو ضدّ قضايا الأُمة بل وتساعد على نهب ثروات و تقييد حريات وهدر كرامة الأمة. أنظمة تمارس الظلم الصارخ على أبناء شعوبها ، ولا تتيح مجالا أوسبيلا للتقدم والبناء والازدهار..... إذاً فإن تشخيصنا يقول :
أولاً: إنَ واقع الأمة الإسلامية واقع غير سليم يتعارض مع شرع ربِ العالمين ويتعارض مع مسلمات ومبادئ الإنسانية السليمة.
ثانياً : قيادة الأمة قيادة غير شرعيّة إغتصبت السلطة بالتآمر مع العدو الأجنبي.
ثالثاً: ثروات الأمة منهوبة لصالح أعدائها ولصالح المتنفذين من الحكام الفاسقين والفاسدين.
رابعاً: قضايا الأمة النازفة لا تجد من يسعى لتضميد جراحاتها أو حلها.
خامساَ:ثمت مؤامرة تسعى لإبقاء الأمة في جو من التخلف العلمي والتقني والإقتصادي والإجتماعي ، لإبقائها ضعيفة غير قادرة على المواجهة والإستجابة للتحدي المفروض عليها
سادساً: الأحزاب والتنظيمات والجماعات المتواجدة على الساحة والتي طرحت نفسها كأطر للتغيير والتحرير ، فشلت في كل شيء ولم تحقق أي تقدم ملموس.
سابعاً : الأعداء زاد تكالبهم وزادت أطماعهم.
هذا هو التشخيص الذي وصلنا إليه.
* بعد هذا التشخيص طرحنا السؤال المنطقي التالي :
( من الذي تسبب بكل هذا للأُمة وشعوبها؟ ومن الذي يقف خلف هذه النكبات والهزائم وما ترتب عليها من مآسي ومظالم وأحزان)؟؟
الجواب كان عندنا سهلاً : إنه التحالف اليهودي البروتستنتي الإنجلو سكسوني الصليبي الذي بدأت ملامحه تلوح في الأفق مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين والذي أصبح جلياً واضحاً للعيان عملياً مع إعلان وزير خارجية بريطانية الشهير عام (1917) والمعروف بوعد بلفور ذلك الوعد الذي نص في حينه على تعاطف الحكومة البرطانية مع إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ، وما إرتبط بالوعد وما تلاه من إسقاط للخلافة الإسلاميّة التي كانت متمثلة في الدولة العثمانيّة عام(1924)، وما تلا ذلك من احتلال لأراضيها التي كانت فلسطين جزءً منها وإستصدار قرار الإنتداب حينها من عصبة الأمم عام (1920) بهدف تهيئة الأمورفي فلسطين لإقامة دولة يهوديّة على أراضيها وما رافق ذلك وسبقه من مقررات مؤتمرالصلح عام (1919) وقرارات سايكس بيكو التي نصت على تقسيم أملاك دولة الخلافة وتوزيعها على الحلفاءالمنتصرين وكذلك فمن الواضح لدينا أن الدعم الأمريكي لليهود أصبح جلياً بعد مؤتمر الحركة الصهيونية في بالتيمور عام (1942) ،لايخرج عن إطار التحالف اليهودي البروتستنتي الإنجلوسكسوني ذلك أن الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية هي من البروتستنت الإنجلو سكسون ، وأن التحالف اليهودي البرو تستنتي يقوم على مبادئ ومفاهيم وأسس إعتقادية وسياسية مشتركة من فهم محرف للعهد القديم (التوراة) يتناسب مع مقتضيات الأمور التي تخدم اليهود ومصالحهم .
*إذا العدو المسبب لمآسي الأمة أصبح واضحاً لدينا وتم تحديده بدقة.
وهذا العدو وفق قناعاتنا الدينيّة والتاريخيّة لا يمكن إستمالته فكرياً وهذا العدو المشترك هو أهم عدو للأمة الإسلامية فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم التنزيل ولتجدنَّ أشدَّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا )وهذا العدو أيضاً لا يمكن دفعه لتغيّير مواقفه نتيجة الضغط عليه في حرمانه من إمتيازاته ونفوذه في بلاد المسلمين لأنّ مقدرات الأمور وزمامها ليس بيد أبناء الأمة وإنّما في أيدي أناسٍ من جلدتنا لكنّهم عبارة عن أدوات طيّعة في أيادي أعدائنا.
