أركان الإسلام وأركان الإيمان... الإيمان الحق وصحته وقول الأعراب
السبيل أونلاين – متابعة
(1) ما الفرق بين أركان الإيمان وأركان الإسلام؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
أركان الإسلام خمسة: شهادة أن لا إله إلاّ الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا.
وأركان الإيمان ستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره.
والفرق بينهما أنّ أركان الإسلام أعمال ظاهرة تقوم بها الجوارح، من صلاة وزكاة وصيام وحجّ.
وأركان الإيمان أعمال باطنة محلها القلب، من إيمان بالله وملائكته... الخ.
وقد يكون الشخص مسلما وليس مؤمنا كما قال تعالى: "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ " (الحجرات: 14).
(2) شروط صحة الإيمان وسبيل الوصول إلى حقيقته:
يشترط لصحة إيمان المؤمن ذكرا كان أو أنثى حصول اليقين الجازم بأركان الإيمان الستة المذكورة في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره .
وبهذه الأركان الستة يحصل مطلق الإيمان، ولكنه لا يكمل حقيقة إلاّ بتمام شعبه من امتثال الأوامر واجتناب النواهي والتأدب بآداب الشرع والتخلق بأخلاق الإسلام الفاضلة.
فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الإيمان بضع وسبعون شعبة والحياء شعبة من الإيمان". رواه مسلم وغيره، وفي رواية غيره: أفضلها لا إله إلاّ الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان.
(3) كيف يمكن للمسلم والمسلمة أن يكونا مؤمنين حقا؟
يتحقق ذلك بمراقبة الله تعالى وامتثال أوامره واجتناب نواهيه في السر والعلانية والالتجاء إليه بالدعاء والتقرب إليه بالنوافل وفعل الخيرات والخوف منه والرجاء له والتوكل عليه والجهاد في سبيله بكل مستطاع؛ فقد وصف الله تعالى عباده المؤمنين بقوله: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (الأنفال: 1-4).
(4) الإيمان والإسلام في ضوء قول الأعراب آمنا
قال الله تعالى: "قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم"، وضح الفرق بين وصف الإيمان ووصف الإسلام.
فبداية الآية قول الله تبارك وتعالى: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (الحجرات:14).
ومن المعنى الإجمالي للآية يتضح الفرق بين وصف الإيمان ووصف الإسلام، فالأعراب قالوا آمنا ووصفوا أنفسهم بالإيمان، فرد الله تعالى عليهم مؤدِّباً ومعلماً... وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم: إنّ الإيمان هو التصديق مع طمأنينة القلب والوثوق الكامل بالله تعالى، واتفاق القلب واللسان والجوارح... وهذه المرتبة لم تصلوا إليها بعد، ولكن قولوا أسلمنا وانقدنا إليك طائعين مستسلمين...
وعلى هذا، فالإيمان غير الإسلام، فالإيمان مرحلة متقدمة لم يصل إليها القوم بعد، وإنما دخلوا في الإسلام بمجرد النطق بالشهادتين مع أداء بعض الأعمال الظاهرة، واستعدوا للانقياد والاستسلام لأوامره.
وإذا اجتمع الإيمان والإسلام في نص افترقا في المعنى، فدلّ الإيمان على الأمور الباطنة، ودلّ الإسلام على الأعمال الظاهرة، ويؤيد هذا المعنى ما جاء في حديث جبريل المشهور عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام فقال: الإسلام أن تشهد ألاّ إله إلاّ الله وأنّ محمدا رسول الله صلى الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً.
وقال له في الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره.
وإذا افترقا اجتمعا، فدل كل واحد منهما على ما يدل عليه الآخر، وبهذا يتضح لك الفرق بين الإيمان والإسلام.
والله تعالى أعلم.
الشبكة الإسلامية - بتصرف
السبيل أونلاين – متابعة
(1) ما الفرق بين أركان الإيمان وأركان الإسلام؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
أركان الإسلام خمسة: شهادة أن لا إله إلاّ الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا.
وأركان الإيمان ستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره.
والفرق بينهما أنّ أركان الإسلام أعمال ظاهرة تقوم بها الجوارح، من صلاة وزكاة وصيام وحجّ.
وأركان الإيمان أعمال باطنة محلها القلب، من إيمان بالله وملائكته... الخ.
وقد يكون الشخص مسلما وليس مؤمنا كما قال تعالى: "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ " (الحجرات: 14).
(2) شروط صحة الإيمان وسبيل الوصول إلى حقيقته:
يشترط لصحة إيمان المؤمن ذكرا كان أو أنثى حصول اليقين الجازم بأركان الإيمان الستة المذكورة في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره .
وبهذه الأركان الستة يحصل مطلق الإيمان، ولكنه لا يكمل حقيقة إلاّ بتمام شعبه من امتثال الأوامر واجتناب النواهي والتأدب بآداب الشرع والتخلق بأخلاق الإسلام الفاضلة.
فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الإيمان بضع وسبعون شعبة والحياء شعبة من الإيمان". رواه مسلم وغيره، وفي رواية غيره: أفضلها لا إله إلاّ الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان.
(3) كيف يمكن للمسلم والمسلمة أن يكونا مؤمنين حقا؟
يتحقق ذلك بمراقبة الله تعالى وامتثال أوامره واجتناب نواهيه في السر والعلانية والالتجاء إليه بالدعاء والتقرب إليه بالنوافل وفعل الخيرات والخوف منه والرجاء له والتوكل عليه والجهاد في سبيله بكل مستطاع؛ فقد وصف الله تعالى عباده المؤمنين بقوله: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (الأنفال: 1-4).
(4) الإيمان والإسلام في ضوء قول الأعراب آمنا
قال الله تعالى: "قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم"، وضح الفرق بين وصف الإيمان ووصف الإسلام.
فبداية الآية قول الله تبارك وتعالى: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (الحجرات:14).
ومن المعنى الإجمالي للآية يتضح الفرق بين وصف الإيمان ووصف الإسلام، فالأعراب قالوا آمنا ووصفوا أنفسهم بالإيمان، فرد الله تعالى عليهم مؤدِّباً ومعلماً... وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم: إنّ الإيمان هو التصديق مع طمأنينة القلب والوثوق الكامل بالله تعالى، واتفاق القلب واللسان والجوارح... وهذه المرتبة لم تصلوا إليها بعد، ولكن قولوا أسلمنا وانقدنا إليك طائعين مستسلمين...
وعلى هذا، فالإيمان غير الإسلام، فالإيمان مرحلة متقدمة لم يصل إليها القوم بعد، وإنما دخلوا في الإسلام بمجرد النطق بالشهادتين مع أداء بعض الأعمال الظاهرة، واستعدوا للانقياد والاستسلام لأوامره.
وإذا اجتمع الإيمان والإسلام في نص افترقا في المعنى، فدلّ الإيمان على الأمور الباطنة، ودلّ الإسلام على الأعمال الظاهرة، ويؤيد هذا المعنى ما جاء في حديث جبريل المشهور عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام فقال: الإسلام أن تشهد ألاّ إله إلاّ الله وأنّ محمدا رسول الله صلى الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً.
وقال له في الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره.
وإذا افترقا اجتمعا، فدل كل واحد منهما على ما يدل عليه الآخر، وبهذا يتضح لك الفرق بين الإيمان والإسلام.
والله تعالى أعلم.
الشبكة الإسلامية - بتصرف