إذاً لا بدّ من إمتلاك القوة وإعلان الحرب على هذا العدو والبدء بتوجيه ضرباتٍ متواليه لأجباره على تغيير مواقفه والتراجع عنها ، والقوة لا بدَّ لها من إطار ، فكان إعلان إخواننا من ولادة الجبهه الإسلاميّة العالميّة،
هذه التسمية جاءت نتيجة منطقيّة للتشخيص سالف الذكر لواقع الأمة والعالم ومعرفه دقيقة بالمتسبب بفساده وخرابه.
فكرنا جاء نتاجاً طبيعيّاً لتطور الفكر الإسلامي الجهادي الّذي بدا يطرح نفسه في منتصف القرن العشرين، والّذي إستند أساساً على فهم محدد للعقيدة الأسلامية الصحيحه ، هذا المفهوم يستند أساسا على مفهوم ((لا إله إلا اللهً)) أي لا معبود بحق في هذا الكون إلا الله ، وهو كذلك الأمر ((الا له الخلق والأمر)) الله الخالق، الله البارئ، الله الرازق، الله المحي ، الله المميت ، الله المعيد، الله مقدر وميسر كل الأمور الذي بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله منهاج حياة يطرح تصوراً شاملا ًلحياة الإنسان على هذه البسيطة . لا إله إلا الله تنفي الألو هيةعن البشر وتثبتها لله وحده ، الألوهيّه التي من أهم خصائصها الربوبيّه والحاكميّه، حاكمية الله التي لا تظلم ولا تغفل ولا تماري ولا تحابي أحد على حساب أحد ، الحاكميّه التي لا تنتظم حياة البشريّة إلا في ظلها وتحت رايتها ، الحاكميه الإلهيه التي تنتج المساواة والعدل، والحريّة والشفافيّة الحقيقيّه التي ستعيد لكل البشر كرامتهم وتحفظ لهم صفاتهم الآدميّه التي كرمهم بها خالقهم ربَّ العالمين، والعقيده بهذا الفهم تعني إذا ترجمناها إلى لغة سياسيّة أن هذه الأنظمة والحكومات التي تحكم البشريهّ الآن قد اغتصبت أهم خصائص الألوهيه وهي الحاكميّه وأسندتها للبشر وحاكميه البشر وفق فكرنا وقناعتنا أنتجت هذا الظلم الذي يسود عالم البشريّه كلها ، منذ أن انقطع الحكم الإسلامي الذي يستند إلى حاكمية الله تعالى .
إذاً نحن قد إخترنا مهمة صعبةً وهدفاً اصعب ... مهمتنا إعادة البشريّة إلى جادة الصواب والذي لن يتم إلا بتحكيم شرع الله، وشرع الله لا يمكن أن يسود ويطبق إلا في ظل دولة إسلاميّة .
هدفنا الإستراتيجي إذاً هو:
إستئناف الحياة الإسلامية من خلال إعادة دولة الإسلام إلى الوجود، وهذا الأمر يوصلنا إلى السؤال الكبير عن خطتنا وإستراتيجيتنا المرسومه للوصول إلى هذا الهدف الرئيس والتي سنتحدث عنها في رسالتنا القادمة بإذن الله بعنوان( لماذا جيش الأمة الآن في فلسطين؟؟) لكننا هنا لا بدّ أن نوضح معالم خطتنا التي تقوم على فكرة تطوير العمل الجهادي الإسلامي كماً ونوعاً، وتوسيع رقعته ليشمل العالم كلُّه ، هذا الجهاد الذي سيساهم في تعاظم قوة الامة التي سترهب بها أعدائها وتجبرهم في النهاية على رفع اليد عن مقدراتها وثرواتها ، لتتراجع مخلية ما بين الأمة وسلطتها وسيادتها وعندها تعود السلطة للأمة ، وتصبح السيادة لشرع الله ، حينها تحل كل المشاكل الداخليّة والخارجيّة وتنتهي سريعاً وبشكل طبيعي بأذن الله، ونحن نرى أن العدوان الدائم الذي تتعرض له أمتنا ومنذ حوالي قرنين من الزمن ، وإحتلال أراضيها ونهب ثرواتها وهدر كرامتها وسلب حريتها وإرادتها بصوره متواصلة ومتتاليّة حتى لا يكاد ينتهي أو يتوقف تاركا جراحات نازفة في جسد الأمة فما يجري في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال والشيشان وكشمير والسودان وأريتريا والفلبين كافٍ لاستفزاز ضمائر المسلمين وشحذ هممهم وحثهم على البحث عن ملاذ أو مخرج أو اللجوء إلى ركنٍ شديد يمكّن الأمة من رد هذا العدوان ومداواة جراحاتها النازفة في كل مكان .
ونحن إن شاء الله بإسلوبنا في مواجهة الأعداء الصائلين في البلاد المتربصين بأمتنا وحياتها ومستقبلها .
ورسالتنا التي نحملها تهدف إلى رفع الظلم والجور عن كل المستضعفين في العالم ولا مجال أمامنا للصلح أوالمهادنة أو الألتقاء مع العدو
في منتصف الطريق .الحلول التي نطرحها جذرية تستند إلى أحكام شرعية وإلى فهم مميز للواقع المعاش .
مقاتلونا ومجاهدونا لايعدّون الموت خسارة ، ولا ينظرون إلى هزيمة معركة ما نهاية المطاف لأنهم مقتنعون بالوعد الرباني بالنصر والتمكين لعبادِهِ الصالحين ، وانطلاقاً من كل هذا فنحن نبشِر كل المؤمنين والمستضعفين بحتميةِ النصر المبين إستناداً لقول رب العالمين "ونريدُ أن نمنّ على الذينَ أُستضعفوا في الأرضِ ونجعلهم أئمةً ونجعلهم الورثين " صدق الله العظيم
(( وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين))
جــيـش الأمـــــة
رسالة الامة.. أول الغيث…
إنَ الحمد لله نحمده تعالى ونستغفره ونستهديه ،ونعوذ بالله من شرورأنفسنا وسيئات أعمالنا، ومن يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنَ لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد:
تأتي رسالتنا الأولى هذه بداية لرسائل دورية متتابعة إن شاء الله لتتواكب مع الإعلان عن بدء عملنا في فلسطين تحت مسمى
( جيش الأمة ) هذا الجيش الَذي نسعى ليكون جيشآ لكلِ المسلمين يسعون من خلاله لإستنفار وجمع وحشد طاقات الأمة وإمكانياتها المعنوية والمادية والبشرية ،ليبدأوا مرحلة الإستجابة الواعية للتحدي الَذي فرضه أعداء أمتنا علينا ،ولتبدأ المعركة الحقيقية بين أهل الحق وأهل الباطل، ونودُ أن نقول إن طرح هذه الرسائل وربطها بفكرة جيش الأمة القادم إن شاء الله ، تجيء لتشكِل خطوة ولبنة جديدة في خطوات ولبنات الجهاد الإسلامي العالمي الَذي كنا في المراحل السابقة وما زلنا جزءأ منه، نظريا وعمليا ، وتأتي رسالة الأمة وجيش الأمة منطلقة من فلسطين لنؤكد على أنََ هناك رجالٌٌ ساهموا في وضع خطةٌٌ وإستراتيجية الجهاد العالمي، وكان لهم دورٌٌ سابق وجهد حالي وإستعداد مستقبلي في تطبيق هذه الخطة والإستراتيجية، وما جيش الأمة في بيت المقدس إلا أحد ثمار عملهم، وإن جيش الأمة ببيت المقدس ما هو إلا جزءٌ من التطبيق العملي للمرحلة الثالثة من مراحل خطة وإستراتيجية الجهاد العالمي الّذي نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفقنا ويسدد خطانا وخطى كل إخوتنا الموحدين المجاهدين في الوصول إلى الأهداف التي سبق أن رسمناها والتي نبذل قصار جهدنا في الوصول إلى تحقيقها ، والله سبحانه وتعالى يقول : (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإنَ الله لمع المحسنين )) صدق الله العظيم.
ونبدأ رسالتنا هذه في الوقوف عند بعض العناوين وأولها هي:
واقع الأمة الإسلاميَة
إن الواقع الذي تعيش فيه أمتنا الإسلامية واقعٌٌ صعب، وغير سليم، فالأنظمة التي تحكم الأُمة في مجملها أنظمة متخلفة ظالمة فاسقة كافرة، مسلوبة الإرادة والوعي، تدور في فلك أعداء الأمة وتمارس فعلاً مبرمجاًً يهدف إلى إبقاء الأمة ضعيفة غير قادرة على الخروج من دائرة الإنحطاط والتخلف والهزيمة، حكامها سلبوا الأمة سلطتها وأنهوا سيادة الشرع من حياتها ، وتعاونوا مع العدو الأجنبي على نهب ثرواتها وهم بذلك يمارسون كل الأساليب ويبذلون كل الجهد لطمس الحقيقة عن الجماهير، هذة الأمور مجتمعة أصبحت واضحة المعالم ، وشباب الأمة وجماهيرها باتت واعية وقادرة على على الوقوف على الحقيقة بكل أبعادها وتفاصيلها ، والجميع الأن يتطلعون بشوقٍٍ لليوم الَذي يتخلصون به من هذه الأنظمة ، ومن هذا الواقع السيء المرتبط بها ، ونحن هنا نطرح أنفسنا قيادة بديلة للأمة في ظل هذا الواقع ، ونقول أنَ مجاهدي الأمةِ الّذين يدافعون عن أرضها ومقدساتها وحرياتها وكرامتها، ويسعون لإسترداد سلطتها وتطبيق شريعة ربها، هم القادة الشرعيون للأمة الإسلامية، وما دونهم من حكّام هذه الدولة والأنظمة ، ما هم إلا مغتصبون للسلطة ، متآمرون مع العدو الأجنبي.
واقع العالم
واقع العالم لا يختلف عن واقع العالم الإسلامي في تعارضه مع الشرع والدين ولذلك فهو واقعٌ جاهلي ، جاهليته نابعة من إسناد البشر للبشر حق التشريع، ووضع القوانين وتطبيقها ، وهذا ما يتعارض مع توجيهات رب العالمين ، هذا الواقع الجاهلي قد أنتج ظلما وإعتداءًً فاضحاًً، وفسقاًً وفساداًً طال كلَ مناحي الحياةالإنسانيّة ، كما أنتج كل هذه المآسي التي أصبحت حياة البشرية معها حياةًً منحرفة عن الجهاد والفطرة السليمة ، حتى أصبحت البشريّة أقرب إلى البهيميّة منها إلى الإنسانية المكرََّمة من ربِّ العالمين ، وألأصل في التغيّر المنشود في واقع البشريّة أن ينطلق من تغيير واقع الإنسان الإعتقادي والفكري والنظري، لكنَّ الأنظمة والقوى الجاهلية المسيطرة على العالم لا تسمح ولن تسمح وفق رؤيتنا المنبثقة من المنهج الرباني بأي نشاطٍٍ دعوي هادف وإنَّها تقف عقبة كأداء حيال ذلك ، وبناءًًعليهِ لا بَّد من إزالاتها واجتثاثها ولن يتم ذلك إلا بالقوة والجهاد الذي نفسره على أنَّه بذل النفس والجهد والمال ، لإزالة كل العقبات والحواجز الماديّة والطواغيت بأنواعها والتي تقف بوجه الدعوة التي نسعى من خلالها لتعبيد العباد لرب العباد ، ونرى أنَّ الجهاد كفيلٌ بإزالة هذه العقبات ، ونؤكدُّ أَّننا نملكُ مشروعاًً متكاملاًً مدروسَ الأهدافِ والوسائلِ والمراحل، وأن القوة التي يحتاجها مشروعنا هذا سوف تنمو وتكبر وتتعاظم بإذن الله مع الحركة والعمل المدروس المنظم.
واقع التنظيمات والحركات والأحزاب العربيّة والإسلاميّة
التنظيمات والحركات والأحزاب على الساحتين العربيّة والإسلاميّة فشلت في تحقيق رغبات وأماني جماهير الأمة ، والتي تتمحور في عمليتي التغيير والتحرير ،فمعظم هذه التنظيمات والأحزاب لم تعد تمتلك خطط ولا برامج ولا رؤى صحيحة للتعامل مع الواقع ، بل كيَّفت أوضاعها بما يتلاءم مع مصالح قياداتها وبعض افرادها المتنفذين ، فمنها من تصالح مع الأنظمة ولم يعد يسعى لتغييرها ، ومنها من قام بعملية تطويع لمسلمات العقيدة والولاء والبراء والفكر الإسلامي وبديهياته حتى تتوافق مع علمانية الدول، ومنها من صالح عدو الأمة والتقى معه في منتصف الطريق فبات متناغماً معه مقابل وعود وصفقات غير قابلة للتنفيذ ، بل ومنها من لا يرى هذه الأنظمة عدوةً أصلاً ، هذا وقد اختلفت التنظيمات والحركات الإسلامية العاملة في عمليّة التشخيص السليم لواقع الأمة المعاش ، مما أنتج أخطاءً في الحكمِ عليهِ، أدت إلى بذل جهود كبيرة لم تؤدِ إلى نتائج حاسمة .
كذلك فإن التنظيماتِ والحركاتِ لم تضع خطط تحدد في ظلها الأهداف والأدواتِ والوسائِل، وكذلك فإن راياتها لم تكن واضحة وثابتة، وكذلك فإن التنظيماتِ والحركاتِ الإسلامية لم تتجرأ على طرح نفسها كقيادة أصيلة للأُمة ، وبديلة عن كل القيادات الضعيفة المصطنعة التي تعمل لغير صالح الأُمة، إضافة إلى عدم قدرة الحركات الإسلاميَّة على إستغلال طاقات الأمة البشريّة والماديّة والمعنويّة ، وإنطلاقاً من هذا الفهم فسوف نقوم بإذن الله وعونه بطرح تصوراً محدداً يوضح معالم مسيرتنا الحاليّة والمستقبليّة ، وهذا سيكون إن شاء الله تباعا من خلال رسائلنا الدوريّة والتي أسميناها ( رسالة الأمة ).
معالم مشروعنا الإسلامي
نحن مدركون أن بداية أي مشروع للنهضة ، لا بدَّ أن يبدأ بمرحلة علاج الأمراض والعلل التي أصابت الأُمة ، والتي نسعى لإنهاضها والتي نعتمد عليها في مشروعنا ورسالتنا العالميّة ، ومن البديهي أن أوّل مراحل العلاج تبدأُ بالتشخيص السريع، وتشخيصنا الأولي أوصلنا إلى أنّ التدخل الغربي الصليبي في شؤون العرب والمسلمين أدّى إلى هذه السيطرة على الأُمة وعلى مقدراتها ، وهذه السيطرة وفق قناعاتنا هي سبب البلاء والمرض الرئيس، فقد أدّت هذه السيطرة إلى إغتصاب سلطة الأمّة وإنهاء سيادة الشرع من حياتها ، وكذلك أدّت إلى نهب الثروات وحجب الحقيقة عن شعوبها .
جاء الإستعمار الغربي واحتلَّ البلاد وأذلّ العباد وهيأ الأمور ورتبها لأتباع إصطنعهم وقلدهم حكم بلاد المسلمين ضمن خطط رسمها وأحكم تفاصيلها ، فخرجت هذه الأنظمة إلى الواقع المعاش ليس لها علاقة بالأمة من قريب أو بعيد، أنظمة لا تطبق الإسلام ولا تعمل به بل وتعادي الإسلام والمسلمين وتقف في صف العدو ضدّ قضايا الأُمة بل وتساعد على نهب ثروات و تقييد حريات وهدر كرامة الأمة. أنظمة تمارس الظلم الصارخ على أبناء شعوبها ، ولا تتيح مجالا أوسبيلا للتقدم والبناء والازدهار..... إذاً فإن تشخيصنا يقول :
أولاً: إنَ واقع الأمة الإسلامية واقع غير سليم يتعارض مع شرع ربِ العالمين ويتعارض مع مسلمات ومبادئ الإنسانية السليمة.
ثانياً : قيادة الأمة قيادة غير شرعيّة إغتصبت السلطة بالتآمر مع العدو الأجنبي.
ثالثاً: ثروات الأمة منهوبة لصالح أعدائها ولصالح المتنفذين من الحكام الفاسقين والفاسدين.
رابعاً: قضايا الأمة النازفة لا تجد من يسعى لتضميد جراحاتها أو حلها.
خامساَ:ثمت مؤامرة تسعى لإبقاء الأمة في جو من التخلف العلمي والتقني والإقتصادي والإجتماعي ، لإبقائها ضعيفة غير قادرة على المواجهة والإستجابة للتحدي المفروض عليها
سادساً: الأحزاب والتنظيمات والجماعات المتواجدة على الساحة والتي طرحت نفسها كأطر للتغيير والتحرير ، فشلت في كل شيء ولم تحقق أي تقدم ملموس.
سابعاً : الأعداء زاد تكالبهم وزادت أطماعهم.
هذا هو التشخيص الذي وصلنا إليه.
* بعد هذا التشخيص طرحنا السؤال المنطقي التالي :
( من الذي تسبب بكل هذا للأُمة وشعوبها؟ ومن الذي يقف خلف هذه النكبات والهزائم وما ترتب عليها من مآسي ومظالم وأحزان)؟؟
الجواب كان عندنا سهلاً : إنه التحالف اليهودي البروتستنتي الإنجلو سكسوني الصليبي الذي بدأت ملامحه تلوح في الأفق مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين والذي أصبح جلياً واضحاً للعيان عملياً مع إعلان وزير خارجية بريطانية الشهير عام (1917) والمعروف بوعد بلفور ذلك الوعد الذي نص في حينه على تعاطف الحكومة البرطانية مع إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ، وما إرتبط بالوعد وما تلاه من إسقاط للخلافة الإسلاميّة التي كانت متمثلة في الدولة العثمانيّة عام(1924)، وما تلا ذلك من احتلال لأراضيها التي كانت فلسطين جزءً منها وإستصدار قرار الإنتداب حينها من عصبة الأمم عام (1920) بهدف تهيئة الأمورفي فلسطين لإقامة دولة يهوديّة على أراضيها وما رافق ذلك وسبقه من مقررات مؤتمرالصلح عام (1919) وقرارات سايكس بيكو التي نصت على تقسيم أملاك دولة الخلافة وتوزيعها على الحلفاءالمنتصرين وكذلك فمن الواضح لدينا أن الدعم الأمريكي لليهود أصبح جلياً بعد مؤتمر الحركة الصهيونية في بالتيمور عام (1942) ،لايخرج عن إطار التحالف اليهودي البروتستنتي الإنجلوسكسوني ذلك أن الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية هي من البروتستنت الإنجلو سكسون ، وأن التحالف اليهودي البرو تستنتي يقوم على مبادئ ومفاهيم وأسس إعتقادية وسياسية مشتركة من فهم محرف للعهد القديم (التوراة) يتناسب مع مقتضيات الأمور التي تخدم اليهود ومصالحهم .
*إذا العدو المسبب لمآسي الأمة أصبح واضحاً لدينا وتم تحديده بدقة.
وهذا العدو وفق قناعاتنا الدينيّة والتاريخيّة لا يمكن إستمالته فكرياً وهذا العدو المشترك هو أهم عدو للأمة الإسلامية فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم التنزيل ولتجدنَّ أشدَّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا )وهذا العدو أيضاً لا يمكن دفعه لتغيّير مواقفه نتيجة الضغط عليه في حرمانه من إمتيازاته ونفوذه في بلاد المسلمين لأنّ مقدرات الأمور وزمامها ليس بيد أبناء الأمة وإنّما في أيدي أناسٍ من جلدتنا لكنّهم عبارة عن أدوات طيّعة في أيادي أعدائنا.
إذاً لا بدّ من إمتلاك القوة وإعلان الحرب على هذا العدو والبدء بتوجيه ضرباتٍ متواليه لأجباره على تغيير مواقفه والتراجع عنها ، والقوة لا بدَّ لها من إطار ، فكان إعلان إخواننا من ولادة الجبهه الإسلاميّة العالميّة،
هذه التسمية جاءت نتيجة منطقيّة للتشخيص سالف الذكر لواقع الأمة والعالم ومعرفه دقيقة بالمتسبب بفساده وخرابه.
فكرنا جاء نتاجاً طبيعيّاً لتطور الفكر الإسلامي الجهادي الّذي بدا يطرح نفسه في منتصف القرن العشرين، والّذي إستند أساساً على فهم محدد للعقيدة الأسلامية الصحيحه ، هذا المفهوم يستند أساسا على مفهوم ((لا إله إلا اللهً)) أي لا معبود بحق في هذا الكون إلا الله ، وهو كذلك الأمر ((الا له الخلق والأمر)) الله الخالق، الله البارئ، الله الرازق، الله المحي ، الله المميت ، الله المعيد، الله مقدر وميسر كل الأمور الذي بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله منهاج حياة يطرح تصوراً شاملا ًلحياة الإنسان على هذه البسيطة . لا إله إلا الله تنفي الألو هيةعن البشر وتثبتها لله وحده ، الألوهيّه التي من أهم خصائصها الربوبيّه والحاكميّه، حاكمية الله التي لا تظلم ولا تغفل ولا تماري ولا تحابي أحد على حساب أحد ، الحاكميّه التي لا تنتظم حياة البشريّة إلا في ظلها وتحت رايتها ، الحاكميه الإلهيه التي تنتج المساواة والعدل، والحريّة والشفافيّة الحقيقيّه التي ستعيد لكل البشر كرامتهم وتحفظ لهم صفاتهم الآدميّه التي كرمهم بها خالقهم ربَّ العالمين، والعقيده بهذا الفهم تعني إذا ترجمناها إلى لغة سياسيّة أن هذه الأنظمة والحكومات التي تحكم البشريهّ الآن قد اغتصبت أهم خصائص الألوهيه وهي الحاكميّه وأسندتها للبشر وحاكميه البشر وفق فكرنا وقناعتنا أنتجت هذا الظلم الذي يسود عالم البشريّه كلها ، منذ أن انقطع الحكم الإسلامي الذي يستند إلى حاكمية الله تعالى .
إذاً نحن قد إخترنا مهمة صعبةً وهدفاً اصعب ... مهمتنا إعادة البشريّة إلى جادة الصواب والذي لن يتم إلا بتحكيم شرع الله، وشرع الله لا يمكن أن يسود ويطبق إلا في ظل دولة إسلاميّة .
هدفنا الإستراتيجي إذاً هو:
إستئناف الحياة الإسلامية من خلال إعادة دولة الإسلام إلى الوجود، وهذا الأمر يوصلنا إلى السؤال الكبير عن خطتنا وإستراتيجيتنا المرسومه للوصول إلى هذا الهدف الرئيس والتي سنتحدث عنها في رسالتنا القادمة بإذن الله بعنوان( لماذا جيش الأمة الآن في فلسطين؟؟) لكننا هنا لا بدّ أن نوضح معالم خطتنا التي تقوم على فكرة تطوير العمل الجهادي الإسلامي كماً ونوعاً، وتوسيع رقعته ليشمل العالم كلُّه ، هذا الجهاد الذي سيساهم في تعاظم قوة الامة التي سترهب بها أعدائها وتجبرهم في النهاية على رفع اليد عن مقدراتها وثرواتها ، لتتراجع مخلية ما بين الأمة وسلطتها وسيادتها وعندها تعود السلطة للأمة ، وتصبح السيادة لشرع الله ، حينها تحل كل المشاكل الداخليّة والخارجيّة وتنتهي سريعاً وبشكل طبيعي بأذن الله، ونحن نرى أن العدوان الدائم الذي تتعرض له أمتنا ومنذ حوالي قرنين من الزمن ، وإحتلال أراضيها ونهب ثرواتها وهدر كرامتها وسلب حريتها وإرادتها بصوره متواصلة ومتتاليّة حتى لا يكاد ينتهي أو يتوقف تاركا جراحات نازفة في جسد الأمة فما يجري في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال والشيشان وكشمير والسودان وأريتريا والفلبين كافٍ لاستفزاز ضمائر المسلمين وشحذ هممهم وحثهم على البحث عن ملاذ أو مخرج أو اللجوء إلى ركنٍ شديد يمكّن الأمة من رد هذا العدوان ومداواة جراحاتها النازفة في كل مكان .
ونحن إن شاء الله بإسلوبنا في مواجهة الأعداء الصائلين في البلاد المتربصين بأمتنا وحياتها ومستقبلها .
ورسالتنا التي نحملها تهدف إلى رفع الظلم والجور عن كل المستضعفين في العالم ولا مجال أمامنا للصلح أوالمهادنة أو الألتقاء مع العدو
في منتصف الطريق .الحلول التي نطرحها جذرية تستند إلى أحكام شرعية وإلى فهم مميز للواقع المعاش .
مقاتلونا ومجاهدونا لايعدّون الموت خسارة ، ولا ينظرون إلى هزيمة معركة ما نهاية المطاف لأنهم مقتنعون بالوعد الرباني بالنصر والتمكين لعبادِهِ الصالحين ، وانطلاقاً من كل هذا فنحن نبشِر كل المؤمنين والمستضعفين بحتميةِ النصر المبين إستناداً لقول رب العالمين "ونريدُ أن نمنّ على الذينَ أُستضعفوا في الأرضِ ونجعلهم أئمةً ونجعلهم الورثين " صدق الله العظيم
(( وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين))
جــيـش الأمـــــة